مواهب طلابية معطلة

 

سالم بن لبخيت كشوب

تزخر العديد من المؤسسات التعليمية سواء في التعليم العام أو العالي بالعديد من الطلبة من أصحاب الأفكار الإبداعية والاختراعات، الذين للأسف تتوقف تلك الأفكار والإبداعات عند انتهاء دراستهم التعليمية أو بعد انتهاء مشاركتهم في فعالية أو مسابقة معينة وللأسف ما يحز في النفس أنه لو كانت هناك جهات داعمة لأصحاب هذه الأفكار والابتكارات والعمل على تطويرها وتوفير المناخ الملائم المحفز لاستمراريتها لوجدنا الكثير من هذه الأفكار مشاريع مطبقة على أرض الواقع وكان لها دور في تشجيع الكثير من الطلبة الموهوبين على الاهتمام أكثر بأفكارهم والعمل على تنميتها وتطويرها.

 

حيث أصبح للأسف التفكير في المرحلة التعليمية للدراسة فقط وليس إعطاء مساحة وحيز من التشجيع والمتابعة والدعم للمُبتكرين والعمل على التنسيق والتعاون مع مختلف الجهات المعنية ومع القطاع الخاص وخلق جيل من المبدعين والمبتكرين والعمل على استمرارية وتطوير هذه الأفكار وعدم توقفها عند مرحلة معنية.

فالطالب المبتكر عندما لا يجد التحفيز والتشجيع وتوفير المردود المالي والمناخ الملائم سوف يفكر في دراسته بدلاً من تطوير هذه الأفكار والابتكارات وصقلها والعمل على تطبيقها على أرض الواقع والاستفادة من الخبرات التي من المفترض أن تكون متوفرة لهؤلاء الطلبة في مختلف محافظات السلطنة فلله الحمد تزخر السلطنة بالكثير من المواهب في مختلف المجالات وفي مختلف مؤسسات التعليم، ولكن بحاجة إلى من يقف إلى جانبها ليس فقط من أجل إشراكهم في مسابقة أو فعالية وعند الانتهاء منها يتوقف الاهتمام والمتابعة وإنما عبر خطة متكاملة بعيدة المدى تخصص لها الموارد المالية والبشرية المتخصصة ولا مانع من إشراك القطاع الخاص في هذه المبادرة الوطنية في إطار مسؤوليته الاجتماعية وبالتالي توفير المناخ الملائم والمحفز لإظهار المزيد من الأفكار والمشاريع الإبداعية الوطنية التي قد يكون لها مردود ومساهمة في الاقتصاد الوطني وربما العمل على حل العديد من المشكلات والمعوقات وتوفير المزيد من الموارد المالية نتيجة استخدام هذه الأفكار الإبداعية وتطبيقها على أرض الواقع.

نعلم أن المسؤولية ليست فقط ملقاة على عاتق وزارة التربية والتعليم أو مؤسسات التعليم العالي سواء الحكومية أو الخاصة وإنما بتضافر مختلف الجهات ذات العلاقة من أجل خلق قطاع ابتكاري وتقني واعد وتوفير المناخ والبيئة الملائمة المحفزة لهؤلاء المبتكرين والمخترعين وتأهليهم وصقل مهاراتهم سواء على المستوى المحلي أو إيفادهم بدورات تخصصية خارجيا والعمل على إشراكهم في مختلف الفعاليات العالمية والتعرف على تجارب الدول المتقدمة، وإظهار تلك الأفكار والمشاريع على أرض الواقع ولم لا قد يكون لفكرة أو مبادرة طلابية دور في إحداث تغيير وعمل نقلة نوعية في أحد القطاعات الاقتصادية وتساهم في رفد الاقتصاد الوطني بمزيد من الموارد المالية، كما يقع على عاتق الأسرة دور مهم في تشجيع أبنائها على الاهتمام أكثر بهذه الأفكار والاختراعات ومتابعتهم والتواصل مع مُختلف الجهات المعنية وتوفير المناخ الملائم المحفز في البيت لهذه الفئة الواعدة.

ما نتمناه أن يكون هناك اهتمام أكبر بهؤلاء المخترعين وأصحاب الأفكار الإبداعية وإشعارهم بمدى الاهتمام بأفكارهم والعمل على تطبيق هذه الأفكار على أرض الواقع وأنها ليس فقط للعرض وستظل حبيسة المشاركة في فعالية أو معرض معين بل هناك جهات تحرص على توفير الدعم والمناخ الملائم المحفز لهذه الفئة التي قد يكون لها مُساهمة في حل العديد من المشاكل والمعوقات والصعوبات وتقديم مساهمة فعلية لهذا الوطن في مختلف القطاعات والمجالات.