خروج المنتخب.. مفاجاة أم نتيجة منطقية

 

مُحمَّد العليان

لا شكَّ أن النتائج التي خرج بها منتخبنا الوطني الأول في بطولة كاس آسيا، والتي انتهت قبل أسابيع قليلة، لم تُرضِ الوسط الرياضي، خاصة وأنَّ المنتخب تأهل بشق الأنفس، وحصل على المركز الثالث في مجموعته بـ3 نقاط فقط، جمعها من الفوز في مباراته أمام تركمستان، وتأهل كأحسن فريق ثالث من ضمن الأربعة المتأهلين أصحاب المركز الثالث، وخرج من دور الـ16 أمام المنتخب الإيراني وودع البطولة. والسؤال المهم هنا: لماذا خسرنا؟ وهل كان الخروج من البطولة مفاجأة أم نتيجة منطقية؟

رغم أنَّ البعض لديه التبرير جاهز، وهو التحكيم الذي ظلم المنتخب، ولولاه لواصل المنتخب الطريق، وأتصور أنَّ هذا العُذر أو التبرير سبب لا يقبله العقل ولا المنطق، وأشياء أخرى ليست جوهرية. والاجابة عن السؤال المستحيل وإلا لما كانت لعبة الذكاء والخطط والجرأة والمغامرة والشجاعه والرؤى التدريبية المتطورة، التي توظف مهارات اللاعبين في الاتجاه الصحيح. وهذه المعادلة يُمكن أن تكون حاضرة في القاموس المنطقي للحصيلة الضعيفة التي خرج بها المنتخب الوطني من البطولة الآسيوية، وفق مُعطيات واضحة يتحمَّلها في المقام الأول الجهاز الفني والإداري للمنتخب.

تأثر المنتخب بأجواء الأداء وما رافقه من أخطاء وتخبطات فنية غير سليمة، أدت لسوء النتائج في البطولة.. الجهاز الفني بقيادة فيربيك ومعاونيه لم يخلق حلولًا جديدة في المنتخب، وتمسك بأنصاف لاعبين لم يُقدِّموا أي شيء في الفترة الماضية، خاصة بعد كأس الخليج التي فاز بها المنتخب، وتمسك البعض أيضا بوهم الفوز بلقب كأس الخليج، ولم يفرق بين بطولة كبيرة كآسيا، وبطولة كأس الخليج، خاصة من الناحية الفنية وعالمية البطولة القارية، والنظرة إليها بطموح آخر.

فإلى آخر 4 مباريات تجريبية قبل البطولة بأسبوعين ظل الجهاز الفني غير مستقر على تشكيلة أو توليفة من اللاعبين، وحتى اختيارات اللاعبين كان البعض منهم انضم فقط خلال الأسبوعين الأخيرين، وتم تجربتهم في مباراة واحدة، وظُلِم هؤلاء اللاعبون، والبعض الاخر استمر مع المنتخب منذ شهور، ومستمرين مع المنتخب، وفي آخر المشوار قبل البطولة تم استبعادهم، وأخذ فيربيك يجرب في كل مباراة لاعبين رغم وجود مساحة كبيرة قبل البطولة كانت 10 أشهر كافية للتجارب؟ فوضى عَارِمة صارت في المنتخب بالتكتلات والمجاملات واختيار اللاعبين بمزاجية وبمصالح... إلخ، ومن هذا يظهر ضعف شخصية المدرب في الاختيار، واستبعاد عناصر أخرى كانت ستُحدِث الفارق أفضل من الموجودين خاصة في خط الهجوم. والمتابع لمسيرة المنتخب الوطني في البطولات الخارجية خاصة يُدرك أن للجمهور دورا كبيرا في الكثير من الإنجازات والنتائج التي تحققت، والتي كانت الجماهير المخلصة والوفية تتوافد بالآلاف إلى المدرجات، وتقطع المسافات من دولة لدولة لدعم المنتخب، وأبرزها: خليجي 17 بقطر، و18 بالإمارات، و19 بالسلطنة... وغيرها الكثير، وليست أخيرًا ببطولة آسيا السابقه. وفي النهاية، يخرج علينا مدرب المنتخب ويتجرَّد من الاحترافية والاحترام للعبة والجماهير العمانية، وينعت الجماهير بالاغبياء!!!! ولم يتم الاعتذار حتى من الجهاز المعاون العمانيين، ولا الجهاز الإداري أيضا. وفي النهاية، رحل الجمل بما حمل، دون أسف عليه.. وأتمنى أن يرحل أيضا الجهاز المعاون له.