60 ألف مخطوطة عمانية تدعو لاتخاذ خطوات جادة للعناية بـ"الكنوز التراثية"

...
...
...
...

مسقط - العمانية

 

قالَ باحثون ومهتمون بالتراث الفكري العماني إنَّ هناك عددًا تقديريًّا للمخطوطات العمانية يبلغ 60 ألف مخطوطة عمانية مُوزَّعة بين المكتبات الخاصة والعامة وبعض المؤسسات الثقافية، وأنَّ ما هو ظاهر وموجود منها يبلغ أقل من 10 في المائة، وما هو مُتاح على الفضاء الإلكتروني أقل من 1%، معتبرين ذلك الأمر "مربك جدا، ويدعو لخطوات جادة لاحتضان تلك الكنوز".

ودعا الباحثون إلى تكاتف الجهود نحو إنشاء وحدة رقمية تجمع كافة المشاريع الرقمية التي تتبناها حاليا بعض الجهات الحكومية والخاصة. وقال الدكتور صالح بن سليمان الزهيمي رئيس مجلس الإدارة بشركة عبر الخليج لتقنية المعلومات، إنه "لإقامة مشروع وطني موحد لخزانة المخطوطات العمانية تطرح على الفضاء الإلكتروني وفق الأسس والمعايير الدولية، يتطلب منا التعرف على المشاريع القائمة في المجال الرقمي"، مشيرا إلى أن "وزارة التراث قائمة بجهد كبير في رقمنة المخطوطات العمانية وقطعت شوطا في هذا الجانب، ولكن ما زال الموضوع يحتاج إلى جهد مضاعف في هذا الجانب لإتاحة هذا الكنز في الفضاء الإلكتروني، كما أن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية  تقوم بجهد جبار في رقمنة المخطوطات العمانية وكثير منها مهاجر استطاعوا الوصول إليها، وهذا الجهد العظيم يحتاج أيضا أن يظهر للعيان".

وأضاف في ورقة قدمها للندوة التي نظمتها اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، بالتعاون مع مركز ذاكرة عُمان حول المخطوطات العمانية المهاجرة بمناسبة الاحتفال بيوم المخطوط العربي، إنَّ جامعة السلطان قابوس قامت منذ أكثر من عشر سنوات بجهد مماثل في رقمنة المخطوطات والخزائن الخاصة بالمكتبات الأهلية ووصل العدد إلى أكثر من 3000 مخطوط وما زالت حبيسة الوسائط الرقمية، وتقوم ذاكرة عمان أيضا بهذا الجهد من اكثر من 15 عاما بدأت بجهود فردية ثم تحت مظلة ذاكرة عمان منذ عام 2012".

وقال الباحث سلطان بن مبارك الشيباني: هناك مخطوطات كثيرة مهاجرة من أوطانها إلى وطننا لا يعرفها كثير من الناس، وتحتاج منا إلى فهرسة دقيقة لتوصيفها ونشرها وبث تفاصيلها إلى الآخرين المعتنين بها، وهي لا تقل أهمية عن مخطوطات عمانية كثيرة، خاصة لو اعتبرنا المخطوطات العمانية رسل سلام وبريد تعارف إلى الشعوب الأخرى؛ لذلك لا بد من تأسيس قاعدة بيانات متكاملة لهذه المخطوطات، ولا بد من التعريف بها من طرف الباحثين العمانيين.

وقال إنَّ "الخريطة المكانية لانتشار المخطوط العماني المهاجر تشمل كلَّ بقاع المعمورة، وتوزع في بلاد كثيرة ومتعددة بلا استثناء، والخط الزماني لهذا الانتشار يحتاج إلى بحث ليس عن تاريخ تأليفه ونسخه، بل عن تاريخ خروجه، متى خرج؟ ربما تكون المخطوطات المودعة في بلدان المغرب الإسلامي أقدم وصولا إلى تلك الديار وأقدم خروجا من عمان إلى ديار أخرى، بحكم العلاقة القديمة بين الطرفين، ثم تأتي في عصور أخرى لاحقة ما يسمى بداية عصر الكشوفات الجغرافية عند الغرب، وتعرفهم على الشرق وأخذهم هذه المخطوطات ابتداءً بالاحتلال البرتغالي، ثم البريطاني فما بعده، ومساعي المستشرقين المعروفة في هذا الجانب".

تعليق عبر الفيس بوك