دعوها.. تعبر بسلام

ربا جمال الشنفرية

نحن بنو البشر سرعان ما نحكم على الآخرين بدون وجه حق، أحيانا يخطئ حدسنا وأحيانا يصيب، يبدو لنا بعض الأشخاص في غاية الطيبة والأخلاق الرفيعة، لكننا بعد عدة مواقف معهم نكتشف العكس؛ فسرعان ما تغوص في أعماق شخصياتهم لنتفاجأ بأننا أخطأنا بالاختيار وأن اختيارنا لم يكن موفقاً على الإطلاق.

وبعد ذلك تتولد في داخلنا موجات الصدمة والقهر ونبدأ في لوم أنفسنا وتجاهل ذاك الشخص والشعور بالحساسية المفرطة تجاهه، إلى أن يأتي أي موقف بسيط فتهيج عصبيتنا لنتلفظ بما لا يجب قوله ونخسر ماء وجوهنا لنقول ما بداخلنا بكل فظاظة، فتنكسر العلاقة وتنتهي بشكل مؤلم وسخيف لا يليق بنا!

الشخص اللبق والمحترم لن يرضى أن يخرج من أي علاقة إلا بهدوء وتفهم، فإن كان صديقك سيئاً انسحب عنه شيئاً فشيئاً، وإن كان الزوج سيئاً أوضح له بهدوء نقاط عدم التفاهم وانفصل باحترام ولا تقل شيئاً عن علاقتك السابقة للآخرين!

كن رزيناً في تعاملاتك، حاول أن تلجم جماح غضبك، فقد يكون السبب في هلاكك، أنت لا تريد أن تكون ذا سمعة سيئة أو أن يقال عنك "بذيء اللسان"، كذلك لا تكن ذو قلبٍ أسود وتضمر الضغينة والحقد بداخلك، فمن كان لا يستحقك وقررت إخراجه من حياتك لا تتحدث عنه ولا تذكره، اعتبره صفحة وانطوت كما يُقال.

كن أنت الأفضل والأجمل خلقاً وأخلاقاً ليعض أصابعه ندماً على فقدك، تذكر أنّ المواقف السيئة هي التي تكشف معادن الناس فكن من خيرتهم. دع الرياح السيئة تعبر وكن أنت جبلاً أشم لا تهزه الريح، فقط انسْ وتجاهل وعش مرتاح البال فالله لن يأخذ منك شيئا إلا ويعوضك بالأفضل منه، وتيقن أن تعويضك آتٍ لا محالة!

تعليق عبر الفيس بوك