لحظة افتتان


عبد الله الجيزابني | لندن
هذا الصباح، وفِي ساعاتهِ الأولى، نويت أن أخاطب، ذات القامة السامقة، والمقام الأنيس، ليتجلى الحضور بمباركة الزمن الشارد نحو جزر أليفة، في هذا الصباح، وفي فاتحة يومكِ السعيد،  باقة ورد ، عناق ، قُبَل و حمامة بيضاء تفرد جناحيها على عمركِ المديد،  استباقاً لنهارات تفضي عن تفتح ينابيع عذبة تروي الوجود، وتزيده بهاءاً يآسر القلوب الحائرة بعمق التفاصيل ، انتِ تهرعين  الى البوح عن كينونة القدوم، كان الاختيار بتلكَ الصورة، قمة الإبداع في سماءٍ لاهبة، قامةٌ تكحل عينيها من بواكير فجرٌ ندي، أهداها البحر  أياتٌ من السحر، قامةٌ ناهضة، تتوكأ على هالة من الجمال، تحيط بها عصبة خوف ضامرة تصتكُ من شدة الآهات، أطبع قبلة على الجِيد الذي نحرني ذات ليلة، وأتمادى في تغيير خارطة ما ترتدينهُ في المساءاتِ، أتَوسم ما أجنُ به ، لكنكِ كلكِ عندي دون نقصان بكامل زينتكِ، حتى ألقكِ يبقى في الوجدان، إغفاءة مغامرة، تبعدنا وتمعن بتحدي مصائرنا دون إكتراث، ومرات كثر، يتنادى بذهني،  صوت المِحنة التي وضُعِنا في أتونها، واتمتم باللغة التي أربكتني ذات لقاء ، تبقى احتمالات أمتلاك ناصية الحلم في أدنى درجات الإحتمال، لكن أصراري لا تقيده حدود؛ سأترك الباب موارباً علَّ طيفكِ يزورني، ذات لحظة افتتان، أنام على الأريكة، وأسدل الستائر المنسية، لكي يبقى السرير معطرا، في أوقات تقف اللغة حائلاً بيني وبينكِ، لبرهة، ثم أقفز بالذاكرة أبعد مما حدث، وأعيد كل شاردة وواردة، وبصوت مسموع، وأحياناً تكون رغباتي مملةٌ، هكذا أنا أتضور شوقاً وأنطفأ، وسرعان ما أتجدد، لأن ظلكِ كان معي، الظل الذي رسمتهُ، بات يتبعني رواحاً ومجيئاً، تغول كثيراً ، استمراء الإيغال لما مضى،
الظل الذي يشطر الذكرى، نصفين ، نصفٌ يلهو بحدائق الظنك، والنصف الآخر، تتقدُ نارهُ في الأحشاء، أعَبرُّ عن توقي لكِ بذات اللغة التي تحبينهُا حتى وإن اختلطت علينا اللغات وأعيتنا، زحمة سنين الفراق، أقف هذا الصباح، احتفاءاً بقامة الياسمين، احتفاءاً بالموج الساكن في الأعماق، احتفاءاً بكِ ،،،

 

تعليق عبر الفيس بوك