بين الانشغال بالعبادة والأجواء العائلية واستثمار الوقت في الحملات الترويجية الناجحة

تباين آراء المستثمرين والخبراء حول مستوى حركة التداول العقاري في رمضان

 

الرقيشي: الأسعار ثابتة في رمضان.. والتأثير على حركة العقارات ظاهرة موسمية مؤقتة

الإسماعيلي: فرصة لاستثمار الوقت في التواصل بين المستثمرين وتحقيق صفقات ناجحة

البوسعيدي: تقليل ساعات العمل يُؤثر على التداول العقاري المرتبط بإجراءات البيع والشراء

 

 

الرؤية – أحمد الجهوري

تباينت آراء عدد من المختصين بالنشاط العقاري حول مدى تأثير شهر رمضان على الحركة العقارية في السلطنة، حيث رأى البعض أنَّ هذه الأجواء تؤثر على الصفقات العقارية لانشغال الناس بالعبادة والتسوق، وتكاسلهم عن الانخراط في زيارات ميدانية إلى مواقع العقارات المعروضة للبيع، بينما يرى آخرون أن الشهر الفضيل فيه متسع من الوقت أمام المستثمرين لمتابعة الإعلانات العقارية وتقديم حملات تسويقية تسهم في تحقيق صفقات رابحة.

ومن جانبه قال حسن بن خميس الرقيشي رئيس لجنة التطوير العقاري والمقاولات بغرفة تجارة وصناعة عمان إن سوق العقار في شهر رمضان يتأثر مثلما تتأثر أغلب القطاعات نظرا لعامل ضيق الوقت وانشغال الناس بالعبادات والتجمعات العائلية، كما أن الأسعار تظل ثابتة ولا تتأثر في غضون شهر واحد، ويعد التأثير ظاهرة موسمية فحسب.

وأشار الرقيشي إلى أن الخوف من هبوط أسعار العقار قد تلاشى وذلك لوصول أسعار البيع والتأجير والشراء إلى أدنى مستوياتها، لذلك فإنَّ جميع المؤشرات توضح أن الأسعار لن تنخفض أكثر مما هي عليه الآن، وإنما تشير المؤشرات إلى احتمالية ارتفاع أسعار العقار بنسبة 4% في الربع الأخير من هذا العام.

وأوضح الرقيشي أن السوق العقاري يصنف إلى جزئين، الأول للإيجارات والثاني للبيع والشراء، ويعتمد الجزء الأول على الكثافة السكانية وما يساعد على ارتفاعه الإيجارات وجود العمالة الوافدة أو زيادة عدد السياح. أما الجزء الثاني فيعتمد على شقين، وأولهما الاحتياج وهذا ينطبق على كل رب أسرة كوَّن عائلته وأصبح في حاجة إلى منزل يعيش فيه ويستقر، وهذا النوع لا ينظر كثيرا إلى ارتفاع الأسعار أو انخفاضها لأنه يقع في دائرة الاحتياج المباشر. ومثال على ذلك: كانت أسعار المنازل في حدود 25 ألف ريال، وكان الناس يشترونها ووصلت الآن إلى ما يزيد عن 100 ألف ريال ولا زالت تباع. والشق الثاني معني بالمضاربة والتي تأثرت بسبب الخوف من نزول أسعار العقار أكثر، لكن هذه المرحلة تقريبا أصبحت محسومة، حيث وصل المضاربون إلى قناعة بأن الأسعار لن تنخفض أكثر من ذلك وعادوا إلى تجديد ثقتهم بالسوق والقيام بصفقات البيع والشراء.

وأشار الرقيشي إلى أنَّ اللجنة العقارية بالغرفة تعمل على تطوير سوق العقار بالسلطنة والتعرف على التجارب الخارجية ودعم العقاريين بالدورات التدريبية، والعمل على أن تكون مهنة العقاريين مهنة حقيقية ومنظمة، ومن يعمل بها عقاري مختص ذو خبرة وشهادة وأن يكون حالها مثل بقية المهن مثل المحاماة وغيرها، وألا تكون كما يوصف بها البعض حاليا "تاجر شنطة"، كما تراقب اللجنة السوق وتقدم التوصيات والأفكار للجهات الحكومية ومنها الدعوة إلى تخفيض رسوم الإسكان من 5% إلى 3% وتمت مخاطبة وزارة الإسكان ووزارة المالية في هذا الشأن.

