"فورين بوليسي": صبر إيران على التهديدات الأمريكية ينفد

ترجمة- رنا عبد الحكيم

ذكر تقرير لمجلة فورين بوليسي الأمريكية أن صبر النظام في إيران على التهديدات الأمريكية المتواصلة آخذ في النفاد، مشيرا إلى أن ذلك يأتي بعد عام من انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم عام 2015، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية.

وصرحت إيران بأنها لن تكون ملتزمة ببندين من الأحكام الرئيسية للاتفاق النووي، مما سيؤدي إلى مواجهة مع واشنطن والدول الأوروبية التي كانت حتى الآن على استعداد لإلقاء طوق النجاة  لطهران. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن إيران ستوقف شحن اليورانيوم المخصب والماء الثقيل إلى البلدان الأخرى- وهما لبنات بناء برنامج الأسلحة النووية- التي ما زالت تنتجها، وذلك يتعارض مع اثنين من الوعود التي قطعتها في اتفاق 2015، والمعروفة باسم خطة العمل الشاملة "JCPOA".

ويشير بعض المحللين إلى أن رسالة طهران الضمنية كانت بمثابة نداء وتهديد في آن واحد للأطراف الأوروبية والصينية في الصفقة النووية مفادها: "ساعدونا، أو سنفشل". وتقول إيلي جيرانمايه الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "إيران تتحول من الصبر الاستراتيجي إلى العمل الاستراتيجي".

وبحسب تقرير المجلة فإن الموقف الأخير من جانب طهران أقل حدة مما كان يخشاه الكثير من المراقبين؛ حيث لم تقم إيران بأي خطوات فورية لإنتاج مزيد من اليورانيوم عالي التخصيب والذي يمكن أن ينتج قنبلة نووية. ومع ذلك، فإن الخطوة الإيرانية المفاجئة تهدد بانهيار الاتفاق ما لم تعجل أوروبا بالمساعدة في إنقاذها.

ووصف علي فايز المدير الإيراني في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، وهي مؤسسة بحثية الخطوة الإيرانية قائلا: "كان يمكن أن تكون أسوأ بكثير"، مضيفا: "لقد اتخذت إيران رد فعل بسيط في مواجهة أقصى ضغط من الولايات المتحدة". وتابع القول: "أصبحت الكرة الآن في ملعب باقي الموقعين على الاتفاق للاختيار بين تحدي العقوبات الأمريكية أحادية الجانب أو انتظار انتهاكات إيرانية إضافية تؤدي إلى انهيار الصفقة في نهاية المطاف".

وهدد روحاني بأنه إذا لم يتم تجاوز الضغوط الاقتصادية خلال الشهرين المقبلين، فسوف تتخلى إيران عن قيود أخرى تحد من قدرتها على زيادة تخصيب اليورانيوم أو تخزينه، مما قد يسهل على طهران امتلاك سلاح نووي سريعا.

وقال ريتشارد نيبو الباحث الرئيسي في مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا: "هذه هي بداية نهاية خطة العمل المشتركة الشاملة، على ما أعتقد... المشكلة الحقيقية تكمن في أننا عدنا الآن إلى السباقات بساعة إيرانية مدتها 60 يومًا وانتقام أمريكي بلا شك مع المزيد من العقوبات القادمة".

لكن المجلة ترصد تفاؤلا لدى آخرين، وتنقل عن سوزان مالوني الخبيرة في الشؤون الإيرانية بمعهد بروكينجز، وهي مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، قولها: "لقد اتخذ الإيرانيون هذه الخطوة لأنهم ليسوا مستعدين لخرق الاتفاق بالكامل، لكنهم ما زالوا يبحثون عن مخرج آخر".

السؤالان الرئيسيان الآن هما كيف ستتعاطى الولايات المتحدة مع ذلك؟ وما إذا كان يمكن لأوروبا أن تفي بعد عام من الوعود بتقديم بعض المنافع الاقتصادية التي وعدت بها إيران بموجب الاتفاق النووي على الأقل؟

وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، من جانبه، أدان الخطوة الإيرانية خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في لندن مؤخرا، وقال: "إذا توقفت إيران عن التزاماتها النووية، فستكون هناك بالطبع عواقب. وطالما حافظت إيران على التزاماتها، فإن المملكة المتحدة ستستمر أيضا في التزاماتها".

لكن بومبيو قال إن الولايات المتحدة ستتأخر في الرد لمعرفة ما إذا كانت إيران قد تابعت بالفعل تنفيذ هذا التهديد. وأضاف: "علينا أن ننتظر لنرى ما هي الخطوات العملية لإيران، لقد أدلوا بعدد من البيانات حول الإجراءات التي هددوا بها بهدف لفت انتباه العالم.. سنرى ما يفعلونه".

تعليق عبر الفيس بوك