أصابعك التي حطت على صدري


رنيم أبو خضير | الأردن

في الصور
أنا أبتسم
أترك لك رسائلي التي لا تقرأها
أعبس في وجه اللانهاية
العالقيين فيها كريشتين
في الليل أعرف الندم
رجلا فحلا لا يمل من مضاجعة النوم
لا يشبع من زيارتي
أشرب السجائر بشراسة
لا يشبع صدري ورئتاي من شرب الموت
على مهل
وبكثرة
أتجرع القهوة كمهديء
روتيني كاذب
لوحدتي التي لا تنتهي
والحبوب المنومة
بجرعات رهيبة لكي لا أشعر بوخزات الليل
تنهش هشاشة قلبي

ولكي لا يملأ العتم
مخدع الحزن الذي اضمحل فيه
أنام قبل أن تغيب الشمس
أخلع القميص الأحمر العالقة فيه ذكراك
أخلع معه جلدي
رائحتك التي مسستها دون أن أحضنك
وأصابعك التي حطت على صدري
دون أن نلتقي

قبل النوم
أغسل جسدي من زيارات الشوق الغير مسبوقة
وبعد مغيب الشمس
أصحو بعد إتيانها
لا أريد للأمان أن يشبع
من زيارتي
ولا يفر
لا أريد أن أرى الموت يحيط الغرفة
ويغرقني

أتكور بهيئة جنين
النوم راحتي
وجحيمي
النوم
رحمي الأبدي

أحلم بنا عندما كنا ضحايا
معا في ركب الموج
فوق هيجان البحر
وغضبه
في غليان قلبه المثقل بالشوق
حينها كنا ضحايا انفجار
كان يسمى الحب
انفجار لا سبب لنا به
وكنا سويا ضحايا
قدمت نفسها قربانًا للحياة
لكي ننجو
ونجونا بعد أن ابتلعنا الهجر
هربنا بلا أحذية فوق طرقاته
خشية حب محتوم بالتعب
على طريق منثور بزجاج
الوحدة
والهلاك

كلانا وطئنا فم الشوق الخبيث
وهربنا نحو الراحة
الراحة التي استعملها لوجود
بعض الأشياء التي تذكرني بك
فيروز وأغانيها
وكاظم الذي يقول: "كوني امرأة خطرة "
إشارات المرور التي أمر بها وأنا في طريق العمل
المرأة التي تركب بجانبي في الباص
بكامل أناقة حزنها
وأبي الذي يلبس قناع الفرح صباحا
المذيع الساذج الذي أعد له برنامجه الصباحي بكل نهم
ويروي قصصه الغبية على الملأ تلك التي لا تنتهي
وتحرك القيء إلى فمي غضبا واشمئزازا من نفسي ونفسه
المدير غير الوسيم، والمحسوبية التي تجعل الأقل حظًا الأعلى رفعةً
شفاهي الممتلئة بالحنين في صورة طلتي
التي أستعملها لجعلك تشعر بالندم
ولا تفعل

أنا هنا
المنديل المتروك على طاولة الوداع، لا يد تحررني
لا كتف يشرب دمعي،
وتنزفِ أطرافه.

الشتاء يدغدغ وجهي
يمر كل الليل
أظنني انتصرت بسلام
فوق صورتك الشخصية
دمعي الوفير
تضحك
تقهقه على وجعي
فينتفض جسدي
ندم
حسرة
كره
و شوق

أفكر في أن أكتب شيئا يُعبر عن معركة الشوق التي تشتعل في قلبي لا شيء أوفى من مصطلح .. بركان.

 

تعليق عبر الفيس بوك