انطلاق أعمال "المؤتمر الوطني".. وجلسات حوارية تسلط الضوء على المحاور والمرتكزات

هيثم بن طارق: الملامح الأولية لـ"رؤية عُمان 2040" نتاج للتطلعات المجتمعية الجادة وترجمة لتكامل الأدوار والشراكة

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

◄ الرحبي: 22 ألف شخص في مراحل المشاركة المجتمعية لإعداد الرؤية

ريكاردو هوسمان: صياغة رؤية طموحة ومشتركة يحفز التقدم المنشود للسلطنة

◄ الأولويات الوطنية تتسق مع التوجه الإستراتيجي نحو مجتمع معتز بهويته وملتزم بمُواطنته

◄ وثيقة الرؤية تترجم تطلعات أبناء عمان نحو مستقبل أفضل

◄ اقتصاد تنافسي وإنسان مبدع وجهاز حكومي مرن.. 3 محاور رئيسية بـ"رؤية عمان"

◄ مضاعفة نصيب الفرد من الناتج المحلي بحلول 2040 بنمو 6%

◄ 93% مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي مع إنجاز الرؤية

السلطنة ضمن أفضل 20 دولة في الابتكار والتنافسية والأداء البيئي.. بمقدمة الأهداف

◄ "منصة شباب 2040" تكشف النقاب عن أفكار مبتكرة تحقق تطلعات "رؤية عمان"

 

 

 

 

انطلقتْ، أمس، أعمالُ المؤتمرِ الوطنيِّ للرؤية المستقبلية "عُمان 2040"، بحُضور صاحب السُّمو السيِّد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة رئيس اللجنة الرئيسية للرؤية المستقبلية عُمان 2040، وعدد من أصحاب السمو والمعالي والمكرمين وأصحاب السعادة، وبمشاركة واسعة من مُختلف فئات المجتمع، وضيوف المؤتمر من الخارج، وحضور كبير من مختلف فئات المجتمع.

المؤتمر -الذي يستمر يومين، بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض- يأتي مُكمِّلا لمسار إعداد وثيقة الرؤية المستقبلية للسلطنة، والتي يتمُّ إعدادها بناءً على الأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- مع ضمان المشاركة المجتمعية الواسعة لكافة فئات المجتمع.

 

الرؤية - فايزة الكلبانية - مريم البادية

تصوير/ راشد الكندي

 

 

 

واستُهِل المؤتمر بكلمة لصاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة  رئيس اللجنة الرئيسية للرؤية المستقبلية "عُمان 2040"، أكد فيها حرص اللجنة على أن يكون المجتمع بمُختلف شرائحه، وفي كافة محافظات السلطنة، حاضراً ومساهما في إعداد مشروع الرؤية، وشريكا أساسيا وأصيلا في صياغة أولوياته وتطلعاته. وقال إنَّه من هذا المنطلق باشرت لجان وفرق العمل المختصة تحديد محاور وركائز للرؤية كإطار ينظم العمل، وبدأت بتشخيص الوضع الراهن، ثم انتقلت إلى مرحلة استشراف المستقبل وإعداد السيناريوهات المستقبلية، بالاستناد إلى فهم واستيعاب ترابط المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في السلطنة مع محركات التغيير العالمية.

 

التوجهات الإستراتيجية

وأوضح سموُّه أنه وبناءً على مُخرجات تلك المراحل العملية، تمَّ تحديد التوجهات الإستراتيجية وفق أهداف أولية تضمنت التعليم، والبحث العلمي، وتمكين القدرات الوطنية، وتحقيق رفاه مستدام عماده الرعاية الصحية الرائدة، وإدارة اقتصادية تدعم التنويع الاقتصادي، وتطور بيئة سوق العمل والتشغيل، وتُتيح للقطاع الخاص أخذ زمام المبادرة لقيادة اقتصاد وطني تنافسي مُندمج مع الاقتصاد العالمي، والمحافظة على استدامة البيئة، وتنمية جغرافية شاملة قائمة على مبدأ اللامركزية، والشراكة وتكامل الأدوار بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع.

