مجيد العصفور.. البطل المخضرم

أحمد السلماني

أُدرك يقينًا أنَّني خذلتُ متابعي عمودي الأسبوعي، والذين ينتظرون مني تناول قضية تعاقد اتحاد الكرة مع المدرب أروين كومان، القادم من المدرسة الهولندية، التي فيما يبدو يعشقها صُنَّاع القرار بهذه المؤسسة، إنْ ارتقت أصلًا لتصبح مؤسسة، بعد أن فاحت ريحة التجاذبات، وعلت الأصوات حتى وصلت ملعب استاد السيب؛ حيث تقام في نفس اللحظة مباراة الرستاق والعروبة، وما بين غُرفة اجتماع صاخبة ومباراة مُمِلة أصابتنا بالغثيان، غابت فيها المتعة والأهداف والفرص، وغلب عليها طابع الخشونة، أدركتُ حينها أن "كرة القدم العمانية" تنزف وربما في مقتل، ومن الآخر يإ إخوان: "ما فيي بارض أكتب عن الكورة".

كثيرة هي الأحداث والقضايا التي تلفُّ رياضتنا ما بين فرح بانتصار وحزن وانكسار، لنسعد بالخبر القادم من القاهرة بتألُّق لاعبي البولينج العُمانيين، وخبر آخر من عاصمة عربية أخرى وتحديدا من بغداد، التي شهدت التألق اللافت لمخضرم التنس العماني المعتزل مجيد العصفور، الذي حقق لقب الزوجي برفقة المصري عبدالحكيم عبدالغفار في البطولة العربية لرواد التنس في نسختها الخامسة، وبمشاركة من 15 دولة عربية، بفوزهما على الزوجي المكون من البحريني طلال إبراهيم والفلسطيني أحمد جراد، كما حل العصفور في مركز الوصافة في فئة الفردي ليعود مجددا لواجهة الرياضة العمانية، وهو من حمل أحد مشاعلها يوما ما كـ"بطل من الزمن الجميل".

مقالي اليوم إنما هو من باب وفاء الإعلام الرياضي لكثير من النجوم الرياضية العمانية التي حملت لواءها لسنوات ثم تقادم عليها العمر فطواها النسيان لتعيش في زمن النكران، قلة منهم تمكَّنت من البقاء ضمن الأطر الرياضية الحالية من حيث تقلد بعض المناصب الرياضية او اتجهت لعالم التدريب والتحليل، فيما غالبتهم أفل نجمه ولم نعد نسمع عنه شيئا، وربما رحل عن دنيانا ولم يحظَ بكلمة شكر أو حفلٍ يُخلد إنجازاته يوم كان "لحما ورميناه عظما"، وما أكثرهم؛ لذا فهي رسالة نوجهها لوزارة الشؤون الرياضية الموقرة ولاتحاداتنا الرياضية واللجان الرياضية وللإعلام الرياضي المسؤول بالبحث في الملفات القديمة عن هؤلاء وإعادة بعث مكنون خبراتهم ومعارفهم لتسخيرها في تطوير الرياضة العمانية، ومن يدري ربما نبتكر مفهوما جديدا أسميه تجاوزا "إعادة التدوير بالرياضة".

ولهؤلاء الأبطال السابقين جميعا أوجِّه دعوة خاصة لكل واحد منهم بأن ينفض الغبار عن جسده، ويبعث المارد الرياضي بداخله مجددا، وله في بطل التنس المخضرم مجيد العصفور وغيره المثال في أن يواصل أداء الرسالة، وأن لا يركن لما تحقق سابقا، فلا بد للعطاء أن يتواصل، وعمان تستحق منا الكثير، ويكفي أن هناك من يعبث بالرياضة التي تألقت أنت فيها يوما ما بتطفله عليها، ولتستعيد لواءها فأنت ومن في حُكمك "عيد بهجتها".

تعليق عبر الفيس بوك