الحب والكون..


مجدولين الجرماني | سوريا

أنا لم أعلن الحب للإِشهار, بل أعلنته عليَّ ولأَناي.. منذ عصور وأنا أحارب الرجل برؤيته المستهترة بالمرأة. وكأنها لوحة معلقة على مشجبه, يمني بها عيونه, أو "فاز" للزينة يضع فيه وروده التي ستذبل بعد حين, أو لاستعراضها كفاصل موسيقي يرتاح إليه وقت الهدأة من عناء الحياة وضغوطاتها أو جسراً.. ليتمثل بعشقه لها, كعشقه للموسيقى, ك "ياني" الذي اخترق أرواح الملايين بعشقه لها على الرغم من روحه المعذبة..
دائما ما كنت أجوب شوارع النساء وأعب معاطفها الممزقة المرمية على قارعة الدروب المنسية والأرصفة التي لا عناوين لها..
نساء مهجورات الموانئ بعد صراع مرير مع التيارات العاطفية...
وفي خضم المعمعة قلت لتلك الأنا المتعالية لدي, ترى لم لا نجرب لمرة (السمو بالحب) لأثبت للعالم المترنح بأن الحب يسمو ولا يسقط.
فالسقوط عادة عربية متوارثة في الجينات, تعاني من الكبت ومواربة أبواب التين والليمون ويا نار كوني برداً وسلاماً على المتسترين..
علَّني أجد من يثبت أساطير الأغريق التي أؤمن بها..
أسطورة الروح الواحدة في جسدين, يبحثان عن بعضهما في هذا الكون الرحيب, بعد تلك العاصفة الانتقامية من الألهة لتفرقتهما, لتزيد من استبدادها..
ترى ماذا لو تعمقت قليلا؟. لوجدت بأنه قانون منطقي للحروب واشعالها إذا إن تفرقة الأرواح هي مبدأ الجحيم.. لنرى؟؟..
في تفاصيل الشوق والدموع واللهفة, إلى أبعد حد ذهبت سفينتي, فالموج عالٍ والبحر مدرك لم يحتوِ من دوامات تخاتل النفس, وتلك الدموع التي ذرفتها كان طعمها مر, لأول مرة أكتشف دموع الصبر وكمّ المرار في احتوائها..
فعلى أول ناصية من أبجدية الحب والغياب غادرت دموعي سدى, لمجرد أن نورس ما حلق فوق سماء سفينتي ولم أعره انتباها كالعادة.. وعلى الرغم من كل شبكاك الصيادين المهيئة لإقتناصي, إلا أنني لا أتناول الطعام إلا من كد يميني, فكيف بالإمكان أن أعلق بصنارة أحد المغامرين المستكشفين عن أنواع الأسماك وألوانها..
بصراحة أقولها الآن إن هذا الصندوق الزجاجي, لم يعد يناسب قياسي, فأنا كالدلفين حنونة, لكنني متمردة, متفردة وأغني على ليلي.. لكن بلا ليل.
يالشعب المرجان المضيئة, كم هي مليئة بالمصائد, ومن يغني ويطيل في عمر الحرف, لا يشبه الكلمات, فالكل يمتلك وجهان, يا إلهي كم نكشف جزراً واهية, رجالاً مستهترين؟!..
توقفت طويلا وأنا أعيد حساباتي, أي حب هذا؟!!..
بضع من كلمات مهروقة في خواء, مثل ماء لعطش صيامي, أحمله بسلة من قش فوق رأسي المليء بتاريخ البشرية المضني..
سيدي الرجل.. المرأة ليست محظية ولا أنت شهريار, الحب بين رجل وامرأة هو امتزاج بين نسغين, امتزاج متكامل, فالدائرة الكونية ليست رقعة شطرنج وبيادق متنقلة, بل هي اتحاد قوة يكسر كل المعتقدات والطبائع الرطبة أو الحارة والباردة.
هي قدرة على التعامل الطاقي بين ذكر وأنثى, ينتميان لطاقة واحدة ذات لون غالب هو الذهبي بكل الاجيال والعصور..
مليكة الكون أيتها الأنثى الغنية بالحياة, تمهلي لبرهة باختيارك وكوني أنت تاج الحب والعاطفة, فالعطاء لا ينتظر رد الجميل, بل هو بدعة كونية تأتي لنا بالوفرة والمحبة الغير معتادة..
أما أنت أيها الذكر أنت نصف الحياة واعتدال الفصول فأياك ورياح الخماسين الممرضة, أشعل الضوء في قلبك واجعل ملاكه, قبسًا لعقلك, وكونا معا, اتحاد للكون ومنارة للحب الكوني.

 

تعليق عبر الفيس بوك