اصنع واقعك الجميل.. فن العلاقات الاجتماعية

 

يوسف العطار | مسقط
استشاري تربوي ومدرب في التنمية البشرية

في علاقاتك الشخصية بالآخرين عليك أن تركز على مميزاتهم وليس عيوبهم، وعندها سيختلف حكمك عليهم وعلى تصرفاتهم، وستتعرف على مقدار الروعة فيك وفيهم.
عندما تركز على محاسن الآخرين فأنت تسلك سلوك النحلة أما عند تركيزك على عيوبهم فأنت تسلك سلوك الذبابة.. وهناك ستدرك ماذا كنت  تجني في سلة أفكارك.
تذكر أن أفكارك وخيالاتك تجذب واقعك الذي تعيشه الآن، وإن أردت التغيير فعليك بتغيير اتجاه بوصلة أفكارك فقط، وستحصل على النتائج المطلوبة متى ما استطعت إدارة تلك الأفكار بنجاح.
تذكر أنك لست مسؤولا عن تغيير العالم، يكفيك أن تغير من نفسك وستجذب إليك نتاج أفكارك وسيصبح واقعك جميلا كما تحب، وسينفر عنك من لا يتفق مع أفكارك وسيبقى فقط ضمن دفتر ذكرياتك  الماضية، فنحن نجذب أشباهنا إلى واقعنا وحياتنا.
صناعة الأفكار الإيجابية ليست بالأمر السهل ولكنها في المقابل ليست مستحيلة، إنك عندما تضطر لقيادة السيارة تتعلم وتجتهد حتى تجتاز الاختبار وقد تخفق أحيانا، ولكنك لا تستسلم حتى تنجح، جرب ذلك الآن على أفكارك حتى تنجح.
قد يظن البعض أن هذا الكلام نظري وغير قابل للتطبيق، لكنك لن تخسر شيئا إذا طبقت ما فيه لمدة أسبوع فقط، اتخذ قرارا شجاعا وابدأ فلن تخسر إلا إذا لم تبدأ وتجرب، اعتبر نفسك تأخذ دواء لمدة محددة وستشفى من علتك بعده بإذن الله.

وإليك الخطوات العملية:
- تعلم الصمت في بعض المواقف، فلا تقحم نفسك إذا كان ذلك لا يعنيك، وأسأل نفسك لماذا حدث هذا؟ وكيف سأتصرف لو حدث لي ذات الموقف؟  ستجد عقلك يجيبك تلقائيا.. فتعلم  الدرس وانطلق لغيره. بعدها ستتعلم الحكمة من الصمت.
- ابحث عن صفات وأفعال جميلة ولو كانت بسيطة في كل شخص حولك، .. وحتما ستجد. فقط برمج عقلك على البحث الجيد، لأن هذا يقلل من حدة الصراعات والمشاكل بيننا.
- قرر أن تسامح كل شخص أخطأ في حقك في كل ليلة مهما بلغت معاناتك منه، واطلب الأجر العظيم من الله وأسأله تعالى أن يشرح صدرك ويزيل الغبار عن قلبك، فأن تبيت سليم القلب مطمئن الفؤاد خير لك، فالكنز الحقيقي أن يمر عليك يومك دون كدر أو هم أو ضيق أو غل يملأ قلبك فيحرقه و يمرضه.
- أرسل عبارات الثناء والمدح والتشجيع والإطراء والتحفيز للآخرين من حولك، ولا تلتفت لمن يقول هذا نفاق وتصنُّع، فكما أنك متعطش لذلك فالناس أيضا كذلك، ولن تحصل على شيء دون أن تعطي منه للآخرين، فمن أراد السعادة فعليه أن يسعد الآخرين، ومن أراد المال فعليه أن يمنحه للآخرين وهكذا.
- أنهِ خلافاتك في نفس اللحظة ولا تؤجلها حتى لا تتفاقم، فتصبح فريسة لوساوس الشيطان، وقطيعة الإخوان، "فما لا يدرك جُله لا يترك كله".
- تمتع بروح الطفل حتى تستمر في شبابك أطول فترة ممكنة، فبداخل كل واحد منا طفل يرغب أن يتحرر من قيود العظمة الزائفة، والمناصب الوهمية، والوجاهات المقنعة، فلا تحرم نفسك من لذة ذاك الشعور فحتى الأنبياء قاموا بذلك رغم عظم المسؤوليات الملفات على عاتقهم.
- لا تعلق ولا تربط راحتك وسعادتك بأحد، فالجميع مشغول بنفسه، فاشغل نفسك بنفسك، وعندما تلتفت لنفسك وتقدر ذاتك وتحبها ستجد من يجتهد ليقتحم عالمك الجميع ويعيش معك وعندها ستدرك معنى الحرية الحقيقية التي غابت عنك زمنا طويلا، وهنا ستفهم لماذا البعض محبوب وحوله علاقات لا حصر لها.
- الحياة مليئة بالدروس والعبر، فكن خير طالب متعلم، أكثر من كونك كادح مرهق، فالدرس لكي تستوعبه يحتاج منك لمزيد من الهدوء والإسترخاء والوعي لا مزيد من الجهد والتوتر والقلق.
- حاول أن تخرج بعد كل حوار وجدل محبا لا منتصرا فدوام العلاقات على سوءها خير لك من قطعها نهائيا، لترى نفسك في صحراء العزلة الإجتماعية حتى وإن تبسمت لك بعض الشفاه، ففي الملمات لا يبقى إلا ما صنعت أفعالك الطيبة.
- لا تحتكر صعود قمم الإنجازات بمفردك، فهناك والد علمك، وشريك دعمك، وصديق حفزك، وربما طفل صغير ألهمك.
- أحسن الظن بالآخرين واجعل هذا جزء لا يتجزأ  من سلوكك، ودرب نفسك حتى تستقيم على ذلك، فحسن الظن بالناس طاقة جاذبة للأفعال الحسنة لك في عالمك بإذن الله.
- داوم على ذكر الله، فإنه بلسم العارفين وشفاء المخبتين، وسلوة العلماء المخلصين، به تفتح الأقفال، وبه يصلح الحال، وتنال به رضى ذي الجلال.
الخلاصة: تصرف بوعي.. "إن السفينة لا تبحر على  رمال الصحراء"

 

تعليق عبر الفيس بوك