- العمل في المدينة الصينية يسير بمعدلات جيدة.. ونتوقع إقبال المستثمرين في النصف الثاني من العام الجاري
الرؤية – نجلاء عبدالعال
قالت سعادة لي لينج بينج سفيرة جمهورية الصين الشعبية لدى السلطنة إنَّ دور عُمان محوري ومهم جداً في مشروع "الحزام والطريق"، مشيرة إلى موقعها الإستراتيجي وموانيها بالغة الأهمية على طريق التجارة البحرية، وأشادت سعادتها بمشاركة السلطنة في الدورة الثانية من منتدى "الحزام والطريق" بوفد برئاسة معالي يحيى الجابري رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات "إثراء" وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.
وأكدت سعادتها أنَّ قيمة الصادرات العمانية للصين زادت العام الماضي بنسبة 40% عمَّا كانت عليه في عام 2017، وأوضحت أن العمل يسير بشكل جيد في المدينة الصينية بالدقم وأن النصف الثاني من العام الجاري سيشهد تدفقًا لرجال الأعمال والمستثمرين الصينيين على المدينة، مؤكدة أنَّ هناك تقديرًا لكون المدينة الصينية تبدأ من الصفر وتحتاج إلى بنية أساسية، ونفت ما يُقال عن وجود مشاكل في سير العمل بالمدينة، وقالت: زرت الدقم الشهر الماضي وتفقدت المدينة الصينية وبدأت خدمات المياه والكهرباء في الوصول، والصين - كما عمان- ترغب في أن يكون بناء المدينة على أسس قوية ونحن على ثقة في تسارع وتيرة العمل خلال الفترة المُقبلة.
وجاءت تصريحات سعادة السفيرة خلال مؤتمر صحفي عقدته السفارة الصينية بمسقط أمس للحديث عن تفاصيل الدورة الثانية لمُنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي والتي عقدت في بكين خلال الفترة من 25 إلى 27 أبريل الجاري، وبحضور رؤساء 37 دولة إضافة إلى كبار ممثلي 7 دول وتحالف المناطق وحوالي 5000 ضيف أجنبي من أكثر من 150 دولة وأكثر من 90 منظمة دولية.
وقالت سعادة السفيرة إنَّ معالي يحيى الجابري ترأس وفداً لزيارة الصين وحضور المنتدى، وعقد اجتماعا خاصا مع معالي نينغ جي تشن نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح - وهي أعلى جهة مختصة بالاقتصاد في الصين- للتنسيق والتخطيط حول تعميق التعاون العملي بين الجانبين في إطار "الحزام والطريق" في المُستقبل.
وقالت سعادة السفيرة: أثق أنّه تحت العناية الشخصية لفخامة الرئيس شي جين بينغ وجلالة السلطان قابوس المعظم، ومن خلال الجهود المشتركة للجهات المعنية في الجانبين وبدعم كامل من الشعبين الصيني والعماني، ستشهد العلاقات الصينية العمانية مزيداً من التطور والنمو، وسيعطي التعاون بينهما في إطار "الحزام والطريق" ثمارا أوفر. وأوضحت سعادة السفيرة أن الصين والسلطنة تربطهما صداقة تاريخية، وأن السلطنة دولة مهمة على "الحزام والطريق" منذ العصور القديمة، مشيرة إلى أنَّ البلدين وقعا على وثيقة تعاون "الحزام والطريق" حيث انضمت عمان رسميًا إلى دائرة أصدقاء "الحزام والطريق"، وذلك في إطار تشارك الصين وسلطنة عمان في بناء "الحزام والطريق" القديم والحديث، خاصة في ظل ما تتمتع به عُمان من موقع جغرافي مهم وموانئ ممتازة مثل الدقم وصلالة وصحار، ولذلك فإنَّ لديها ميزة طبيعية في المشاركة في بناء "الحزام والطريق.
واستعرضت السفيرة ما حققه البلدان من نتائج في بناء "الحزام والطريق"، وأشارت إلى فتح 4 رحلات مباشرة أسبوعيًا بين مسقط وقوانغتشو في عام 2017، ويناقش الجانبان زيادة عدد الرحلات للخطوط الجارية وفتح رحلات مباشرة بين مسقط وبكين. وفي المجال الاقتصادي، بلغ حجم التجارة بين الصين وعمان نحو 22 مليار دولار أمريكي في العام الماضي، بزيادة 40% على أساس سنوي، وبلغ حجم الاستثمارات الصينية في سلطنة عُمان 6.06 مليون دولار أمريكي عام 2018، ومن المنتظر أن تشهد طفرة خلال العام المقبل.
وأشارت سعادتها إلى أنه في نهاية عام 2016، وافق البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية على توفير قرضين للسلطنة، القرض الأول بقيمة 265 مليون دولار أمريكي تم استخدامه في بناء ميناء الدقم، والقرض الثاني بقيمة 36 مليون دولار أمريكي للدراسات والإعداد لمشروع السكة الحديدية العمانية. وخلال عام 2017، وافق البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وصندوق طريق الحرير على تقديم القرض بقيمة 239 مليون دولار أمريكي لسلطنة عُمان لمشروع شبكة النطاق العريض، وبذلك بلغ إجمالي قيمة قروض البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية لسلطنة عُمان حتى الآن 540 مليون دولار أمريكي.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثقافية قالت إنِّه تمَّ توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون الإعلامي بين البلدين في عام 2018، كما شاركت فرقة قوانغشي الصينية للأكروبات الفنية في مهرجان مسقط في يناير الماضي، وعقد المنتدى الثاني للتعاون السياحي بين البلدين في مسقط الأسبوع الماضي.
ونقلت سعادة السفيرة عن فخامة الرئيس شي جين بينغ الإنجازات غير المسبوقة التي حققها مشروع الحزام والطريق حتى الآن؛ حيث حقق منذ طرح المبادرة قبل 5 سنوات تقدمًا كبيرًا، وتجاوزت النتائج التوقعات حتى الآن، حيث يمثل قوة دفع جديدة للنمو الاقتصادي العالمي وفتح مساحة جديدة؛ فقد أظهرت الدراسات الحديثة التي أجرتها مؤسسات دولية مثل البنك الدولي أن تعاون "الحزام والطريق" سوف يُقلل من تكاليف التجارة العالمية بنسبة 1.1% إلى 2.2%، ويخفض تكلفة التجارة في الممر الاقتصادي بين الصين ووسط آسيا وغرب آسيا بنسبة 10.2%، ويرفع نسبة النمو للاقتصاد العالمي في العام الجاري 0.1% على الأقل.
وقد عززت مبادرة "الحزام والطريق" الموانئ والسكك الحديدية والطرق السريعة والطاقة الكهربائية والطيران والاتصالات، وحتى الآن أقامت الصين خطوطا بحرية مع أكثر من 600 ميناء رئيسي في أكثر من 200 دولة في العالم، وبلغت القيمة السنوية للبضائع المشحونة 16 مليار دولار أمريكي، وبلغ إجمالي حجم الاستيراد والتصدير بين الصين والدول على طول الحزام والطريق 6.5 تريليون دولار أمريكي، مما خلق 244 ألف فرصة عمل لتلك الدول وتم إنشاء 82 مدينة للتعاون الاقتصادي والتجاري في تلك الدول، وتجاوز الاستثمارات الصينية المباشرة 80 مليار دولار أمريكي.
