بريطانيا تتجاهل تحذيرات واشنطن وتتعاون مع شركة التكنولوجيا العملاقة

"واشنطن بوست": أمريكا تفشل في تحجيم نفوذ "هواوي" الصينية بأوروبا

ترجمة- رنا عبدالحكيم

قالت صيحفة واشنطن بوست إن بريطانيا تجاهلت تحذيرات الولايات المتحدة من عدم التعامل مع شركة هواوي الصينية، فبريطانيا وهي الحليف الأوروبي التقليدي لأمريكا، تجاهلت تحذيرات واشنطن، وقررت بناء أجزاء من شبكتها اللاسلكية من الجيل الخامس (5G) بمعدات من شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي. وكان نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبو قد حثا الحلفاء البريطانيين على تجنب العمل مع شركة هواوي. مما يشير إلى أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على تبادل المعلومات الاستخبارية مع الدول التي تهدد أمن الشبكات من خلال شراء معدات صينية.

وبحسب الصحيفة، فإن هذا التحدي البريطاني يسير على خطى دول أوروبية أخرى، فقد أجرت هواوي تجارب  الجيل الخامس في بلجيكا وسويسرا وتركيا، وفي الشهر الماضي وضعت إيطاليا السجادة الحمراء  للرئيس شي جين بينغ ومجموعة مرافقة قوامها 500 شخص، لتصبح أول مجموعة من سبع دول تؤيد مبادرة الصين العالمية "الحزام والطريق". وخلال فترة الرئيس السابق باراك أوباما، حثت الولايات المتحدة الحلفاء الأوروبيين على مقاطعة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، والذي تقوده الصين. لكن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وأكثر من 10 دول أوروبية صغيرة، تجاهلوا جميعهم ضغوط الولايات المتحدة.

من السهل أن نرى لما ذا يتباين موقف الأطلسي مع روسيا في وقت تتبنى سياسات مشتركة مع الصين. منذ ضم القرم، شكل بوتين تهديداَ واضحاً لجيرانه الأوروبيين. وعلى العكس من ذلك فإن عادة الصين بتهديد تايوان وتحويل الجزر الصخرية إلى حصون يبدو تهديداً نظريا في برلين أو باريس. فمنذ فقدان الإمبراطورية، اعتاد الأوربيون على قبول حقيقة أنهم لم يعودوا قوة هيمنة عالمية. لكن في الولايات المتحدة، حقيقة أن الصين ستتمتع بأكبر اقتصاد في العالم في غضون بضع سنوات تبدو الأكثر ازعاجاً على الإطلاق.

والصين، على عكس الاتحاد السوفيتي سابقا، منخرطة بقوة في الاقتصاد العالمي، لذلك من غير الواقعي أن تطلب الولايات المتحدة من أوروبا قطع العلاقات التجارية مع الشركات الصينية مثل هواوي. فتجاهل طلبها من قبل بعض الدول الأوروبية كشف فقط حدود نفوذها.

ويلمح قادة الأعمال والسياسات في القارة أحياناً إلى أن عداء إدارة ترامب لشركة هواوي يعكس فقط المصالح التجارية للوبي التكنولوجيا الأمريكي؛ إذ إنهم لا يفترضون حقيقة أنه عندما تصبح السيارات ذاتية التشغيل باستخدام تقنية الجيل الخامس في الشوارع الغربية، فإنه يمكن لقوة أجنبية التسلل إلى الشبكة وتحويل هذه المركبات إلى أسلحة فتاكة.

فالدولة الصينية تطلب من شركاتها التعاون معها في مجال الأمن القومي. ومن الواضح أن شبكة مبنية على معدات صينية أقل أمانا من شبكة مبنية على معدات غربية.

لكن هناك حل وسط، فعلى إدارة ترامب إصلاح أخطائها الخاصة؛ إذ تعد شركة هواوي المزود الحصري لمعدات الجيل الخامس جزئياً لأن الولايات المتحدة تهمش نفسها، فهي تعمل على بناء شبكتها باستخدام أجزاء مختلفة عن الأجزاء المفضل استخدامها في الدول الأخرى. فبدلا من أن تطالب أوروبا بان تصبح خالية من هواوي، يجب أن تركز إدارة العالم كما هو. يجب أن تستدعي الاختبار المستمر للشبكة ومراقبة معداتها لتعقب نقاط الضعف. يجب أن تنظر فيما إذا كانت بعض أجزاء الشبكات الجيل الخامس أكثر حساسية من غيرها.

وإذا كانت تقارير هذا الأسبوع الصحيحة، فإن قرار مجلس الأمن القومي البريطاني يشير إلى هذا الحل الوسط. ويبدو أن بريطانيا تخطط لاستخدام معدات هواوي بعيدا عن البنية الأساسية لشبكاتها. وتقوم في نفس الوقت بمراقبة سلسلة الإمداد الخاصة بشبكة الجيل الرابع الحالية. واختتم الصحيفة التقرير بالقول إن لعبة التكنولوجيا ستصبح أشد صعوبة في المستقبل.

 

تعليق عبر الفيس بوك