الحكومة العمانية تتبع منهجًا صحيحًا ودقيقًا تجاه القطاع

سميح ساويرس لـ"الرؤية": أولوية الاستثمار الأجنبي توظيف المواطنين.. و"السياحي" يزخر بالفرص

  • الاستثمار في القطاع السياحي أقل تكلفة وأكثر توفيرًا لفرص العمل المناسبة للمواطنين
  • نجهز لإقامة فندق جديد ومشروع يوفر خدمات السياحة العلاجية والسفاري

 

 

حوار- نجلاء عبدالعال

 

أكد المهندس سميح ساويرس رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم للتنمية السياحية ورئيس مجلس إدارة "مُوريا" إيمانه بأهمية سياسة التعمين التي تنفذها الحكومة، معتبرا أنّ الأولوية لأبناء البلد من العمانيين الطموحين، مشيرا إلى ضرورة أن تركز مختلف الاستثمارات على إيجاد فرص عمل للشباب، وزيادة إيرادات الدولة، دون الاكتفاء بتحقيق الأرباح للمستثمر أو رجل الأعمال.

وقال ساويرس في حوار مع "الرؤية" إنّ العمل في الاستثمار السياحي يتطلب التفاني والصبر وتواصل الجهود، لافتا إلى المخاطر التي تحيط بالقطاع عالميا في ظل تأثره السريع بأي ظروف طارئة أو أزمات عالمية، داعيا من يطمح إلى الاستثمار في السياحة أن يكون لديه الاستعداد التام للعمل بكل كد مع التفكير في تحقيق الأرباح على المدى البعيد. وكشف ساويرس أنّ استثمارات شركته في السلطنة واجهت العديد من التحديات عقب الأزمة الاقتصادية العالمية وفترة "الربيع العربي"، ما أثر على مبيعات الشركة، موضحا أنّه ينظر دائما إلى النفع على المدى البعيد، متوقعا بدء تحقيق أرباح خلال العام المقبل أو الذي يليه. مؤكدًا في الوقت نفسه أن: أثر استثماراتنا ظهر على جميع الأراضي التي طورناها بعد أن كانت عبارة عن صحراء، وهو نجاح في حد ذاته مهما كان انتظار الأرباح طويلا.

 

 

وإلى نص الحوار..

 

  • ما الفوائد التي تعود على السلطنة من استثمارات "موريا"؟

 

هناك الكثير من الفوائد، لعلّ أبرزها توفير العملة الأجنبية التي تدخل من القطاع السياحي عبر تصدير الخدمات مقابل تحقيق عائد للدولة في صورة تدفقات نقدية، إلى جانب توفير الكثير من فرص العمل والاستثمار للشباب، وعلى سبيل المثال، هناك من يقوم بشراء مركب للصيد وينظم جولات للسياح للاستمتاع بأنشطة الصيد، وهذه مشاريع تعود بالإيرادات والأرباح وتسهم في تنمية الاقتصاد الوطني بالسلطنة، وكذلك الأمر في التجارة والبيع بالتجزئة، فهناك الكثير من العاملين بهذا القطاع يصنعون المنتجات اليدوية والحرفية التي يبحث عنها السياح أثناء زياراتهم، وهناك أيضا من ينظمون رحلات السفاري والتخييم في صحراء، وكل ذلك يصب في مصلحة اقتصاد السلطنة.

 

  • وهل هناك توجه إلى مزيد من الاستثمارات خلال الفترة المقبلة؟

 

نسعى دائما إلى ضخ استثمارات أكثر فلدينا مساحات واسعة من الأراضي التي لم يتم استغلالها حتى الآن، لذا نجهز لمشروع الفندق الجديد، إضافة إلى مشروع آخر في الصحراء لتقديم خدمات السياحة العلاجية والسفاري.

 

 

وما العوامل التي تراها جاذبة في تجربة الاستثمار بالسلطنة؟

 

جاء الاستثمار في عُمان بالصدفة البحتة، حيث كنت في الإمارات العربية المتحدة لافتتاح إحدى مشروعاتنا هناك وسألني أحد الحاضرين لماذا لا تفكر في الاستثمار في عُمان فهي تزخر بالمعالم والمناظر الطبيعية الخلابة وتعد أرضا خصبة للاستثمار. وبعد ذلك، دعيت إلى مؤتمر الترويج السياحي في عُمان واندهشت بجمال البلد، ما شجعني على البدء في الاستثمار في قطاعها السياحي الواعد.

وقد واجهت استثماراتنا في السلطنة العديد من التحديات الناتجة عن الأزمة الاقتصادية العالمية وفترة الربيع العربي؛ وهو الأمر الذي أثر على مبيعات الشركة، لكننا ننظر دائما إلى النفع على المدى البعيد ونتوقع أن نبدأ في تحقيق الأرباح خلال العام القادم أو الذي يليه.

 

 

  • وماذا عن جهود "موريا" للمساهمة في دعم خطط الحكومة لتوفير فرص عمل جديدة للشباب العماني؟

 

في ظل الظروف الاقتصادية الحالية وصعوبة إيجاد فرص عمل للشباب الطامح إلى بدء حياته المهنية، تتبع الحكومة العمانية منهجا صحيحا ودقيقا تجاه قطاع السياحة، لأنّ الاستثمار فيه أقل تكلفة من أي استثمارات صناعية أخرى قد تعتمد على الماكينات والمعدات باهظة الثمن وعددٍ محدود من القوى البشرية. أمّا قطاع السياحة، فيتيح الكثير من فرص العمل في المجالات الأخرى التي تتوفر أغلبها للعمانيين دون الحاجة إلى الاعتماد على العمالة الوافدة.

أؤمن تماما بسياسة التعمين التي تتبعها الحكومة العمانية، لأنّ أي استثمارات يجب أن تركز على إيجاد فرص عمل للشباب المحلي وزيادة الإيرادات المحققة للشعب العماني، وليس فقط للمستثمر أو رجل الأعمال.

 

 

  • وإذا سألك أحد الشباب عن أفضل مدخل يبدأ به العمل في السياحة ليصبح يوما مثل سميح ساويرس، بماذا تجيبه؟

 

أنصح كل من يريد أن يصبح مثل سميح ساويرس أن يعمل ويجتهد ويخلص في عمله وأن يكون لديه الشغف نحو مستقبل أفضل وهو في عمر صغير وأن يتحلى بالصبر وألا يستعجل الثراء.

ومن خلال تجربتي، أرى أنّ الأمر بدأ بمحض الصدفة حينما كنت أفكر في تصميم مكان جديد لمجموعة من الأصدقاء وبه مارينا صغيرة لمراكب الصيد الخاصة بنا. ولم أكن أتصور أن يكون المشروع بهذا الحجم الكبير، حتى أصبح مدينة "الجونة" في مصر. وبعد هذه التجربة الناجحة، تمت دعوتنا في كثير من الدول إلى تكرار التجربة وإنشاء مشاريع سياحية متكاملة لديهم.

تعليق عبر الفيس بوك