31 ورقة بحثية تناقش دور المكتبات في تنمية الوعي المعلوماتي .. و"الرؤية" راعٍ إعلامي

"المؤتمر الدولي الأول للمكتبات والمعلومات" يستعرض الإسهام العماني في إثراء الحاضرة الإنسانية

...
...
...
...
...
...

 

  • السيابي: أصبحت المكتبات عنواناً للمعارف الإسلامية والعربية
  • الحجي: منذ النهضة المباركة زاد الاهتمام بالطباعة والنشر وتنوعت المؤلفات وانتشرت المكتبات  

الرؤية - محمد قنات

رعى معالي الشيخ مُحمد بن عبدالله بن زاهر الهنائي، مستشار الدولة، افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الأول للجمعية العُمانية للمكتبات والمعلومات الذي يأتي تحت عنوان "مهنة المعلومات والمسؤولية المجتمعية"، وذلك في جامع السلطان قابوس الأكبر ببوشر، وبرعاية إعلامية من جريدة الرؤية.

وقال سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي أمين عام مكتب الإفتاء إنَّ تأليف الكتب في سلطنة عُمان بدأ في القرن الثاني الهجري وتوسع بعدها حيث سميت الكتب وقتها بالجوامع وفي القرن الخامس الهجري ظهرت التأليفات المطولة التي تجمع العديد من فنون المعرفة وفي غالبها تأليفات فقهية وتُعتبر مساعدة لعلم التاريخ. وأضاف كان لابد من تطور هذه التأليفات حيث خلق التطور إطارًا مكانياً لحفظ تلك الكتب حيث ظهرت المكتبات التي أصبحت فيما بعد مراكز للبحوث العلمية، فأصبحت المكتبات عنواناً للمعارف الإسلامية والعربية. وتابع سعادته الحديث حول تاريخ عمان والكتب القديمة وكيفية تطور المكتبات حتى أصبحت على ما نراه اليوم حيث كانت الكتب في السابق تنسخ عن طريق الكتابة باليد وأن معظم العلماء الذين كانوا يكتبون في ذلك الزمان يتبرعون بالأموال التي تأتيهم من بيع كتبهم ومؤلفاتهم لصالح الفقراء والمحتاجين.

وقال الدكتور خلفان بن زهران الحجي رئيس الجمعية العمانية إنَّ تنوع المكتبة وكثرة مُقتنياتها يعكس مُساهمة العمانيين في الحضارة الإنسانية بآلاف المجلدات من الكتب العلمية والمأثورات الأدبية التي امتدت جذورها إلى سنين خلت قبل الهجرة النبوية فمنذ القرن الأول الهجري الأول لم ينقطع جهد العمانيين في إثراء المكتبات العربية والعالمية، وكان الإمام جابر بن زيد من أوائل الذين قاموا بالتأليف فقد جمع ديواناً كبيراً حوى كثيرًا من المسائل العلمية التي أخذها من صحابة الرسول مُباشرة. تبعه كتاب الجامع الصحيح في الحديث لتلميذه الربيع بن حبيب الفراهيدي.

وأضاف:"في اللغة العربية وعلومها يُعد الخَلِيل بن أحمد الفراهيدي من العلماء الأفذاذ الذين خدموا اللغة العربية حيث وضع نظام الأوزان الشعرية، وألف كتاب العين أول معجم للغة العربية، تبعه في ذلك أبو العباس محمد بن يزيد المبرد الذي ألف كتاب الكامل، وأبوبكر محمد بن الحسن بن دريد صاحب كتاب الجمهرة الذي يعد أيضاً من أمهات معاجم اللغة العربية، ثم محمد بن عبدالله الأزدي صاحب المعجم اللغوي الطبي المسمى بـ "الماء". ثم جاء من بعدهم أبو المنذر سلمة بن مسلم بن إبراهيم الصحاري العَوتبي فأضاف للمكتبة العربية عددا من المؤلفات يتقدمها كتابه الإبانة وهو مصنف ضخم، يضم صنوفًا من علوم اللغة العربية والأشعار وعلم التفسير والحديث، إضافة إلى كتب أخرى منها الأنساب في التاريخ وأنساب العرب والضياء وهو موسوعة ضخمة تقع في 24 مجلدا".

وتابع أن السمة الموسوعية للمؤلفات العمانية ظهرت منذ بدايات التأليف عند العمانيين ومن ذلك كتب الجوامع وهي كتب متعددة المجلدات اختصر بعضها مؤلفوها بعد ذلك تسهيلاً لطلبة العلم.

