رسالة حنين


علاء الدين حسين | سوريا

سلامٌ على من يُخجل الورد للقياها، وتنتشي روحي بأفقِ الرب بذكراها، على كلمة الله التي أودعها بعينيها، على عبق الضمير الذي يشع من أبجدية يدها، على قلبي الذي يتوقف عن النبض إذا توقفت أخبارها، وانقطع عن حلمي أثر خطاها
سلام على النسائم التي تخلقت بمحياها

وأما بعد

لا مفر من الذاكرة منك إلا إليك، فقد صُمِّمت لتحرق بين طلائع طيفك، تتراقص على أمل غير موصول، وحلم ليس مقطوع، تتطهر بالدمع في وجبات الحلم اليومية.
هنالك ركن يعتقلني، ويمارسُ عليّ سياط احتضان الصور، يرميني بسراديب عشقك، مع كأس النبيذ، الذي تناولته لأول مرة في حياتي ليلة البارحة، وأخذتُ أصدح اسمك، حتى ارتبك جمع الرفاق بأني ملبوس.
مساكين؛ لم يعلموا أنك تُطلّين بخاطرتي وكلماتي، كتتابع الشمس والقمر، وأني أوشوش للنجوم اسمك، فتغدو أكثر ألق، وأشد بريقا.
طيفكِ يتناوب على مخيلتي، كتقلب الموج على الشطآن، ينسج من الزبد رداءً، ويرسل مع حبات الرمل أحلاما وآهات، ويهيج بموجة عارمة، تلقي على شواطئي فيروز عيونك، وزبرجد وجنتيك و نضيض صوتك.
واقعٌ بين مد وجزر، لقمر طهرك، فأسرع؛ لأغرف من ذرات موجك أكواما، أخبئها في قعر قلبي الذي يحتويك؛ فيتبهرج.
أخبر سرب النوارس المحلق، أنك تلبسين الربيع، وأصلي للخالق؛ أن يحيلني ماءً؛ كي أتبخر، وأغدو غيمة بيضاء تظللك، و تأتيك رذاذًا إذا رغبتي.
أقدم نفسي أضحية للشمس؛ كي تزهري، ويصير جسدك مداد الورود، وإني رجل ثلاث تبقيه حيا ساعة انتظارك وخاتم لقلبك وقبلة وعد، فأغدو بهم شديد الاشتعال.
فأنت يامختلفة الهوية، تعلقت فيك دون البرية، ومزقت روحي أنا بيدي، بظرف الماضي و سوء السنين.
وهذه هي لعنة العاشقين.
فإن الحب لغيرك حرام، وحكم التبسم لغيرك حرام، وأبيات شعر تقال لغيرك
حرام حرام حرام.
وتبقى الرسالة مفتوحة، إلا أن يشاء رب السنين.

سلام عليك يوم عرفتك، ويوم عشقتك، ويوم أموت ويوم العرض العظيم.
وأدعو الإله بنقل سلامي، بإن يحيل تتمة عمرك فرحا متين.

 

تعليق عبر الفيس بوك