الاستثناء الدامي في زمن القطيع


رشيدة المراسي | تونس

خسرنا طوابير أصدقاء
كانوا يصطفّون أمام بائع صكوك الغفران
يقتسمون أرغفة  الأوسمة والألقاب التشريفية
 ميليشيات الحروب الطائفية يشيدون محفلا على مقاس ماسوني
والشللية  الضالعة في الخليقة تعد بمواسم رياح السموم
خسرنا كثيرا من الوقت الصالح في سوق النخاسة
وكنا نحسب أننا نشيد عمارة شاهقة في بناء إنسانية متهالكة
كانت أحلامنا تكبر وتكبر وتكبر على غير عادة أهل الزمان
 قبلنا أن نكون الاستثناء الدامي في زمن القطيع
 وقبلنا صفعة القرن لتحريرنا نحن العبيد
هكذا حلمنا بالمقايضة ما بين القيد والطير
كل الذين أهديناهم شوارع القلوب
شيّدوا على كاهل صدورنا أحجار عماراتهم
بذروا في عيوننا ملح الأنا الغائرة في النرجسية
وكالوا لنا الطعون عند مفترق الظهر وفي أعلى الجبين
مرّوا على هشيم الأضلع دونما استئذان
وقالوا هذا على نخب أشهر قصيدة
حصدت  أكثر من مليون إعجاب وتكريم

 

تعليق عبر الفيس بوك