المدرب وصديقي علي !!

 

المعتصم البوسعيدي

لقد كان الحديث عن مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم الشغل الشاغل في الوسط الرياضي على اختلاف مستوياته وفئاته سواءً قبل مجيئه أو أثناء أو بعد الإعلان عنه؛ وقد رمى كل شخص "بدلوه" بين مؤيد ومعارض ومُحايد يرجو الخير بتفاؤل وبتوجس في آن، ولم يخلو الأمر من مُواجهات تفترض الصحة من الخطأ، وتقوم آلية العمل والشفافية التي يفترض أن تترجمها رؤية اتحاد كرة القدم لقطع الشك باليقين

في خضم ذلك كان صديقٌ لي اسمه "علي" لحوحاً عليَّ لأخبره بأي مستجدات عن اسم المدرب من خلال قائمة أسئلة لا تنتهي، فكان أن سألته ما هو الأمر المُثير الذي يجعل الجميع مهتماً بشغف باسم المدرب الجديد، وماهية التغيير الذي يمكن أن يحدثه وواقعنا معروف وليس ثمة ما يُبشر حتى بتطوره، فكانت الإجابة التي استوقفتني كثيراً وخرجت "كرصاصة الرحمة" التي لا سبيل للنفاذِ منها إلا بكلمة "صدقت"!!؛ حيث قال ــ بما معناه ــ "نحن لا ننتظر من واقعنا أن يتغير، كُل أملنا في مدرب يُحدث طفرة على أداء المنتخب ويبدل ثوبنا على مستوى الأسماء والنتائج الإقليمية بشكل خاص!!

وفي الحقيقة إن ما قاله استدعى كل الزخم الحاصل على المدرب وأوجد في النفس هدوءًا من "أكشناتِ" الآراء والمواقف، ووضع حقيقة رياضتنا ــ وكرة القدم على وجه الخصوص ــ في ميزانها المنصف، وصدق من وصف كرة القدم باللعبة الشعبية الأولى، على أنها تستحق أن تُدار بفكرٍ "شعبوي" مُخلص وصادق لا تعالي فيه على الواقع ولا استسلام له، إنما ــ أيضاً ــ يجب أن نقف عند الدائرة الضيقة لواقع تخطيطنا وعملنا الذي قادنا لأن نُعلق طموحاتنا في "عفريتِ الفانوس" الذي قد يملكه أو لا يملكه كل مدرب جديد يأتي إلينا..

أيها الصديق العزيز.. رغم كل الظروف وما نرتكبه في رياضتنا من "أخطاء" على كل المستويات إلا أن اهتمامكم وأملكم المبعثر للحصول على رياضة أجمل يبقى النشيد المؤجل نحو تغيير الأفكار، واستبدال الكراسي المتحركة، وتحريك سلم الأولويات، وبث روح الحياة في بنية عفا عليها الزمن وتبحث عن حداثةٍ موجودة في جوارِنا وإقليمنا وعالمِنا الصغير، واستثمار الحقيقة المؤلمة لصنعِ حقيقةً قادرين أن نصل إليها بما نمتلكه من رصيد "نهضوي" يطلُ علينا فجره الأول منذ سبعينيات القرن المنصرم في وطنٍ يصنع المنجزات بعزائم الأبطال.

تعليق عبر الفيس بوك