وأكَّد سموُّه أن جميع هذه الأولويات تتسق مع التوجه الإستراتيجي نحو مجتمع معتز بهويته وثقافته، وملتزم بمواطنته، لتكون وثيقة الرؤية انعكاساً حقيقياً لتطلعات ورؤى أبناء عُمان، نحو آفاق المستقبل الذي ننشده. وقال سموُّه: إنَّ ملامح الرؤية الأولية التي يطرحها المؤتمر هي رؤيتكم ونتاج تطلعاتكم الجادة، وإننا نطمح وبمشاركتكم جميعاً إلى تحقيق فهم أعمق لتكامل الأدوار بين مختلف مكونات المجتمع العماني، من حكومة وقطاع خاص ومجتمع مدني وأفراد، مواطنين ومقيمين، مُتطلعين لمشاركة الحضور والمتابعين عبر وسائل الإعلام المختلفة بتزويدنا عبر قنوات التواصل المتاحة بما لديهم من مرئيات وتطلعات تخدم توجهات وأهداف الرؤية المنشودة، والتي ستكون محطَّ اهتمام الخبراء ولجان العمل المختصة بإعداد الرؤية في صياغتها النهائية.

 

الملامح التفصيلية

وقدَّم سعادة طلال بن سليمان الرحبي نائب الأمين لعام للمجلس الأعلى للتخطيط رئيس اللجنة الفنية للرؤية المستقبلية عُمان 2040، عرضا للملامح التفصيلية الأولية لرؤية عُمان 2040، والتي تم إعدادها بمشاركة مجتمعية واسعة ترجمةً للأوامر السامية لجلالة السلطان المعظم -أيَّده الله- وأوضح أنَّ عملية إعداد الرؤية المستقبلية عُمان 2040 تستند إلى عدد من المنطلقات الأساسية؛ تتمثل في الأولويات الوطنية للسلطنة، وتقرير الموجهات الرئيسية لصياغة الرؤية المستقبلية عُمان 2040، والبرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي "تنفيذ"، ومخرجات لجان وفرق عمل الرؤية 2040، والدراسات والتقارير الإستراتيجية، ودروس ومنجزات رؤية عُمان 2020، وأهداف التنمية المستدامة 2030 الصادرة عن الأمم المتحدة، والإستراتيجيات القطاعية، والإستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية، وخطة التنمية الخمسية التاسعة، والتقارير والمؤشرات الدولية المتعلقة بركائز الرؤية، ومخرجات مكتب الرؤية المستقبلية عمان 2040. وأوضح أنَّ عدد المشاركات المجتمعية بلغ أكثر من 22 ألف مشارك، وأن اجمالي عدد المشاركين بشكل مباشر في إعداد الرؤية بالمختبرات الافتراضية بلغ 5000 مشارك، وبلع عدد المشاركين في الاستطلاعات 3400 مشارك، وبلغ عدد المشاركين في الملتقيات والورش 850 مشاركا، وبلغ عدد المشاركين في اللجان 250 مشاركا، أما المبادرات الاتصالية فشهدت حضور 900 مشارك، أما جولة المحافظات "كل عُمان" فاستقطبت 3000 مشارك، فيما بلغ عدد المتفاعلين عبر وسائل التواصل الاجتماعي 6300 مشارك.

وأوضح سعادته أنَّ محاور العمل تركز على ايجاد "مجتمع إنسانه مبدع" من خلال الاهتمام بالتعليم الشامل والتعلم المستدام، ونظام صحي رائد بمعايير عالمية، ومجتمع معتز بهويته وثقافته، وحياة كريمة مستدامة للجميع، و"اقتصاد بنيته تنافسية" من خلال إيجاد قيادة اقتصادية ديناميكية، واقتصاد سوق عمل جاذب للكفاءات، وتنمية شاملة جغرافيا، ونظم أيكولوجية فعالة ومتزنة ومرنة، وقطاع خاص ممكن يقود اقتصاد تنافسي، إلى جانب إيجاد "دولة أجهزتها مسؤولة"؛ من خلال منظومة تشريعية تشاركية، ونظام قضائي مستقل، وشراكة متوازنة ودور تنظيمي فاعل للحكومة، وجهاز حكومي مرن مبتكر وصانع للمستقبل.

وأكد سعادته أنَّه سيتم الأخذ بمرئيات وملاحظات المجتمع على وثيقة الرؤية الأولية عند صياغة الرؤية النهائية، إلى جانب جميع فئات المجتمع المعنية بتحقيق رؤية عمان 2040.

