خبيرة ألمانية لـ"الرؤية": عُمان قادرة على جذب استثمارات في الطاقة الشمسية

الرؤية - مريم البادية

أكدت كاترين جولدمار المدير العام لمعهد راينر ليموني المتخصص في بحوث الطاقة المتجددة أنّ السلطنة قادرة على جذب العديد من الاستثمارات في قطاع الطاقة الشمسية، في ظل ما تتمع به من موقع جغرافي يسمح لها بتوظيف طاقة الشمس طوال العام.

والتقت "الرؤية" بالخبيرة الألمانية خلال زيارة لها إلى السلطنة، عقدت فيها لقاءً مع معالي محمد بن سالم بن سعيد التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية. وتحدثت جولدمار لـ "الرؤية" عن التجربة الألمانية في التحول إلى الطاقة المتجددة. وأشارت إلى خطة الحكومة الألمانية لتقليل الاعتماد على الفحم ومراعاة الجوانب التقنية والمعيشية للأسر التي تعيش على الوظائف في محطات الفحم والمحافظة على أمن الطاقة واستدامة توفرها للسكان الذي يزيد عددهم على 80 مليون نسمة.

وقالت إنّ ألمانيا تواجه تحديات منها ربط مناطق توليد الكهرباء من مزارع الرياح في شمال ألمانيا بالشبكة في مختلف المناطق وهو الأمر الذي يتطلب استثمارات ضخمة في هذا المجال. وقالت إنّ النفط مهم جداً لألمانيا وسيظل كذلك لوقت طويل والسبب في ذلك هو قطاع النقل، إذ يستخدم النفط في ألمانيا بشكل أساسي في هذا القطاع لأن إنتاج الكهرباء والتدفئة تعتمد على مصادر أخرى غير النفط.

وأوضحت أنّ قطاع النقل مهم جداً ليس لغرض النقل العام فحسب، وإنما للصناعة الألمانية كذلك، لأنّ جزءا كبيرا منها قائم على صناعة السيارات. وتعتمد تقنيات السيارات الألمانية على محرك الاحتراق الداخلي الذي يستخدم المنتجات البترولية كوقود. وأضافت أنّ ألمانيا بطيئة جداً في تبني التقنيات الحديثة في قطاع النقل، وبالتالي فإنّ للنفط مستقبل في هذا القطاع في ألمانيا.

وعن مستقبل الطاقة المتجددة في الدول المنتجة للنفط والغاز، قالت: "أقدر كل مبادرة في المنطقة لأنني افهم كيف يمكن أن يكون التحول من إنتاج النفط إلى استخدام الطاقة المتجددة أمر في غاية الصعوبة. وحيثما أرى مبادرة من هذا النوع، وأعرف أنّ لدى عمان خططا للمستقبل، وأعتقد أنّ ذلك هو القرار الصائب في الوقت الراهن لأنه قرار ذكي واقتصادي". وأشارت إلى أنّ سوق الطاقة المتجددة قد تحسن بشكل كبير جدا وأصبح القرار السليم لأي حكومة هو البدء بتنويع مصادر الطاقة والقيام بذلك حالا واستغلال الفرصة التي تمتلكها خلال الخمس أو العشر أو العشرين سنة القادمة لكي تتحول بشكل تدريجي من الاعتماد على مصدر طاقة معينة إلى آخر.

وتطرّقت الخبيرة الألمانية إلى أسباب تحول ألمانيا إلى الطاقة النظيفة وقالت إنّ ألمانيا بلد غني جدا ولديه قوانين ومعايير بيئية حديثة. وأعتقد بأنّه البلد الأمثل للبدأ بتطبيق هذه القوانين والخطط في وقت كانت فية مصادر الطاقة المتجددة باهظة الثمن حتى لدولة مشمسة. ولكن لأنّ ألمانيا خلقت سوق بملايين اليوروهات للطاقة الشمسية فإنّ ذلك قد ساعد على خفض تكلفة الطاقة الشمسية وهو ما ساعد باقي الدول المشمسة للاستثمار في الطاقة المتجددة.

وأكدت أنّ عمان قادرة على الاستفادة من الطاقة الشمسية، فعمان ستكون قريبا قادرة على الاستثمار في الطاقة الشمسية لأنّ تكلفتها انخفضت بشدة، وأظن أن هذا هو أحد الأسباب وراء دعم ألمانيا لهذه الصناعة لأنّ ذلك سيكون مفيدا للغاية على مستوى العالم بشكل عام.

وأضافت أنّ الرأي العام في ألمانيا على وجه الخصوص متشكك في الطاقة التقليدية وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالطاقة النووية. وقد شهدت اثنتين من أبرز الكوارث الناجمة عن الطاقة النووية وهما "تشيرنوبيل" و "فوكوشيما" التي وقعت في أوروبا عندما كنت طفلة وأثرت على ألمانيا بشكل كبير بفعل هطول الأمطار التي لوثت التربة في ألمانيا. وأعتقد بأنّها تركت تخوفا لدى الشعب الألماني.

وأضافت أنّ المختصين بالتكنولوجيا في ألمانيا يقولون بأنّه من الممكن جعل الطاقة النووية آمنة، لكن جميعنا يعلم كيف تجري الأمور ويفهم أنّه أمر لن يكون بإمكان الجمهور تقبله لوقت طويل. لذا لدينا صلة كبير بالطاقة التقليدية والطاقة النووية في ألمانيا.

وعن نظرتها إلى مستقبل الطاقة الشمسية في الدول العربية، قالت: "أعلم أنّ هنالك العديد من الناس في أوروبا يتصورون مستقبلا استغلال الطاقة الشمسية في الدول المشمسة ومن ثمّ يتم تصديرها بشكل أو بآخر. فعلى سبيل المثال، يمكن الاستفادة من الطاقة الشمسية في صناعة السيارات التقليدية وتحويلها إلى طاقة ذكية - وقود يعتمد على الشمس- كالهايدروجين أو الميثان أو غيرهما، ومن ثم تصديرها إلى العالم".

وأكدت كاترين اهتمامها بفكرة استخدام الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء، ولكن إذا انخفضت تكلفة الطاقة الشمسية في المستقبل، وبقيت التكلفة المتغيرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية تساوي صفرا- لأنّ ضوء الشمس مجاني- وبالتالي يمكن رؤية المزيد من التطبيقات في المستقبل سواء في عمان أو غيرها من الدول.

تعليق عبر الفيس بوك