عمرو عبد العظيم
بعد القيام بدراسة مقارنة بين الخطة الوطنية لتكنولوجيا التعليم في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وما يقابلها في سلطنة عُمان، حيث تضمنت خمسة محاور رئيسية شملت التعلم والتدريس والقيادة والتقويم والبنية التحتية، والتي ننوي طرح خلاصتها في عدة مقالات بإذن الله تعالى، حيث سنبدأها بالتخطيط لتوظيف تكنولوجيا التعليم.
فالتخطيط لتوظيف تكنولوجيا التعليم في كافة المؤسسات التعليمية يهدف بصفة مستمرة إلى تحديث وتطوير عناصر العملية التعليمية وتشير العديد من الدراسات إلى أن تطوير عناصر التعليم يحتاج إلى خطط مرنة وواقعية كما في دراسة (العبدلي، 2018)، حيث تؤكد إنها تسهم في خلق بيئة تعليمية متطورة تستطيع مزج الأدوات والوسائل الرقمية والاستفادة من المصادر المتاحة على شبكة الانترنت.
ومن خلال هذه الدراسة النقدية التحليلية والتي هدفت إلى مقارنة الخطة الوطنية الأمريكية لتكنولوجيا التعليم بما يقابلها من خطط ومبادرات ومشاريع في سلطنة عُمان نرى أنّ هذه الخطة كانت شاملة لأهم العناصر الرئيسية للعملية التعليمية والتي يمكن تحديثها ودمج عناصر التكنولوجيا في تفعيلها للوصول إلى مخرجات تعلم رقمية فاعلة تتسم بالجودة والكفاءة العالية ومن خلال التحليل والنقد والمقارنة للمحاور الخمسة السابقة يمكن الوقوف على الوضع الراهن في سلطنة عُمان مقارنة بنظيره في الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان الهدف من ذلك هو معرفة مدى إمكانية التحوّل التكنولوجي في النظام التعليمي للسلطنة وتسليط الضوء على المبادرات والخطط والمشاريع القائمة بالفعل والتي تحتاج إلى دعم واستمرارية والخروج من دائرة المركزية إلى رحابة التخطيط والتنفيذ المحلي وفق خطة عامة وطنية تعتمدها وزارة التربية والتعليم وتسعى لتحقيقها.
لأنّه من خلال المطالعة والدراسة المتعمقة التي أحدثتها خطة الولايات المتحدة الأمريكية للتحول التكنولوجي في العملية التعليمية يتبين أنّ على الأنظمة التعليمية الراهنة الاستجابة بشكل محوري وإيجابي نحو توظيف التكنولوجيا في عملية التعليم والتدريس وتأهيل العاملين في المؤسسات التعليمية بضرورة الاستفادة الكاملة لهذه التكنولوجيا وذلك من أجل تطوير وتحسين عملية التعليم من أجل إكساب المتعلمين مهارات القرن الحادي والعشرين، فهي تستطيع أن تحدث تغييراً جذرياً في المستويات التعليمية وتنمية قدرات المتعلمين، وسننطلق خلال هذا التحليل النقدي المقارن بعرض محاور الخطة الأمريكية الفيدرالية نحو التحول لتوظيف التكنولوجيا في التعليم بمحاورها الرئيسية.
وتمت الخلاصة إلى أنّ مفهوم التخطيط الاستراتيجي للتعليم بشكلٍ عام، والتخطيط لتوظيف تكنولوجيا التعليم بشكلٍ خاص ينطوي على عملية قوامها الملاءمة بين نتائج تقييم البيئة الخارجية لمؤسسة تعليمية وبين موارد البيئة الداخلية لهذه المؤسسة، ويجب أن تكون هذه العملية قادرة على مساعدة المؤسسات التعليمية في الاستفادة من نواحي القوة وفي الحد من نقاط الضعف، وفي الاستفادة من الفرص وفي التقليل من التهديدات، وتوظيف مصادر التعلم الرقمية والمصادر التعليمية المفتوحة لإثراء الفكر المعرفي للمتعلمين بالمؤسسات التعليمية الوطنية.
حيث يسهم التخطيط لتوظيف تكنولوجيا التعليم والتعلم في تحقيق الاستثمار الأفضل للموارد المادية والبشرية، مما يؤدي إلى الاستثمار الأمثل للوقت والتنسيق بين جميع الأنشطة والمبادرات على أسس من التعاون والانسجام بين منسوبي النظام التعليمي مما يحول دون حدوث تضارب أو تعارض عند القيام بتنفيذ هذه الأعمال.
ويمكن تجويد عملية التخطيط لتوظيف تكنولوجيا التعليم من خلال وضع إطار عام لتحديد التوجهات المستقبلية للتعليم وتشجيع الجهات المشرفة على التعليم على العمل معًا والمشاركة في صياغة رؤية مشتركة وموحدة لهذا التوظيف، ووضوح الرؤية والأهداف والغايات المستقبلية لجميع المستفيدين، وفتح المجال لمشاركة قطاع عريض من فئات المجتمع المتنوعة في صياغة الاستراتيجية، و رفع درجة الوعي بأهمية التغيير ورفع الكفاءة الإدارية لإحداث التغيير المطلوب، وإعطاء الفرصة لتقويم المرحلة السابقة من خلال المسح الشامل والوقوف على نواحي القوة والضعف والتحديات التي تواجه عملية التوظيف، والتوجيه المثمر للجهود والموارد واستثمارها بشكل أفضل، و تحديد الأولويات وفق دراسة علمية منهجية، حيث يساعد ذلك في ابتكار طرق وآليات عمل جديدة تحسن من مستوى الأداء من خلال تحديد مجالات التغيير والتحديات التي تواجه التوظيف للاستفادة القصوى من تكنولوجيا التعلم والتعليم بما يحقق أعلى مستويات الجودة في التعليم بإذن الله.
Amrwow2010@gmail.com