أنا الذي أهواك من أزلٍ


د. ريم سليمان الخش | باريس

سبحان ربيَ بالغا أمرّه
سبحانه لا لن يُرى جهرةْ!
//
آنسته والرحم يصنعني
أحببته وهُديتُ بالفطرةْ
//
وتعاقبت آلامُ غربتنا
دمع الشتات وطعنة الثورة!
//
دنيايَ ماالدنيا سوى ألمٍ
كانت جراحي دائما حبرَه
//
أيحقُّ للمسجون أمنية؟
أن تردموا من دونه بئره؟!
//
يا ليتني روحٌ بلا بدنٍ
لا شهوةٌ لا سقطةٌ حرّة!!
//
كم قد عجزت تصوّرا وأنا
من قد خشيتُ الله بالفكرة
//
متدبرا بالعلم مقتنعا
متأملا متمحّص النظرة
//
سبحانك اللهم لاعبثٌ
أن تفلقَ الأكوان من ذرّة
//
لاشيء قد يأتي مصادفة
فرضٌ مساوٍ حظّه صِفره !!
//
لكنني أرجوك مسألةً
قد تطرق التنظيرَ مضطرّة!
//
يا فاطري رحماك من ألمٍ
ياليته ماكان في الشِفْرَة !
//
يا ليتني ملكٌ أسبّحه
لم أعرف الأهواء والحسرة
//
أهبطتُ من علياء جنّته
حتى أكابدَ عيشةً مرّة!!؟
//
ياربِّ لو تمحو مشيئتكم
من شِفْرتي الأهوال والعترة
//
لم أعصِك اللهم في خطأٍ
إلاّ لماما كانَ أو نُدره !
//
فعلامَ ذا المجهول يجلدني!
وأنا أنا المشتاق للنظرة
//
وأنا أنا المستاء من شجرِ ال
تفاح مستاءٌ من البذرة!!
//
وأنا الذي أهواك من أزلٍ
في لوحك النوريّ بالفطرة
//
لم أعتنق إثما مجاهرة
إلا خيالا جامحا ...فكرة!
//
لم أنجرفْ في حضنِ جانحةٍ
وأنا أنا من شهوةٍ جمرة!!
//
لم أقبل الطاغوت منتصرا
ولذا سفحتُ العمرَ في ثورة
//
ياربِ قد أُثقلتُ من ألمٍ
هل لي بعفوٍ ماسحٍ أمره!؟
//
أولستُ كالحاسوب برمجة؟
أومدركٌ إنساننا سرّه ؟
//
لكنّ برمجة تعذّبه
قد جرّحت أضداده كِفرَه!
//
كلّ الرموز الآن يجهلها
إذْ عاقرت بمجازه خمرَه
//
هو كلّ ما يرجوه برمجة
أخرى تُغيّرُ في الرؤى عصره!!
//
أمُصحّرٌ يبقى بلا أملٍ؟
لاغيثَ يُحيي القلب في النشرّة
//
هل ثمّ في التخزين ذاكرةٌ
للماء للبشرى وللخُضرة؟!!
//
وهو الذي للحب خافقه
وله يذوب مخالطا نهره
//
وله تغنّي الطير عاشقة
وتراود القبلات في زهرة
//
سبحانك اللهم معذرة
إني أنا الحاسوب في عسرة!
//
أو تُجبر الأجزاء إنْ فصلت!
أم قد يعيشُ ملازما كسرَه؟
//
فاجبره ياحنّان من ألمٍ
أو فلتكن رحماتكم قبره!

 

تعليق عبر الفيس بوك