ودعا الرقيشي إلى تكثيف العمل على جذب المعارض العالمية باعتبارها صناعة مهمة، وتسهم في تحريك جميع قطاعات البلد من المطارات والحجوزات والمواصلات والمطاعم والفنادق والشقق، موضحًا أن المستثمر يفرق عن زائر المعرض، حيث الأول ربما يستثمر مليونا ويرغب في إيجاد عائد مليونين، والأخير يصل إلى السلطنة ويصرف ألفا أو ألفي دولار ويغادر دون النظر إلى فائدة مالية مباشرة. وتعمل اللجنة حالياً على استقطاب معرض سيتي سكيب العالمي إلى السلطنة حيث يعد المعرض من أضخم المعارض العالمية في المجال العقاري.

 

فرصة للتفاعل العقاري

ويرى فهد الإسماعيلي الرئيس التنفيذي لشركة تبيان للعقارات أن شهر رمضان لا يؤثر على السوق العقاري وإنما هو فرصة للتفاعل العقاري نظرا لوجود الوقت الكافي للمهتمين بقراءة الإعلانات والحملات التسويقية في ظل تقليص ساعات العمل بالقطاعين العام والخاص، مؤكداً أنها فرصة للبحث والعرض لتوفر الوقت الذي لا يتوفر عادة في بقية الشهور، لافتاً إلى أن من يعتزم الشراء والبيع فإن قراراته محسومة قبل شهر رمضان وبعده، ولا تتأثر بشهر الصيام أو موسم الحج مثلاً، وإنما تعتمد هذه القرارات مباشرة على أحوالهم المالية وبرامجهم الاستثمارية التي يعملون عليها.

وأوضح الإسماعيلي أن الناس تحرص في الشهر الفضيل على أن تتواجد مع عائلاتها ولا ترتبط بسفريات ومهمات عمل خارجية لما يتميز به الشهر من روحانيات وألفة، وبذلك يكون الجميع موجودين بالسلطنة في الفترة نفسها من المسؤولين والتجار ومتداولي العقار، مما يعزز فرص الصفقات العقارية.

وأضاف الإسماعيلي من واقع خبرته أنَّ رمضان من أفضل الشهور التي يحقق فيها مبيعات وصفقات عقارية، وهو ما يختلف عما يعتقده الآخرون من معاناة السوق والمستثمرين من تراجع الحركة العقارية في الشهر الكريم.

ولفت الإسماعيلي إلى أن السوق قد يتميز بدرجة من الهدوء في شهر رمضان، نظراً لانشغال الناس بالصيام والعبادات والاعتكاف في المساجد وانشغال آخرين بالتسوق، فضلاً عن سفر بعض الأجانب في أواخر شهر رمضان لدمج إجازاتهم السنوية مع إجازة العيد، لكنها تبقى عوامل غير مؤثرة سلبًا بدرجة كبيرة.

 

حالة ركود

ومن جانبه قال خليفة البوسعيدي الرئيس التنفيذي لشركة مجان العقارية إنَّ سوق العقار في شهر رمضان يمر بحالة ركود لعدة أسباب من أهمها ضيق الوقت، وتقليل ساعات العمل في القطاع الحكومي مما يؤثر بلا شك على التداول العقاري المرتبط بعمليات البيع والشراء، حيث يتطلب الأمر زيارات ميدانية سواء كان العقار أرضا أو شقة أو غيرها، كما يستدعي الأمر أحياناً وجود الزوجة إذا كان الأمر مرتبطا باستئجار أو شراء شقة أو فيلا، مشيرا إلى أن الجميع يعلم أنَّ المرأة تكون عادة مشغولة بين دوامها الرسمي وتحضيراتها وتجهيزاتها للإفطار والعزومات في الشهر الفضيل، ما يسهم في تراجع عدد الزيارات التي تعتمد عليها حركة المبيعات في شهر رمضان.

وأضاف البوسعيدي أن المكاتب العقارية تتخذ في شهر رمضان مجموعة من الإجراءات التي تعوضها غياب الزبائن ومنها تقديم عروض التخفيض وهدايا محفزة أو تقديم منتج محدد بصورة جاذبة ومشوقة للوصول إلى صفقات ناجحة.

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة مجان العقارية أن السوق العقاري تأثر كثيرا بعد رفع رسوم وزارة الإسكان من 3% إلى 5%، وامتد التأثير إلى كافة جوانب السوق العقاري من بيع وشراء وتأجير، وسيستمر الوضع على حاله إذا لم تعدل الرسوم.

تعليق عبر الفيس بوك