د. علي منصور | مصر
قابليني غدا
قابليني ... لدى منعطفْ
للحواري مدى
والهوى طالعٌ لايقفْ
والهوى كالندى
والفؤادُ الطرىّ استحمّ ، الفؤادُ الطرىّ ارتجفْ .
*
حين لَمحتُكِ في بطنِ الشّارع تائهةَ العينينِ ، مقيدةً بالأرض ،
تقدمتُ إليكِ ، وقلتُ أحبّكِ فانتبهتْ ذاكرتي ، قلتُ أحبكِ ،
فارتعشتْ كل الألوانِ ، التفتتْ نحوي ، وانشرحتْ كل الأشياء
***
وراح القلبُ الفرحانُ يدقّ ، يدُقّ ، يدُقّ وكان الشرطىُّ أصماً ،
كان الشرطىُّ غبيا لايفهمُ ما قالتْ عيناكِ لعينّي ، وكان الشرطىّ
يبيعُ للص الحارة عينيه في خوفٍ وتوجسْ .
منْ لا يعرف أناّ أحببنا بعضاً ، وملأنا الجوّ عصافيرَ ، جلسنا
نكتبُ شعرا ، ومضينا ننحتُ حزنَ الخلقِ خنادقَ ندخلُ فيها
ونعلّمهم كيفَ يكونُ الاضرابُ عن الدوران بساقيةٍ تشربُ
دمَهُمْ ، وتدورُ بيمناه فيحرِمهم طرحَ الأرض وطرحَ البحرِ ،
ويمنعنا أن نكتبَ اسْمينا في قلب العشقِ المحفورِ بكلّ جذوعِ
الشجر الطالع من جثثِ الأجدادِ المروية بدماء الشهداءِ المنسيينْ .
قابليني غدا
قابليني ... لدى منعطفْ .
للحواري مدى
والهوى طالع لا يقفْ .
والهوى كالندى
والفؤاد الطرىُّ استحم ، الفؤاد الطرى ارتجفْ .
** *
حين تركتكِ في وَسَطِ الشارعِ كاد القلبُ يفرّ من الصدرِ ،
وكاد البصرُ يزوغ من العينين ، وكاد الجسدُ يروحُ ببطنِ
الشارع ، تسرقُ منه العجلاتُ الروحَ ، ولا أتحوّل عن عينيكِ ،
وكان الشرطى غبيا ، يلكمني لا أتحول عن عينيك القائلتين :
ولا تعدُ عُيونكَ عنهم تبغي زينة هذا المولد ذي الطبل الأجوفِ
والزمر الكاذبِ ، لا تعْدُ عيونكَ عنهم ، كل الآتي آت ،
ستدور الأرضُ مشَاعاً ، ويصيرُ القمرُ رغيفاً ، وستجري
من تحتهما الأنهار ( شرايينا ) للفقراء ، ستجري من تحتهما
الأنهار ( شرايينا )
و شرايينا .
قابليني غدا
قابليني ... لدى منعطفْ .
للحواري مدى
والهوى طالع لا يقفْ .
والهوى كالندى
والفؤادُ الطّرى استحَمّ ، الفؤادُ الطرىُّ ارتجفْ .
ديسمبر 1978