لنحقق رؤيتنا الطموحة

حمود بن علي الطوقي

 

على مدار اليومين الماضيين ناقش المعنيون بتنفيذ رؤية عمان ٢٠٤٠ وشارك من شارك في إبداء الرأي وانتقد من انتقد وتفاعل من تفاعل حول الجلسات النقاشية التي قدمت أبرز المرتكزات والملامح الرئيسة للرؤية القادمة التي تحمل في طياتها مستقبل شعب بأكمله، شعب أصبح الآن أكثر نضجا وأكثر إدراكا لمجريات الأمور.

التفاعل الجميل من قبل المواطنين الذين تابعوا مجريات الجلسات الحوارية وعبروا عن رأيهم بكل صراحة من خلال منصات التواصل الاجتماعي وهذا التفاعل اعتبره ظاهرة صحية أن يُشارك المواطن في إبداء الرأي وهذا ما أكده واعتبره المعنيون على تنفيذ رؤية عمان ٢٠٤٠ أن الوثيقة المطروحة للنقاش هي وثيقة غير حكومية حسب ما أكده سعادة طلال الرحبي رئيس اللجنة الفنية لمكتب رؤية عمان ٢٠٤٠، بل شارك في إعدادها حوالي ٢٢ ألف مواطن من مختلف أطياف المجتمع ومن مختلف المحافظات العمانية.

نقول هنا إن مشروع رؤية عمان ٢٠٤٠ أصبح واقعًا فعلياً وقد أعلنت رسميًا وسط هذا التجاذب في الحديث الذي ساد الأجواء، ووجب علينا جميعًا على المستوى الحكومي والقطاع الخاص والمجتمع المدني أن نتفاعل أيضا ونبدي ملاحظاتنا بما يعود علينا بالنفع، وعلينا أن نشجع ما نراه هادفًا ويعود علينا بالنفع وأن ندون ملاحظاتنا حتى تتحقق الأهداف المرسومة لهذه الرؤية التي من المتوقع أن تنقل بلادنا إلى مصاف الدول العظمى وتقود قاطرة التغيير لأن من سيتولى مستقبلا تنفيذ مجريات هذه الرؤية هم شباب لديهم من الهمة والحيوية ما يجعلهم قادرين على رسم خارطة الطريق وفق المعطيات والنتائج.

نعود مرة أخرى لنقول ما أجمع عليه الجميع وهو أن بناء الإنسان في الوطن هو أحد أهم المرتكزات والغايات الأساسية لهذا المشروع. ويأتي هذا المرتكز ضمن الأولويات فالإنسان العُماني هو محور التنمية ويجب التركيز عليه كونه هو المستهدف ولن يتم هذا البناء إلا إذا تحققت القناعات بأن من سيقود الرؤية للنجاح هو المواطن لهذا وجب ترسيخ كل الإمكانيات من أجل النهوض بمقومات المواطن.

علينا ونحن نضع هذه الرؤية نستحضر خطابات جلالة السلطان -حفظه الله- ورعاه منذ بدايات النهضة المباركة حيث رسم خارطة الطريق وجعل المواطن هو محور التنمية.

ولأجل هذا نجد أن سؤالا ملحا يأخذ مكانه في هذا السياق وهو ماذا يريد المواطن من معطيات هذه الرؤية؟ لا شك أن الإجابة على هذا السؤال التي ينشدها كل مواطن تتطلب الكثير، فإذا قدّر للمواطن نفسه أن يجيب على هذا السؤال فحتمًا سيطلب الكثير وسيضع خطوطا عريضة على مطالبه والتي يراها حقاً من حقوقه المشروعة فالمواطن يريد أن يعيش في رفاهية وينعم بخيرات الوطن وهي خيرات وفيرة ويطلب الاستقرار وحياة كريمة وفرصة متاحة بأن ينعم بجودة التعليم لكي يستطيع أن يقود قاطرة التغيير ويحارب الفساد الذي أصبحت رائحته شائعة وكريهة ينفر منها الجميع. لقد أصبحت هذه الآفة الدخلية تنخر مقومات الاقتصاد وصفة ذميمة تؤثر على مجرى مخططات التنمية والفساد مهما كان نوعه ولونه هو مرفوض ويجب أن نعمل جميعًا على محاربة الفساد والارتكاز إلى جودة العمل والإخلاص في العطاء والبحث عن مكونات النمو الحقيقي للاقتصاد من بين هذه المكونات البحث عن بدائل جديدة للدخل القومي بدلاً من الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل القومي.

أخيرا نقول إن رؤية عمان ٢٠٤٠ ستقود بلادنا إلى مستقبل مشرق وعلينا أن نتفاعل ونؤازر القائمين عليها فكلنا هنا نمثل مشروعا واحدا وهو مستقبل عمان.