الحرق أو الإذابة .. مصير موتى فقراء المسلمين في بريطانيا

لندن - الوكالات

في سبيل الحصول على تصريح دفن للميت في مقابر المسلمين، على أهل المتوفي دفع ما يقارب من عشرين ألف جنيه إسترليني (25817 دولارا) هذا السعر يشمل الدفن والحفاظ على المكان وتنظيفه بشكل دوري.

والتابوت الخشبي أساسي في إجراءات الدفن لا يمكن تجاوزه، إذ يمنع دفن الموتى دون تابوت "حسب القانون" مهما كانت عقيدتهم، وتتفاوت أسعار التوابيت تبعاً لنوع الأخشاب المستخدمة ومدى فخامتها.

كما يضطر أهل الميت إلى تقبل بعض الإجراءات، وبالرغم من حرصهم على دفن المتوفي سريعا لأن "إكرام الميت دفنه" يضطرون للانتظار إلى أن يصدر قرار الإفراج عن الجثة وهو ما قد يستغرق خمسة أيام أو أكثر.

وعند التوجه إلى البلدية للحصول على إذن الدفن، يُمنح أهل المتوفي رقم قطعة الأرض التي سيدفن فيها، إضافة إلى رقم القبر. ويمنحون رسالة يتعهدون فيها بالاهتمام بالقبر وحراسته من العابثين، إلى جانب جز الأعشاب بين حين وآخر ليبقى المكان محافظاً على صورة القبول العام.

ويوضع على المقبرة عادة شاهد من الرخام الأبيض مكتوب عليه اسم المتوفي بصورة أفقية.

وعلى أهل الميت التأكيد على أنه مسلم بقراءة هذه العبارة قبل دفنه في مقابر المسلمين "أشهد أن هذا المتوفي مسلم ويؤمن بوحدانية الله وأن النبي محمدا هو خاتم الرسل، والأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي هم الخلفاء الراشدون".

ماذا لو لم يكن لديك هذا المبلغ الكبير؟

وفقا للقانون في المملكة المتحدة، يتم التخلص من جثة المتوفي بالحرق، والذي يستغرق تسعين دقيقة تقريبا ليصبح رمادا، ورغم قسوة الموقف وشدته، يتم إعطاء الرماد لأهل الميت إذا طلبوا الاحتفاظ به.

 

وحرصا على نظافة البيئة، تعتزم شركة بريطانية البدء في توفير تقنية جديدة بالمملكة المتحدة لإذابة جثث الموتى بدلاً من الدفن أو الحرق.

وقالت "ريزوماشين" على موقعها الإلكتروني إن إذابة جثث الموتى هي الخيار المثالي لأنه حل "صديق للبيئة" ويقول مسؤولون بالشركة إنهم تلقوا بالفعل طلبات عدة من مزودي خدمات الدفن لعرض الطريقة الجديدة على من يرغب من العملاء.

كما ذكرت على موقعها الإلكتروني أن هذا الأسلوب -الذي استخدم في أكثر من ألفي حالة في بلدان أخرى- يعد "أكثر الأساليب ريادة وسلامة وسرعة وضماناً" بهذا المجال، بحسب ما ورد في وصف الشركة لدورها.

ويعتمد أسلوب إذابة الجثث على استخدام مواد كيميائية مع عنصري الحرارة والضغط لإذابتها وتحويلها إلى محض عظام، في أقل من ثلاث ساعات، باستخدام طاقة تقل بكثير عن تلك التي تستخدم في حرقها.

ولأن هذا الخيار صعب وقاسٍ لدى الكثيرين، يضطر أهل المتوفى لترحيل أجساد المتوفين إلى بلادهم، لارتباطهم بمفاهيم الأرض والعائلة والرغبة في مجاورة جثامين الأجداد.

والبعض يستسلم لوسائل الحرق، ذلك لأن تكاليف شحن الجثمان أرخص كثيرا من تكلفة دفنه في الأرض التي هاجر اليها.

تعليق عبر الفيس بوك