وأوضح أنَّه لم تقتصر مجموعات المكتبة العمانية ومساهمتها في الحضارة العالمية على مؤلفات العلوم الإنسانية كاللغة وعلوم الدين الإسلامي، بل تعدتها إلى مختلف العلوم الاجتماعية والبحتة والتطبيقية، فها هو أسد البحار أحمد بن ماجد المتوفي821 هـ أمد المكتبة العربية ب35 مؤلفًا في علوم البحار والفلك. كما ألف الشيخ عمر بن مسعود المنذري المتوفي ق12هـ كتابه في علم الفلك: "كشف الأسرار المخفية في علم الأجرام السماوية والرقوم الحرفية" في ستة مجلدات، حيث برزت عائلة ابن عميرة في القرن السادس عشر الميلادي بولاية الرستاق في مجال الطب والصيدلة فمارسته وكتبت فيه. وينسب لهم عدد من المؤلفات في هذا المجال مثل كتاب راشد بن عميرة (منهاج المتعلمين) الذي اشتمل على الكثير من الأمراض وعلاجها مثل أمراض القلب والمعدة والنخاع والرئة والرحم وغيرها من أعضاء جسم الإنسان، وكتاب (فاكهة ابن السبيل) وكتاب (مقاصد الدليل وبرهان السبيل) وكتاب (زاد المسافر) وكتاب (الانسان من الطفولة إلى الهرم).

وأشار إلى أن المكتبة العمانية ازدهرت منذ فترة مبكرة وقوي عودها وتنوعت خدماتها بالمؤلفات الفكرية العمانية في كل مجالات العلم والفكر. حتى إذا جاءت النهضة المباركة عام 1970 بقيادة عاهل البلاد المفدى السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه-، زاد الاهتمام بالطباعة والنشر فكثرت المدارس العلمية وتنوعت المؤلفات الفكرية وانتشرت المكتبات بكل أنواعها في كل ربوع عُمان. وواكب ذلك تأهيل الكوادر القادرة على إدارة تلك المؤسسات من خلال أقسام علوم المكتبات والمعلومات والوثائق داخل الوطن وخارجه، واستدرك من هذا المنطلق ظهرت الجمعية العُمانية للمكتبات والمعلومات لتشكل تجمعًا لكل المهتمين بهذه المهنة، لتنظم أعمالهم وتعمل على التواصل بين المؤسسات ذات الصلة لتقوية العلاقة بينها وتقديم الاستشارة والتدريب لمن يحتاجه منها.

وذكر أنَّ الجمعية قدمت خلال مسيرتها الماضية العديد من ورش العمل والاستشارات المهنية. حيث بلغ عدد ورش العمل والدورات التدريبية التي أنجزتها منذ انطلاقها حتى نهاية عام 2018م 57 دورة تدريبية تناولت مختلف الموضوعات ذات الصلة، كما نظمت خلال الفترة نفسها عدداً من الفعاليات والأنشطة تجاوز عددها الستين فعالية، إضافة إلى أنَّ الجعمية اشتركت في عامي 2017 و2018 في وضع رؤية الاتحاد العالمي للمكتبات والمعلومات (الإفلا) لعام 2030، حيث شارك أعضاء الجمعية في أربع ورش عمل لذلك، اثنتان منها كانت خارج السلطنة بتنظيم وتمويل من الإفلا، واثنتان نظمتها الجمعية داخل السلطنة تحت عنوان (ورشة الإفلا العالمية 1 و2) حضرها أكثر من ستين مشاركًا من أكاديميين ومهنيين اشتركوا في عمليات العصف الذهني وفق الموضوعات التي طرحها (الإفلا) ثم أرسلنا نتائجها للاتحاد لتضمينها في رؤيته لمكتبات العالم حتى 2030.

وأضاف:"بالرغم من أن هذا هو المؤتمر الدولي الأول الذي تنظمه الجمعية إلا أننا وجدنا تجاوبا كبيرا من الباحثين والمهتمين، حيث بلغ عدد المستخلصات التي استلمتها اللجنة العلمية 64 مستخلصًا منها 45 مستخلصًا من عُمان و19 من خارجها، قبل منها 61 مستخلصا طلب من أصحابها استكمال أوراقهم العلمية ووصل عدد الأوراق العلمية المكتملة 43 ورقة خضعت للتحكيم العلمي من قبل الأساتذة أعضاء اللجنة العلمية، وقبل منها 41 منها 31 ورقة من باحثين عمانيين و10 لضيوفنا الكرام من خارج السلطنة. علماً بأنَّ معظم الأوراق العلمية التي وردت للمؤتمر يشترك فيها باحثان أو أكثر، ومنها ما يشترك فيها باحثون من عمان وزملاء لهم من البلاد العربية، مما يؤصل عملية التواصل العلمي ويقوي الصلة بينهم.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك