فدوى تشتبك مع النقد


زيد الطهراوي | الأردن

حين تتحدث عن فدوى طوقان فإنك تتحدث عن الشجر الذي ينبت في الصحراء، فعندما كانت في عمر صغير، تتفتح فيه المواهب كأنها فيضان؛ لم تحظ هذه الشاعرة المرموقة بدراسة منتظمة في المدارس، فآبت إلى نفسها في ثقافتها فأثبتت عصاميتها.
هذا ما تتنفس به رئة المراجع عن فدوى، و تذكر أيضاً أن أخاها الشاعر الفلسطيني المبدع إبراهيم طوقان كان معها في مشوارها من البدء، حين كانت بأمس الحاجة الى مدرس يهتم بها، في ظل غيابها عن المدرسة، وتذكر فدوى كيف درست مع إبراهيم ديوان الحماسة، وكيف قرأت وحدها البيان والتبيين، ثم بعد ذلك سافرت إلى بريطانيا وحصلت على دورات في تعلم اللغة الإنجليزية، مما أتاح لها أن تطلع على الأدب الغربي بلغته، لا عن طريق الترجمة التي تفقد النص ثلث قيمته الفنية أو أكثر من ذلك.
المنبع الأول: ثقافة عربية أصيلة، والمنبع الثاني: ثقافة غربية من مصادرها، فإذا بفدوى تطل على العالم بموهبة صقلتها القراءة المتواصلة، والتجارب المتنوعة، و هناك منبع آخر نهلت منه فدوى، هذا المنبع هو النقد، فقد تنبه النقاد الى أهمية الشعر الفلسطيني، وأنه جزء من تجربة الشعر العربي لا ينفصل عنها، فألف الناقد الفلسطيني شاكر النابلسي كتابه: (فدوى تشتبك مع الشعر) ليكون من المراجع المهمة عن فدوى، ليس للباحثين فحسب بل لفدوى أيضاً، لأنها كانت تتابع ما يكتبه النابلسي، وتنتقد أحيانا دقته الشديدة في نقد شعرها الى حد القسوة، ولكنها أخيرا ربما اقتنعت بما قاله النابلسي: إن هذا النقد لا بد منه، و إنه سبيل للارتقاء، لتسير مع النقد الذي أثرى تجربتها، فإذا بها تشتبك مع النقد المتزن، كما اشتبكت مع الشعر في الأصالة والتجديد.

 

تعليق عبر الفيس بوك