وأكد سعادة نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط، أنَّ أبرز مُمكنات التحقيق لرؤية عُمان 2040 تتمثل في مضاعفة النصيب الحالي للفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي ليصل معدل النمو فيه إلى 6 بالمائة، وأن تُسهم القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي بما نسبته 93 بالمائة، ونسبة الاستثمار الأجنبي إلى الناتج المحلي الإجمالي 10 بالمائة، وأن تكون حصة القوى العاملة الوطنية 42 بالمائة من إجمالي الوظائف المستحدثة في القطاع الخاص. وبيَّن سعادته أن الرؤية تسعى إلى أن تكون السلطنة ضمن أفضل 20 دولة في مؤشرات الابتكار العالمي والتنافسية والأداء البيئي.

وألقى ريكاردو هوسمان كبير خبراء الاقتصاد لدى البنك الأمريكي للتنمية سابقا، وأستاذ ممارسات التنمية الاقتصادية في جامعة هارفارد، ومدير مركز التنمية الدولية والذي يُشارك كمتحدث رئيس بالمؤتمر، كلمة؛ شدَّد فيها على أهمية تضافر الجهود لتحقيق الرؤية. وأكد هوسمان أن وجود رؤية طموحة ومشتركة سيُساعد على تحفيز التقدم الذي تطمح له السلطنة، مشيرا إلى أن الذي يزور عمان لا يسعه إلا أن يشعر بالغيرة مما تحقق من إنجازات؛ حيث شهدت البلاد نهضة شملت شتى مناحي الحياة، معربا عن دهشته من ارتفاع مستوى التعليم إلى 100% بجانب ارتفاع مستوى المعيشة والنمو الاقتصادي وغيرها من المؤشرات التي تعكس حجم ما تم تحقيقه من إنجازات. وبيَّن أن رؤية عمان 2040 تمثل أحد الممكنات الاجتماعية القيمة للسلطنة.

إلى ذلك، انطلقت الجلسة الحوارية الثانية من المؤتمر بعنوان "دور المجتمع والشباب في تحقيق الرؤية"؛ حيث استهلتها ميشيل إليوت ماري وزيرة سابقة في الحكومة الفرنسية وعضوة البرلمان الأوروبي، للحديث عن أهمية التعرف على العلاقة بين الإرث والتراث الذي خطَّه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه. ثمَّ عرجت على ضرورة تهيئة المجتمع لمواجهة تحديات المستقبل والوقوف في وجه العولمة؛ من خلال التركيز على التعليم الشامل وتنمية المهارات العلمية، وصقل مهارات المجتمع، وأكدت ماري أن أوروبا مستعدة لتحقيق التعاون مع السلطنة لتحقيق التنمية، ومن ثمَّ تحقيق أهداف رؤية عمان 2040.

وتحدَّث باسل النحلاوي المدير العام لمنطقة الخليج في شركة كريم لخدمات النقل، عن الدور الريادي الذي يقوم به الشباب في التنمية، الذين من بينهم مؤسس السناب شات إيفان شبيغل؛ حيث كان يبلغ من العمر 26 عاما عند تأسيسه لهذا البرنامج، فشدَّد على ضرورة تمكين الشباب للنهوض بعجلة التنمية، حيث قال إنَّ هناك أكثر من 600 مليون من الشباب في العالم تحت عمر 25 عاما لديهم القدرات التي تؤهلهم لأن يكونوا قادة التغيير. كما تحدث عن شركة "كريم" التي بدأت في دبي منذ 2012، وتتراوح أعمار موظفيها ما بين (18-35) سنة، واكثرهم من فئة الشباب، حيث إن 70% من سائقيها من هذه الفئة، كما أن معظم مستخدميه من فئة الشباب أيضا. فعقدت الشركة مع السلطنة اتفاقية في نوفمبر 2018 لبدء خدماتها؛ وذلك تماشيا لتحقيق أهداف الرؤية.

