مهرجان مسقط.. مشاهد ثقافية لمفردات تراثية

...
...
...
...
...
...
...
...

مسقط - عبدالله الجرداني

تتنوَّع المفردات التراثية في مهرجان مسقط بين بيئة صحراوية بدوية، وبيئة زراعية، وأخرى ساحلية، بموروثاتها من الفنون الشعبية والصناعات والحرف التقليدية، تنقل عادات وتقاليد وثقافة المجتمع العماني، وفي القرية التراثية بمتنزه العامرات يستمتع الزائر بالمشاهد الثقافية من خلال زوايا متعددة تعكس التاريخ العماني، وفي كل زاوية صورٌ تحكي عبقَ الماضي وتسرد حياة الأجداد، وفي كل صورة قصة تحكي إصرار العماني وعزيمته وعشقه لماضيه وحاضره، ومن كلِّ قصة يتعرف الجيل الجديد على حياة أجدادهم والمهن التي كانوا يمارسونها، كصناعة الأبواب والمناديس وغزل النسيج والشمل، وصناعة الفضيات والخناجر والحلي، وتقطير ماء الورد، وصناعة البخور، وصناعة الحصر والسعفيات... وغيرها من الحرف التي تمثل واقع التراث العماني.

وتحظى القرية التراثية بإقبال كثيف من الزوار العمانيين والمقيمين، والسيّاح يستمتعون بقراءة التاريخ العماني في أجواء معطَّرة بروائح البخور واللبان والمأكولات الشعبية واللوحات الغنائية الفلكلورية، بمشاركة العديد من ولايات السلطنة التي تجسد تراثها في الساحة، وتتنافس بتقديم موروثاتها المتنوعة، في مشهد عفوي ممتزج بالبساطة والطيبة والابتسامة يدل على حب العمانيين، وحرصهم على تمسكهم بتراثهم وعاداتهم ويبرز ملامح الثقافة العمانية وهويتها الوطنية.

مهرجان مسقط كعادته ثريٌّ بالثقافة التاريخية؛ مما يجعل الأبناء يطّلعون عن كثب عن تاريخ أجدادهم، ويحثّهم على الإكثار من المطالعة حول تاريخ الأمم والشعوب، ويعد المهرجان منهاجًا دراسيًّا يغذي عقول الكبار والصغار بتاريخ السلطنة الحافل والمنقوش على الحجر الذي يروي قصصَ البطولة والشجاعة والحكمة وحب الوطن والإخلاص له، ويقدم من المعارف والمهارات ما ينمِّي لديهم القدرة على الإفصاح عمليا عن حبهم لوطنهم، فهو يحرص على غرس قيم المواطنة لترسيخ الارتباط العاطفي بأرض الوطن وإرثه الحضاري وتراثه المجيد.

تعليق عبر الفيس بوك