الرؤية - مريم البادية

صدر عن دار بورصة الكتب الإصدار الأول للكاتب علي بن سالم كفيتان، كتاب "من وحي الذاكرة (1): ظفار.. الإلهام الأبدي"؛ حيث تركز أحداث الكتاب على ذكريات عاشها الكاتب وأراد أن يوثقها للأجيال اللاحقة، وهي عبارة عن مجموعة من المقالات التي تم نشرها في جريدة الرؤية.

ولاقى الكتاب خلال فترة عرضه في معرض مسقط الدولي للكتاب إقبالا ملحوظا من الباحثين والمهتمين بتاريخ ظفار مطلع عصر النهضة المباركة. ويقع في 171 صفحة من القطاع المتوسط، ويأتي في ثلاثة فصول. يتناول الفصل الأول من هذه السيرة ذكريات الطفولة والصبا في ريف ظفار وهي المشاهد الأولى التي تمكنت الذاكرة من تسجيلها، وصاحب الكاتب في هذه الحقبة مواقف صعبة تزامنت مع حرب تحرير ظفار مطلع سبعينيات القرن الماضي وما فيها من أحداث ظلت شاخصة في الذاكرة. ويتحدث الفصل الثاني عن مرحلة التعليم الأولى والخيار الصعب كما يسميه الكاتب الذي اتخذه رب الأسرة بالذهاب لمدرسة معسكر قوات الفرق الوطنية وما صاحب ذلك من أحداث جسام. وفي الفصل الأخير وضع الكاتب نصوص مختارة بعضها وجداني والبعض الآخر له علاقة بما ورد في الفصلين الأول الثاني.

ويقول الكاتب إن الكتاب عبارة عن سلسلة من الذكريات الجميلة كجمال ظفار في كل الفصول لكنها لا تخلو من المرارة أحيانا ، فهي تمثل مسرحا لكفاح لا ينتهي، وتحدي لكل ما هو مألوف في ذلك الزمن، أشخاصها حقيقيون، وأمكنتها شاخصة إلى اليوم، وأبطالها رجال ونساء عاشوا في زمن الحرمان لكنهم يملكون قدرة عظيمة على الصفح والغفران. ويؤكد أن هذه الذكريات هي نافذة في عصر التغير في محافظة ظفار إبان تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد، وعلى الخطوات الأولى للتعليم التي بدأت من خيام معسكرات قوات الفرق الوطنية في وقت كانت فيه المعارك محتدمة بين الجيش السلطاني العماني وبين ثوار ظفار.

والكاتب من مواليد جبل ظفار عام 1970، وتلقى تعليمه الابتدائي في خيمة معسكر فرقة أبوبكر الصديق الشرقية (فرقة طيطام) وأكمل دراسته الإعدادية في مدرسة غدو وأنهى الدبلوم العام بالمدرسة السعيدية بصلالة عام 1989. وحاصل على إجازة الليسانس في الجغرافيا من جامعة السلطان قابوس عام 1993، وعلى الماجستير في علوم البيئة والموارد الطبيعية من جامعة الخليج العربي بمملكة البحرين عام 2011.