أتجوّلُ بملابسكَ في ذاكرتي


رضا أحمد | مصر

لا ﻋﻠﻴﻚ؛ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﺗﺮﻫﻖ ﺣﻮﺍﺳﻚَ ﻓﻌﻼ!
ﺛﻢ ﺃﺗﺮﻓﻖ ﺑﻬﺎ
ﻋﻴﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮﻫﺎ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺇﻟﻰ مخبئه ﺍلليليّ،
ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻃﻔﻠﺔ،
ﺗﺸﺒﻪ ظلًا ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻲ،
ﺿﻠﺖ ﻋﻨﻲ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ،
ﺍﺑﺘﻠﻊَ ﺍﻟﻤﺸﻂ ُ ﺿﻔﺎﺋﺮﻫﺎ،
ﻭاقْتَصّ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ ﺳﺬﺍﺟﺘﻬﺎ
ﺑﻄﻤﺚ ﺷﻬﺮيّ؛
ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺨﺎﻑ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﺢ ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻮﺛﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ
ﺃﻭ ﺗﻠﻄﺦ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺣﻴﻖ.

ﻟﺴﺖ ﺍﻟﻤﻬﺬﺑﺔ ﺃﻳﻀﺎ؛
ﺧﺠﻮﻝٌ ﺗﻤﺴﺢُ ﻋﻦ ﻧﻈﺮﺍﺗﻚَ ﺍﻟﻘﻠﻘﺔ ﻣﻔﺎﺗﻨﻬﺎ،
ﻭﻻ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺮﺳﺔ
التي ﺗﺨﻨﻖ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻚ
ﻣﻼﻣﺢَ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ،
ﻭﻻ ﺍﻟﺨﺎﺋﻔﺔ التي ﺗﻔﺮﺵ ﺃﻳﺎﻣﻚَ ﺑﺎﻷﺭﻕ
ﻟﺘﻨﺘﻘﻢ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺣﻮﺵ ﻛﻮﺍﺑﻴﺴﻬﺎ؛
ﺑﻞ ﺃﻧﺎ آﺧﺮ ﺑﺮﺗﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ،
ﺣﻴﻦ ﺗﻨﻜﻤﺶ ﺭﻏﺒﺘﻚَ،
ﻭﺗﺼﻴﺮ طيّاﺕ ﻣﻼﺑﺴﻚ ﻣﺄﻭﻯ ﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ.

ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻫﻨﺎ،
ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻚَ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺠﺒﻬﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ،
ﺑﺎﺗﺴﺎﻉ ﻛﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﻳﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻟﺤﻤﻲ؛
أنظف ﺻﺪﺃ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ
ﺑﻘﻤﻴﺼﻚَ ﺍلقطنيّ،
ﻭﺃﺯﺩﺭﺩ ﻃﻌﺎﻣﻚ ﺍﻟﻤﺸﺘﻬﻰ،
ﺃﺩﺱ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻱ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺒﻬﺎ،
ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ عليَّ ﺃﻥ أﺷﺘﺮﻱ ﻟﻚ
ﻋﻠﺒﺔ ﺳﺠﺎﺋﺮ ﻭﻗﺪﺍﺣﺔ ﺭﺧﻴﺼﺔ،
ﻭأﻗﺮﺃ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺃﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺪﺧﻴﻦ
ﻷعنّفَك.

ﻻ ﺷﺄﻥ ﻟﻲ ﻛﻴﻒ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺨَﻠﻖ،
ﻛﻴﻒ ﻧﻘﺶَ  بكف ﺍﻟﻨﺪﻯ
ﻣﺤﺒﺔ ﺯﻫﺮﺓ،
ﻭﻻ ﻛﻴﻒ ﺳﺨﺮ ﺍﻹﺳﻔﻠﺖُ
من خطى ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﻮ؛
ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺘﻲ ﻫﺬﻩ،
ﺃﻃﻮﻱ ﺻﻮﺗﻚ في ﻣﻨﺪﻳﻞ ﻣﺴﺤﺖ ﺑﻪ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻲ،
ﺃﻏﻤﺮ ﺃﺭﻳﻜﺘﻲ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺎﺕ ﻗﻠﻘﻲ،
ﻭﺃﺗﺮﻙ لقارئ ﻳﻔﺤﺺ ﺟﺴﺪﻱ
ﺳﻴﺮﺗﻚ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ
وقُبلة ﺩﺍﻓﺌﺔ ﺗﺠﻔﻒ ﺷﻔﺘﻲ.

 

تعليق عبر الفيس بوك