معجزة علمية: الأسماك ترى الألوان في الظلام

ترجمة- رنا عبد الحكيم

اكتشف علماء أن الأسماك التي تعيش في أعماق المحيطات المظلمة قادرة على التمييز بين الألوان بطريقتها الخاصة، وقالوا إنه يمكن للأسماك التي لم تشاهد أشعة الشمس مطلقا أن ترى العالم في ظلال زرقاء وخضراء لا يمكن للإنسان تخيلها.

وساد اعتقاد بين العلماء قبل هذا الكشف أن رؤية الألوان ليست ضرورية في أعماق البحار، فآشعة الشمس غير قادرة على الوصول لهذه الأعماق، وبالتالي لا ضوء يساعد الأسماك على رؤية أي لون. لكن بحسب دراسة نشرت الأسبوع الماضي في مجلة ساينس العلمية، فقد أجرى باحثون تحليلا للجينات الخاصة بنحو 101 سمكة مختلفة، واكتشفوا أن أحدها وهي سمكة "سبينفين" الفضية تتمتع بجينات تساعدها على تمييز الضوء الباهت أكثر من أي فقاريات أخرى على ظهرا كوكبنا. وتساعد هذه الجينات السمكة على رؤية ضوء النهار، وقد يكون لدى الأسماك الأخرى هذه القدرة على اكتشاف اللون في أعماق البحر أيضاً.

ويبدو أن بعض الأسماك التي تعيش في أعماق البحار ترى عالمها بطريقة مختلفة للغاية. فقد اكتشف فريق الباحثين أن هناك 3 سلالات مختلفة من الأسماك تعيش في أعماق البحار لديها نسخ إضافية من الجينات تمكنها من الرؤية في الضوء الخافت. ومن بين هذه الأسماك سمكة سبينفين الفضية التي تتمتع بجينات عديدة وتمتلك حساسية للون الأزرق أكثر من أي من الفقاريات المعروفة.

ومن المحتمل أن هذه الأسماك لا تستخدم كل هذه القوى البصرية الإضافية، إذ سبق للعلماء أن درسوا نوعا من أنواع الروبيان باسم "السرعوف" ذي العيون المعقدة مع وجود أكثر من 10 مخاريط مستقبلة للون ونظام معالجة بصرية. لكن الأبحاث الإضافية أظهرت أن روبيان السرعوف ليس أفضل من البشر في تمييز الاختلافات الدقيقة في الألوان.

وتأتي تلك الدراسة الأخيرة لتدحض اعتقاد العلماء الخاص بالمخلوقات التي تعيش في أعماق البحار، فقد كانوا لفترات طويلة يعتقدون أن هذه المخلوقات ليس لديها جينات لرؤية الألوان أو أنهم فقدوها بسبب معيشتهم في الأعماق.

تعليق عبر الفيس بوك