روائيون عُمانيون

 

عادل بن سالم الحمداني

سألني عددٌ من الزملاء أكثر من مرة: هل هناك كُتَّاب روايات عُمانيون تستحق رُواياتهم قراءتها، أو بمعنى آخر: هل يستحقون أن نتابع ما يكتبونه؟ لا أدري ما الذي يدفعهم للاعتقاد أن كتابة الروايات تحديداً حصرًا على غير الكتاب العُمانيين، أو أنَّ هؤلاء غير قادرين على أنْ يُسجِّلوا أسماءهم في سجل كتاب الروايات المميزين. صحيح أنَّ ساحة الكتابة في هذا المجال حديثة نوعاً ما، أو على الأقل لم تزد رقعة اتساعها ويذيع صيت من دخل فيها إلا منذ فترة زمنية ليست بالطويلة؛ فبات لدينا الآن كُتاب وكاتبات روايات لدى كل واحد منهم على الأقل رواية واحدة، وبعضهم مجموعة من الروايات.

السؤال الذي يُوجِّهه لي الزملاء مردُّه علمهم بهَوسي في قراءة الروايات ما بين العربية والأجنبية لأكثر من اسم، بعضها مشهور وبعضها الآخر مغمور، وكانت بدايات هذا الهوس تعود إلى أكثر من 25 عاما وأنا في المرحلة الإعدادية، إذا ما حذفت سنوات سابقة تشمل قراءاتي السابقة لسلسلة الروايات البوليسية المصرية للشخصية المشهورة "تختخ" ورفاقه، تحولت بعدها لقراءة كتابات نجيب محفوظ ومصطفى أمين وإحسان عبدالقدوس... وغيرهم، ومن بعدهم كتاب عالميون وعرب حسبما تطاله يدي.

حتى وقت قريب نسبيًّا، كما سبق وذكرت، لم يكن هناك اسم كاتب عُماني للروايات يتردد اسمه أو اسمها كما يحدث الآن لعدد منهم؛ فوفق معلوماتي حدث تحول في مسار الكتابة مع ظهور مجموعة من الروائيين العمانيين توالت بعدهم الكتابات الروائية بين محاولات لا ترقى للاستمرارية وأخرى هي أدعى أن تصل للنطاق الدولي. هذا التحول يرجعه بعض الباحثين إلى مطلع الثمانينات من القرن الماضي؛ مثلما يرجعون أول تجربة روائية نسائية لرواية "الطواف حيث الجمر" لبدرية الشحية، تلتها تجربة رواية "منامات" لجوخة الحارثية. ويرجع بعض الباحثين بدايات الكتابة الروائية إلى رواية "ملائكة الجبل الأخضر" للكاتب عبدالله الطائي في العام 1963، ومن بعدها روايته "الشراع الكبير" في العام 1981، وبعده روايتا "خريف الزمن" و"جراح السنين" للكاتب سيف السعدي في العام 1988، ورواية "همس الجسور" للكاتب علي المعمري في العام 2007.

كتجربة شخصية في قراءة الروايات، مررتُ على العديد من الأسماء العمانية التي لا أتردَّد في الدعوة لقراءة إنتاجها الأدبي، ولن أذكر اسما معينا حتى لا أقع في فخ ذكر اسم ونسيان آخر، لكنني سأتحدث عن تلك الأسماء التي قرأت لها، وسأذكر تحديداً ما أعجبت بها بدءا برواية "الأشياء ليست في أماكنها" و"التي تعد السلالم" لهدى حمد، إلى روايات "بر الحكمان" و"غبة حشيش" و"كهف آدم" ومؤخرا رواية "بدون" للدكتور يونس الأخزمي، وبالمناسبة روايات الدكتور دون استثناء رائعة، إضافة لرواية "الوخز" لحسين العبري، والرواية التحفة "نارنجة" لجوخة الحارثية، ولن أنسى بالطبع الرواية الجميلة "تبكي الأرض يضحك زحل" لعبدالعزيز الفارسي، وكثيرا ما أوصاني الأصدقاء بقراءة رواية "الباغ" لبشرى خلفان، والتي حرصت على اقتنائها خلال معرض مسقط للكتاب الأخير.

ومن خلال كل هذا، فإن الوضع يبشر بالخير مع قادم الأيام أن نشهد جيلا من الكتاب الشباب، خاصة وأني جذبت لكتابة هذا المقال مباشرة بعد قراءة رواية "مستنقع المسرة" وهي أول رواية لعمر المعولي، وكأنها ليست روايته الأولى؛ لذلك أجدني أستبشر خيراً بمستقبل كتابة الروايات في السلطنة ولن يمضي وقت طويل حتى ينال كاتب عماني وأكثر الشهرة والانتشار الذي يستحقه قلمه.

تعليق عبر الفيس بوك