التقويم الرقمي

 

عمرو عبد العظيم

يعتبر التقويم من العناصر الرئيسية في المنظومة التعليمية التي تطورت بشكلٍ كبير، حيث يشهد العالم اليوم تحولات مهمة في مفهوم التقويم وأدواته وهو المحور الرابع في الخطة التي تهدف إلى توظيف التكنولوجيا في التعليم في الخطة الأمريكية وما يقابلها في سلطنة عمان والتي عرضناها في مقالاتٍ سابقة، ومن هنا باتت لعملية التقويم أهداف جديدة وواضحة تعمل على تطوير الممارسات الصفية لدى الطلاب، وتهدف إلى تقدير عملية التعلم الذي بلغه في نهاية تعلمه، وبالتالي لابد من تطبيق التقويم الحقيقي لتقصي فاعلية التعلم ومعرفة القرارات والاستراتيجيات التي تناسب تعلم الطلبة حتى يتم الارتقاء بمهارات التفكير العليا وقد أكدته العديد من الدراسات التربوية، إن قياس التعلم يُعد من المهام الضرورية للمعلم في معرفة تعلم الطلاب وإتمام التعلم، فقد قامت الخطة الأمريكية على تخصيص هذا المنحى بوضع أساليب وأساسيات مهمة كي تقدم التقييمات الواضحة للطلاب وأولياء الأمور بحيث يتم التعرف على مدى تقدم أبنائهم في عملية التعلم، وهي مبنية على خطة ورؤية واضحة ودقيقة وهي مدعمة من قبل المعلمين والمجتمع الأمريكي، بالمقابل فإنّ سلطنة عمان عملت على فلسفة تعليمية واضحة من حيث المحتوى فقط بينت الهدف من تقييم النظام التعليمي بأكمله حتى بدأت دراسة موسعة كانت في عام 2013م قامت بها الوزارة للصفوف من (1-12)، ومن خلالها شرعت الوزارة في بناء وثيقة لتطوير العمل التربوي التعليمي، ويتم تزويد المدارس بوثائق التقويم سنويًا ومتابعة تطبيق الوثيقة من خلال الزيارات الإشرافية التي تقوم بها اللجان الوطنية والتشاركية يتم تدعيم المعلمين في عملية التقييم حيث تقوم بتقصي المعلومات من خلال الواقع الملموس في الميدان التربوي، وبالتالي تقدم هذه اللجان وثيقة مفصلة لعمليتي التقييم والتقويم، ويساعد ذلك على الإبداع والتطوير للمعلمين كلًا في تخصصه.

وتعتمد سلطنة عُمان على عدة مؤشرات للحصول على الجودة الشاملة لعملية التقويم في المؤسسات التعليمية، وهي موزعة وفقا للتخصصات، فنجد منها قسم التقويم التربوي حيث يحتوي على ثلاثة أقسام مهمة وهي: قسم مراقبة وتقويم التحصيل الدراسي، وقسم التحليل والدراسات، وقسم الاختبارات والمقاييس، وهي تعمل وفقًا لتحقيق الأهداف الخاصة المتعلقة بالوزارة، وتندرج هذه الأقسام لها فروع وذلك لتجويد العمل في القسم، حتى يتمكن المعلمون والطلاب من الحصول على الأدوات الخاصة بالتقويم بكل سهولة، وأيضا تكون عملية قياس التعلم متنوعة.

لذا نرى أن عملية التقويم في الخطة الأمريكية مفصلة وذات عملية منظمة فهي تعطي تطبيق للعملية بفعالية ووفق استراتيجية مدروسة ومنهجية تتناسب مع الطلاب، وفي المقابل في الواقع بسلطنة عمان يحتاج مزيدًا من الوضوح، حيث يعتبر تغيير المحتوى في الفترة الأخيرة لمراحل التعليم الأساسي من الحلقة الأولى، ودخول موضوعات جديدة مثل السلاسل العالمية في مادتي العلوم والرياضيات ومن هنا باتت وثائق التقويم تختلف كل عام دراسي وذلك من أجل التطوير والتحسين، وفي شهر أبريل 2018 تم مناقشة الوثيقة العامة للتقويم من قبل الوزارة.

وفيما يخص التقويم والتقدم التكنولوجي تسعى وزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان لتحقيق تعليم عالي الجودة، وذلك من خلال توسيع استخدام التقييمات عبر الدمج مع التكنولوجيا رغم أنه لا توجد خطة واضحة المعالم ومفصلة حول عملية استخدام التكنولوجيا في عملية التقويم، كالخطة الأمريكية.

ويعطي هذا التطور التكنولوجي نافذة للمعلمين من خلال تحقيق التغذية الراجعة الفورية للطلاب، وكي تسهم هذه التقييمات في تنمية القدرات الطلابية لذا يعمل قسم التقويم التربوي بالسلطنة على تحديد اختصاصات واضحة لكل قسم كالإجراءات والدراسات والمتابعة وتنفيذ للوائح والمشاركات العملية الفردية أحيانًا، وهنا يجب أن نبين أن وزارة التربية والتعليم تبنت أن يتم تصحيح الاختبارات الخاصة للدبلوم العام عن طريق الحاسوب، وهذا دليل على تطبيق الممارسة الفعالة في هذا القسم، وهذا سينعكس إيجابيًا على أداء الطلاب حيث سيكون بإمكانهم الحصول على التقييم المناسب والذي يساهم في تنمية قدراته ومعارفه ومهاراته، وبالتالي ستعمل التكنولوجيا على التقليل من الجهد والوقت.

وفي الخطة الأمريكية تؤدي استمرارية التقدم في التكنولوجيا إلى توسع نطاق التقييمات التي تكون أكثر فاعلية وتعمل على تحسين جودة التعليم ، ومقارنة مع اللامركزية بالسلطنة التي تتبنى مثل هذا الاتجاه في عملية التقويم التربوي، وسعي رؤساء الأقسام في توفير كل الأدوات والاحتياجات الخاصة للتقييمات في المؤسسات التعليمية، وأن تكون مخرجاتها ذات جودة تعكس نظرة التعليم وشموليته في السلطنة، وتعكس مدى أهمية الخبرات التي ترفدها السلطنة من الخارج كي يصبح التعليم ذات جودة عالية، وهي تعتمد في المقام الأول على الفلسفة العُمانية في التعليم.

فالكل يسعى للتخلص من الأوراق ويبدي اهتمامه بالتكنولوجيا حيث يسهم التقويم الإلكتروني في مزيد من التطوير والتعديل وبالتالي يحدث تغيرًا جذريًا يستفيد منه الطلاب والمعلمون في الحقل التربوي، رغم سعي السلطنة بأن تصبح عُمان الرقمية نافذةً تعطي مؤشرات حقيقة للتعليم في مجال التقويم إلا أن التقويم الإلكتروني يحتاج للمزيد من التطوير في المؤسسات التعليمية، وقد أنشأت وزارة التربية والتعليم موقعًا يلبي بعض الاحتياجات الخاصة للمعلمين والطلاب مثل تخصيص منتدى في المنتدى التربوي لقسم تقويم التحصيل الدراسي الذي يعنى بالمستجدات التربوية الحديثة عبر منصة إلكترونية.

 

Amrwow2010@gmail.com