وضمَّت هذه الجلسة كلًّا من: الدكتور أحمد بن محسن الغساني الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "ريادة" ومدير الجلسة، وصاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد مساعد رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي؛ حيث تحدثت سموها عن تمكين الشباب وعدد من الخطوات التي قامت بها الجامعة لتحقيق ذلك، والتي من بينها برنامج "التبادل الطلابي". وتحدثت ميمونة الوهيبية نائبة رئيس اللجنة الوطنية للشباب عن إسهامات اللجنة في تحقيق هذه الرؤية؛ من خلال تعزيز وتطوير المشاركة الشبابية، والبرامج المقدمة في هذا المجال. وناقش قيس التوبي رائد أعمال ومشرف على البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب بديوان البلاط السلطاني، الفرص التي يجب على الشباب العُماني الاستفادة منها لتحقيق أهداف الرؤية. كما تطرَّقت المكرمة الدكتورة سعاد بنت محمد اللواتية نائبة رئيس مجلس الدولة، إلى دور المواطنة في الحفاظ على الهوية ومواجهة تحديات الحاضر. واختتمت الجلسة بتأكيد ميشيل ماري على دعم البرلمان الأوربي لرؤية عمان 2040؛ وذلك لما تتمتع به السلطنة من صورة حسنة أمام البرلمان.

واختتمت أعمال اليوم الأول بالجلسة الحوارية "دور الحكومة في تحقيق الرؤية"، والتي أدارها سعادة السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ البريمي عضو لجنة الحوكمة والأداء المؤسسي برؤية عمان 2040، وستيفان فيرهولست مؤسس ومشارك ورئيس الأبحاث والتطوير في مختبر الحوكمة في جامعة نيويورك. وتحدَّث فيرهولست عن ضرورة تحول الحكومة لحكومة قائمة على البيانات؛ حيث تساعد على وضع الدراسات وطرح الحلول للقضايا التي تواجهنا، كما أنها تُسهم في توقع المستقبل وتمكين الدولة من الوقوف على القضايا. وأكد فيرهولست أهمية تعزيز الثقة بين الحكومة والشعب؛ وذلك لكون الشعب هم مصدر رئيسي من مصادر المعلومات، ومن هذا الجانب عَرَض نموذجيْن للبرامج الدولية التي أثبتت أهمية التوجه إلى الاعتماد على البيانات والاهتمام بها. أما المكرمة الدكتورة ريا المنذرية عضوة مجلس الدولة وأستاذة مشاركة بجامعة السلطان قابوس، فسلطت الضوء على ضرورة تكاتف أدوار القطاعين العام والخاص من خلال التنظيم والرقابة لتحقيق أهداف الرؤية. بينما تحدث الدكتور سالم الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات عن أهمية التغير في تطوير الإجراءات والاعتماد على البيانات الضخمة. وناقش كيشور ماهبوباني مستشار أول وأستاذ في ممارسة السياسة العامة في جامعة سنغافورة الوطنية، الحاجة الملحة للتوازن بين القطاع الحكومي والخاص في تبني السياسات للتنمية وتحقيق أهداف الرؤية، واختتمت الجلسة بحديث حسام النبهاني المشرف على فريق برنامج "تنفيذ" بوحدة دعم التنفيذ والمتابعة عن دور الوحدة في تحقيق أهداف الرؤية من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي.

 

منصة الشباب

ويُصاحب المؤتمر عددا من الأنشطة المصاحبة كالمعرض الذي يُهدف من خلاله إلى تسليط الضوء على عدد من المشروعات التنموية التي يجري تنفيذها، بما يتوافق مع توجهات الرؤية المستقبلية نحو تعزيز الاستثمار، وخلق مناخ مُمكّن للقطاع الخاص. وينقسم المعرض إلى قسمين؛ يحتوي الجزء الرئيسي منه على 15 مشروعا اقتصاديا وطنيا واعدا في السلطنة، فيما يضم القسم الفرعي منه 25 مُبادرة وفكرة شبابية طموحة.

