لتلك المواقف..

ربا جمال الشنفرية

Rubatijamal@gmail.com

 

لتلك المواقف، أوجه الشكر من أعماق القلب لها، من كل شخص اعترضتي طريقة فأريتيه الصواب من الخطأ، من كل شخص مر بك وهو سعيد فأبكيتيه، ومن كل شخص كان تعيسا فأسعدتيه، شكراً أيتها المواقف أنتي مدرسة تخرجت منها ملايين الدفعات، أنتِ عظة وعبرة.. أنتِ درس متنوع ومفيد، أنتِ المدقق الذي نحتاجه لنكتشف إن كانت الجوهرة التي نراها "أكسسوارا" مزيفا أم بالفعل ألماسة فريدة من نوعها.

نقف عاجزين أمام مواقف أبكتنا دمًا واعتصرت من أرواحنا، مواقف أفقدتنا من نحب، حولت نظراتنا إلى الكرة، وطمست الألوان المبهجة بداخلنا بصبغة الأسود القاتم، أشخاص ظننا أنهم أغلى ما نملك، فوجدناهم بعد عدة مواقف.. أسوء من عرفنا!

وأشخاص ظننا أنهم يكرهوننا لنفاجئ بهم أول من يمدون يد العون لنا عندما نقع في المآزق، وأشخاص اعتقدنا أنهم لا يهتمون لأمرنا فنراهم أول من يربت على أكتافنا عندما نحزن، وأناس اعتقدنا أنهم أقرب الأصدقاء، فصدقنا أفكارهم المسمومة عن الآخرين، لنكتشف أنهم الأفاعي السامة تحت قناع الأحبة.

شكراً أيتها المواقف فقد تعملنا منك ما لا نستطيع أن نقرأه في كتاب ولا نتلقاه في دورة تدريبية أو محاضرة، شكراً فقد علمتينا الحذر وربيتينا على الانتباه، وألقيتِ الوعي في نفوسنا وعززتِ من حس الإدراك بمن حولنا، وتعلمنا عدم إبداء حُسن النوايا للجميع، فالبشر ليسوا ملائكة، ولكن بالمقابل أيضاً ليسوا شياطين!

وقفة تقدير لك أيتها المواقف فلولاك لأضعنا طريقنا، وفهمنا الحياة من منظور خاطئ، واعتقدنا ما لا يجب أن نعتقد. أعلم أنكِ كالروح ستظلين ترافقيننا مدى العمر، لكن طلبي الأخير أن تترفقين بنا، فنحن لا نريد أن نخسر من لازلنا نعتقد بأنهم يحبوننا...

تعليق عبر الفيس بوك