الرؤية - نجلاء عبدالعال
أثنى خوسيه فينالس، رئيس مجلس إدارة مجموعة بنك ستاندرد تشارترد العالمية، على ما حققته عُمان من نجاحات خلال السنوات الماضية، وقال في لقاء صحفي أمس إنَّ عُمان حققت إنجازات تنموية ضخمة، بفضل النهج والتخطيط الذي تتبعه، مؤكدا أنَّ ما تحقق في السلطنة مؤخرًا فاق ما أنجزته غالبية الدول المناظرة للسلطنة، رغم التحديات التي تزامنت مع تراجع الإيرادات العامة للدولة في ظل تراجع أسعار النفط. وأشاد خوسيه بالخطط المستقبلية التي وضعتها السلطنة لتنويع اقتصادها والتخفيف من الاعتماد على النفط، وأضاف أن مجموعة ستاندرد تشارترد تتواجد في عُمان منذ 51 سنة وأنها موجودة لتبقى ولتحقق الخير لعُمان.
وأوضح فينالس أنه خلال لقاءاته مع عدد من المسؤولين الحكوميين والمسؤولين في الشركات الحكومية والعائلية الكبرى بحث سبل التعاون الأمثل لتحقيق الرؤى الطموحة والواعدة التي تعمل عليها الحكومة خلال العقدين المقبلين، لتسريع مشاريع التنويع الاقتصادي وتحقيق العوائد المرجوة من هذه المشروعات. وأشار إلى أنَّ البنك أسهم في تيسير الحصول على تمويل لمشروعات عملاقة بدأ بعضها في العمل بالفعل إضافة إلى توفير التمويلات التي تحتاجها المشروعات المدرجة بالخطط الحكومية، وقال: ساعدنا في تيسير تمويلات لعُمان تفوق 30 مليار دولار خلال السنوات الخمس الماضية، وسنواصل التعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة الكبرى خلال المرحلة المقبلة، لكن لا تفكير في التوجه إلى حسابات التجزئة (الأفراد) في السلطنة.
وأكد فينالس أنَّ البنك يعمل في أكثر من 60 دولة حول العالم، ويحرص على ما يفيد كل بلد إلى جانب ما يفيد البنك أيضاً بحيث تكون علاقة إيجابية متبادلة، وأشار إلى أن الأسابيع القليلة المقبلة ستشهد تولى أحد الشباب العمانيين قيادة فرع البنك في عمان، موضحاً أن نسبة التعمين في فرع عمان تخطت 80%، وأكد حماسه لتولي حسين بن غالب اليافعي منصب الرئيس التنفيذي لفرع البنك في عمان كأحد الكفاءات العمانية الواعدة.
وركز رئيس مجلس إدارة المجموعة العالمية على مشروع طريق الحزام الذي تعمل عليه الصين واصفاً إياه بالأضخم والأوسع تأثيرا على الدول المشاركة فيه، وقال إنَّ البنك يعمل بالفعل حاليًا في 45 دولة من الدول الـ65 التي تستفيد من مشاريع طريق الحزام سواء في آسيا أو أفريقيا والشرق الأوسط وحتى أوروبا، موضحًا أنَّ هناك العديد من المشاريع التي يمكن للسلطنة الاستفادة منها ضمن مشاريع المبادرة الصينية العملاقة. وقال إن المبادرة بدأت كمشروع بين الحكومات لكن مع التنفيذ ظهر كيف يستفيد القطاع الخاص والشركات والمُواطنين بشكل عام في الدول التي بها مشاريع ضمن المبادرة، خاصة مع توفير آلاف من فرص العمل الجديدة لمواطني هذه الدول، لذا فإنَّ البنك يفخر بأنَّه التزم بأن يكون أكبر البنوك التي توفر تمويلا للعدد الأكبر من المشروعات ضمن المبادرة، خاصة في الدول الأفريقية.
وتطرق فينالس إلى النتائج المالية التي حققتها المجموعة، وقال إنها جاءت مذهلة حيث تمكنت المجموعة من تحقيق صافي أرباح تزيد على 3.5 مليار دولار بنسبة زيادة 28% عما كانت عليه العام الماضي، وذلك بفضل إستراتيجية تستهدف خفض التكاليف التشغيلية وفي نفس الوقت رفع العائد على الاستثمار، وتستهدف نسبة نمو 10% سنويا.
وقد انضم خوسيه فينالس إلى ستاندرد تشارترد من صندوق النقد الدولي (IMF)، حيث كان المستشار المالي ومدير إدارة الأسواق النقدية والرأسمالية. كما كان مسؤولاً عن الإشراف على عمل القطاع النقدي والمالي لصندوق النقد الدولي وتوجيهه، وكان المتحدث الرئيسي باسم صندوق النقد الدولي في المسائل المالية. وكان فينالس عضوا في اللجنة العامة واللجنة التوجيهية لمجلس الاستقرار المالي لمدة سبع سنوات، حيث لعب دورا رئيسيا في إصلاح النظام المالي الدولي.
