تقييد النجاح

نعيمة البلوشي

إنني لا أنفع لشيء، كل شيء أعمله ينقلب ضدي، أنا غبي، لن أحصل على عمل !!

وكثير من هذه المُعتقدات التي تُقيد نجاح أي شخص وتنقسم إلى مُعتقدات حول القدرات الشخصية أو المتطلبات لبلوغ الهدف أو الكيفية التي يجب الوصول إليه بها أو حتى خرافات وشائعات سمعناها من البعض، فيقوم بعضهم يطبق المعتقد وينصب إلى داخله كأفكار مسلم بها فيعتقدها ويصبح أسيرًا لها

وأشد هذه المعتقدات هي فكرة أننا غير قادرين على النجاح وتحقيق أهدافنا

يقول د. جوزف مورفي

إنَّ عقلك اللاوعي لا يجادلك فهو يقبل ما يقضي به عقلك الواعي فإذا قلت له لست أطيق هذا فإنَّ عقلك اللاوعي سيعمل على تحويل هذا إلى حقيقة لذا اختر فكرة أفضل قل إنني مقتنع بهذا إنني أتقبله في عقلي...

إن تجاوز مثل هذه القيود هي خطوة أولية وضرورية لتجاوز هذه الأفكار والطاقات السلبية لتقود إلى تحقيق هدفك وبلوغه.

لكن من أين تنبع هذا المعتقدات؟

أغلب الناس ترجع إلى برمجة أيام الطفولة وكذلك من نماذج الكبار سواء من أهل أو معلمين وغيرهم.. بأننا لا نملك القدرة على فعل شيء واتخاذ القرار الصحيح.. لذلك هم يقودوا دفة حياتنا وتوجيه معتقداتنا ونحن بدورنا نصحبها معنا إلى مراحل حياتنا المختلفة ويتم تدعيمها من خلال الإخفاقات التي نقوم بها..

إن تغيير طريقة التفكير يمكن أن يغير من نمط الحياة بالكامل لقد استطاع آخرون القيام بذلك وإنجاز أعمال وتحقيق النجاح فإذا كنت لا تملك القدرة والمادة التعليمية فإنَّه بالتأكيد هناك شخص آخر يملكها ويستطيع تعليمك فأبحث عنه ولا تكل أبدًا فأنت تبحث عن ذاتك الناجحة الواثقة

فأنت قادر وتملك الكفاءة للتعامل مع الصعاب وتحديات الحياة وأنت جدير بالحب، هذان الصفتان تدعمناك لتقدر ذاتك فإذا تمعنت في حياتك فقد تغلبت بالتأكيد على صعوبات كثيرة في حياتك وآلام مُختلفة فعندما وصلت بحياتك إلى هذا المستوى.. فعندما تستوعب هذه الفكرة تجد أنه ازدادت ثقتك بنفسك وأنك تستطيع أن تبلغ حدًا هائلاً من الأهداف وتحرر نفسك من قيود كثيرة

للتغلب على أي معتقد، إليك هذه الخطوات البسيطة من جاك كانفيلد مع ضرب مثال

1_ حدد معتقدا ترغب في تغييره

2- حدد كيف يُقيدك هذا المعتقد

3- حدد ما تُريد أن تكون أو تفعله أو تشعر به

4- ابتكر عبارة تحويلية تأكيدية تمنحك تصريحًا بأن تكون أو تفعل أو تشعر بما تُريد

على سبيل المثال

1- اعتقادي السلبي... ينبغي أن أقوم بكل عمل بنفسي دون مساعدة أحد لأني لست ضعيفاً

2- الأمر الذي يقيدني .. شعور بالتعب والإرهاق وعدم الحصول على قدرٍ كافي من الراحة

3- القدرة على طلب المساعدة عندما أكون بحاجة لها فعليًا وتفويض بعض الأعمال للآخرين

4- أنا استحق كل العون والدعم الذي أحتاج إليه

وهذه بعض الأمثلة على العبارات التحويلية

السلبية... أي عمل أقوم به يكون خطأ لذلك لن أحاول!

التوكيد التحويلي ... أنا أتعلم من أعمالي حتى أصححها وأقوم بها بشكل أفضل في المرات القادمة

الاعتقادات الجديدة تحتاج منِّا ما يُقارب ٢١ يومًا حتى تنغرس في عقلك اللاواعي مع التكرار اليومي عدة مرات يقول كلود بريستول تلك القوة الخفية للإيحاء المتكرر تتغلب على العقل والمنطق الإيحاء المتكرر هو الذي يجعلك تؤمن وتعتقد بغض النظر عن هؤلاء الكتاب والمفكرين.. يكفينا أنَّ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم غيَّر فكر ومعتقدات أمة لتصبح من أعظم الأمم والمتبحر في السيرة النبوية يعلم يقينًا كيف أنَّ الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام غير ذاك الفكر والمعتقدات لتعلو تلك الأمة.

تعليق عبر الفيس بوك