خليجنا نبض..وإعلامنا دخان

منصور الرحبي

لقد فطرنا منذ نشأتنا الاولى على الإخاء والمحبة والخلق الحميد والتغاضي والتغافل والتسامح والترفع عن الرذائل محترمين انفسنا وجيراننا ،.

نوقر كبيرنا ونعطف على صغيرنا متوادين نبث الرحمة لنعيش آمنين سعداء في بلدنا ومنطقتنا،شعارنا الحب والإيثار والنجدة .

وكان الانسان الخليجي يتنقل بين اخوانه في دول الخليج براحة واطمأنينة وانسجام،

واليوم نعيش حالة واغتراب، بين اعضاءالجسد الواحد ةمفارقات ومتغيرات طرأت على مجتمعنا الخليجي اخيرا بفعل جرثومة معدية توالت على مجتمعاتنا من الخارج ولطيبتنا منحهم البعض الثقة ولم نتابع ابعادها حتى صرنا نخوض مع الخائضين ويلعن بعضنا الآخر ونسينا الروابط، والتاريخ الذي يجمعنا والمجتمع الواحد التي تجمعه كل الاواصر اصبح مجتمعا غريبا يطحن ويلعن بعضه بعضا.

لقد نسينا ديننا والتوجيه الرباني والنبوي .

(ايحب احدكم ان يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) فصرنا نأكل لحم بعضنا ونشتغل على الفتن

 *(ياأيها الذين آمنواإن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا

على مافعلتم نادمين)*

اننا كمجتمع خليجي بعضنا يعيش مفارقات  ونمارس سلوك لايمت للدين اوالانسانية، ولايمسنا كبشر بشيء ، وصرنا نلبس ثوب غيرنا ، وصار البعض يمجد خانقه ويخرج عن عباءة الدين وعمامته ، ولا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، دون أن نخشى في الله لومة لائم مدافعين عن الحق والظلم.

صرنا نلعن بعضنا كأنه حلالا  نتريق على التلاسن ونتغذى على الفتن ونتعشى على الكراهية ونحن صائمين نتسحر على مضض وننام على الذنوب، نسينا الله خالقنا وفقدنا قرآننا وتناسينا سيرة خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومواقفه التي كانت نبراساً للأمة .

ولوفكرنا بسيرته لعرفنا حقوق بعضنا وحق الجار سواء كان مسلما او من أهل الكتاب او كان مجوسيا اوبوذيا اوهندوسيا اوملحدا ، وندعو بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة ، ولنتخذ من قصة اليهودي وإيذائه للنبي حتى اسلم نتخذها رؤية ونقدم رسالة لتكون للتسامح الانساني والدين سلوك.

ان فعل الكلمة الطيبة تخرج الكائن الوحش من كهفه ويرق فؤاده فكيف بالبشر الذين ميزهم الله عن سائر خلقه بالعقل ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا، لماذا نكره بعضنا ويحب بعضنا بعض ،فالإنسان الخليجي تربى على تربية وتربة صالحة ،وهو امتداد  لأجداده وأبائه الذين غرسوا فيه الاخلاق وجاهدوا وناصروا وانتصروا ، وقد حان لولاة الأمر الذين هم قدوة وقادة ان يتنحوا عن المنغصات والفرقة والشقاق ويسخروا علماء الأمة وحكماءها والاعلام الواعي لغرس الحب والتسامح وان تكون مجتمعاتنا متماسكة..(مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كالجسدالواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى) وندعوالله ان يحفظ البلاد والعباد ويوحد كلمة الأمة لأن التاريخ والاجيال لن ترحم لاننا مؤاخذون على مانقول ونفعل.

تعليق عبر الفيس بوك