وعلى هامش المؤتمر، انطلقتْ فعالية "منصة شباب عُمان 2040" والتي تهدف لإشراك الشباب في بناء مستقبل عُمان؛ من خلال إيجاد أفكار مبتكرة لتحقيق التطلعات باستخدام منهجية الابتكار المفتوح. وبلغ عدد المشاركين حوالي 400 شاب وشابة؛ بينهم عدد من الشباب العربي المقيم في السلطنة. وتستمرُّ الفعالية لمدة ثلاثة أيام متتالية من 27-29 يناير الجاري. ويعمل المشاركون في هذه المنصة -ضمن مجموعات، يترأسها موجهون مختصون في القطاعات الاقتصادية المختلفة- على إيجاد حلول للتحديات التي تطرح عليهم وتطويرها لتكون قابلة للتطبيق الفعلي. ويشتمل مسار المنصة في اليوم الأول على ثلاث جلسات، تبدأ الأولى بعرض التحديات في المجالات التي تم توزيع المشاركين عليها وفقا لاختيارهم المسبق أثناء التسجيل، تليها الجلسة الثانية حيث يقوم المشاركون باختيار أهم ثلاثة تحديات، وعرض أسبابها، باستخدام نموذج "عظام السمكة"، وينتهي مسار اليوم الأول بتحديد تحدٍّ واحد للبحث عن حلول له خلال اليوم الثاني. وتستمر فعاليات المنصة لليوم الثاني؛ حيث يتم تحديد أبرز الحلول للتحديات التي تقوم بدراستها كل مجموعة؛ لتكون هذه الحلول نقطة انطلاقة للمشاركين لاختيار الحل الأنسب وتطويره ودراسة قابلية تطبيقه؛ من خلال البحث عن أفضل الممارسات الدولية في مجال الفكرة، وتطويرها لتكون قابلة للتنفيذ باستخدام نماذج إدارة المشاريع المطورة.

ومن المقرر أن تختتم أيام منصة شباب 2040 بعرض الأفكار المتأهلة من اليومين الأول والثاني في معرض خاص.

وتضمَّن برنامج اليوم الأول من المؤتمر: مشاركة عدد من المتحدثين من السلطنة وخارجها، وتم عقد 3 جلسات حوارية لمناقشة الملامح التفصيلية الأولية لرؤية عمان 2040، والتوجهات والأهداف الإستراتيجية والمؤشرات الخاصة بكل محور من محاور الرؤية، بجانب جلستيْن حواريتيْن؛ حملت الأولى عنوان "دور المجتمع والشباب في تحقيق الرؤية"، وتم خلالها مناقشة دور الأفراد والمجتمع في تحقيق الرؤية؛ من خلال تمكين الفرد وتعزيزه بالأدوات التي تمكنه من القيام بمسؤولياته وواجباته، علاوة على أهمية تمكين مؤسسات المجتمع المدني للقيام بدورها في تمكين مختلف فئات المجتمع، بما يُسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة. فيما تناولت الجلسة الحوارية الثانية موضوع "دور الحكومة في تحقيق الرؤية"؛ وذلك من خلال التحول إلى قطاع حكومي رشيق يَسعى لتمكين القطاع الخاص والمجتمع المدني والأفراد؛ بحيث تكون أهم مسؤولياته: التنظيم، والرقابة، وإدارة عملية التحول الاقتصادي الاجتماعي، ضمن إطار حوكمة فعَّال.

يُشار إلى أنَّ برنامج اليوم الثاني من المؤتمر، يتضمَّن 4 جلسات حوارية؛ تتناول الأولى دور القطاع الخاص في تحقيق الرؤية، فيما تناقش الجلسة الثانية موضوع إدارة التغيير والتوجيه الإيجابي للسلوك الإنساني، وتتمحور الجلسة الثالثة حول التعاون والتكامل الاقتصادي وأهميته لتحقيق الرؤية، وتتناول الجلسة الرابعة موضوع الممارسات الدولية لتحقيق الرؤى والأولويات الوطنية ومواءمة الإستراتيجيات والخطط الوطنية.

ويهدفُ المؤتمر إلى تعزيز المشاركة المجتمعية في إعداد وبلورة الرؤية المستقبلية عُمان 2040، ومناقشة الملامح التفصيلية الأولية للرؤية المستقبلية، واستعراض أفضل الممارسات الدولية في تحقيق الرؤى. ويعتبر المؤتمر منصة وطنية لمناقشة توظيف الآليات والممكنات المناسبة لتحقيق الرؤى وفرصة لتبادل الأفكار، ومناقشة أفضل الممارسات في جوانب التنمية المستدامة، كما يعمل كمنصة لتسليط الضوء على الجهود المبذولة في إعداد الرؤية المستقبلية عمان 2040.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z