الرؤية- فايزة الكلبانية
دعا عباس آل حميد شريك دولي في مجموعة مزارز العالمية ببلجيكا، والشريك التنفيذي لمكتب مزارز في السلطنة إلى توجيه الباحثين عن عمل إلى الانخراط في اقتصاد الخدمات المستقلة، بهدف توفير الوظائف للشباب في ظل اقتصاد المعرفة المعولم.
وأكد آل حميد- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- أن العمانيين الباحثين عن عمل يمثلون أمل الاقتصاد الوطني للخروج من الوضع الحالي، باعتبارهم القوة الضاربة التي من خلالها تدخل السلطنة اقتصاد الخدمات المستقلة العالمي "Gig economy" والذي يمثل ركناً أساسياً في اقتصاد المعرفة المعولم. وبين آل حميد أن معظم التغيُّرات الاقتصادية والسياسية والتقنية الحاصلة مؤخرا، والمسببة لكل التقلبات الاقتصادية العالمية، إنما تَصُبّ في صالح السلطنة، لما تخلقه من فرص متنوعة للنهوض باقتصادنا الوطني مستقلاً عن النفط؛ وذلك عبر الانتقال الناجح لاقتصاد المعرفة المعولم.
وقال إن من أبرز هذه التغيرات والتوجهات الجديدة التنامي المذهل لاقتصاد الخدمات المستقلة "Gig economy". وأشار إلى أنَّه وفقًا لدراسة أجرتها منصة أب ورك في عام 2018؛ فإن 56.7 مليون أمريكي (35٪ من القوة العاملة في الولايات المتحدة) يعملون لحسابهم الخاص، ويعملون بمعدل مليار ساعة عمل حرّ في الأسبوع. وأوضح أن اقتصاد الخدمات المستقلة هو بيئة اقتصادية رقمية إلكترونية تعتمد على المهام المؤقتة؛ حيث يتعاقد فيه أصحاب الأعمال مع مستأجرين مستقلين في تعاقدات قصيرة المدى، عبر المنصات الرقمية، مثل منصة أب ورك وغيرها، وبذلك يمثل اقتصاد الخدمات المستقلة فرصة مواتية للأفراد للاختيار بين الوظائف والمشاريع المؤقتة في جميع أنحاء العالم، في مقابل عوائد مالية مجزية. وأشار إلى أن الباحث عن عمل (وأي فرد عموما) يستطيع من خلال استمرارية تعامله في منصة عمل ما، تكوين سجل تاريخي جيد لأدائه عبر المنصة الرقمية، يمكّنه من إنشاء وكالة أعمال خاصة به لتقديم خدماته على مستوى العالم. لكنه لفت إلى أن اقتصاد الخدمات المستقلة يشكل تهديدًا حقيقياً كبيرًا لمؤسسات الأعمال لا سيما التقليدية منها؛ حيث إنه يخلق من الأفراد- دون حاجة منهم لأية مصروفات رأسمالية أو تشغيلية- عددا هائلاً من المنافسين الأكثر كفاءة، والأشد مرونة، والأقل كلفة. واستدرك قائلا إن نقطة الضعف الرئيسية التي تعوقنا عن الاستفادة من هذه الفرص العظيمة تتمثَّل في ضعف القوة العاملة العمانية، وهو ما يمكن التغلُّب عليها بتكلفة محدودة، وجهد معقول، بمشاركة من القطاعين الحكومي والخاص وفق خطة مدروسة يتم تنفيذها باحترافية بالغة. ودعا آل حميد إلى تطوير القوة العاملة العمانية بشكل احترافي (وليس أكاديميًّا) في المهن ذات الطلب الأكبر والأجور الأكثر عالميًّا، والمهن الأكثر انتشارًا، وذات الأهمية الاستراتيجية في مؤسَّسات القطاعين العام والخاص، وتمكينهم من الدخول في اقتصاد الخدمات المستقلة، والتعامل مع الفضاء الافتراضي، عملا وتدرباً. وبين أن تطوير القوة العاملة العمانية لا يعني قيام الحكومة بتدريب الموظفين والباحثين عن عمل، لأن هذا غير مُجْدٍ في عصر اقتصاد المعرفة، إذ إن الأهم في عصر المعرفة ليس ما يملكه الأفراد من المهارات، وإنما ما يقدرون على اكتسابه من مهارات وقدرات.
وبين أن كل ما نحتاجه للقيام بهذا الأمر بشكل مستدام على المستوى الوطني العمل على ثلاثة محاور استراتيجية؛ وهي خلق وترسيخ ثقافة الاحتراف والتطور المهني، وتكوين الحافز والدافعية في المجتمع، وأخيرًا فتح قنوات التطور والعمل المهني أمام الباحثين عن عمل، وعموم القوة العاملة العمانية، لتمكينهم من دخول اقتصاد الخدمات المستقلة العالمي، والنجاح فيه.
وأوضح آل حميد أن كسب الرزق عبر الفضاء الإلكتروني يتم من خلال عدة خطوات، في مقدمتها تسجيل الباحث عن عمل نفسه في إحدى منصات العمل الرقمية العالمية (ليس العربية أو الإقليمية)، كعامل حر، مقترحا منصة www.upwork.com ، وفي حالة عدم إجادة اللغة الإنجليزية يمكن التسجيل في إحدى المنصات العربية https://om.mostaql.com.
وقال إن ثاني الخطوات تتمثل في البحث داخل المنصة عن الخدمات التي يستطيع الفرد تقديمها من خلال المنصة كعامل حر، وينسجم مع قدراته، وتتضمن هذه المنصات أعمالاً من مختلف الخدمات ومن مختلف القطاعات وبمختلف المستويات، من أقلها درجة إلى أعلاها درجة. وأضاف مخاطبا الباحث عن عمل: "أكمل ملفك الشخصي والمهني في المنصة، وتذكر أن سلاحك الأول في استقطاب الأعمال الجيدة هو جاذبية ملفك المهني، بالمقارنة مع سعرك للساعة". كما دعا إلى البحث داخل في منصات التعليم الإلكتروني المختلفة مثل www.udamy.com أو www.coursera.org عن برنامج تدريبي يطور قدراتك المهنية في المجال الذي قررت أن تقدم خدماتك فيه.
ونصح آل حميد الشباب إلى الاستعانة بمقاطع الفيديو التي يقوم بنشرها لهذا الغرض على موقعه الإلكتروني الشخصي www.alhumaid.org، بجانب قارءة الدراسة الاستراتيجية المفصلة التي أعدتها شركتنا مزارز في هذا الصدد، والتي سيتم إصدارها قريباً، وعرضها مجاناً للمنفعة العامة على موقع www.mazars.om.
