استراحة المحارب

 

ولاء بنت جميل الزعبي

 

الإجازة الصيفية تختلف تماماً عن الإجازة الفصلية، كما تختلف النظرة لها بين كل من الطالب وولي الأمر.

وفي حين ينظر أولياء الأمور لها باعتبارها فرصة طيبة لتمكين أبنائهم، وتقويتهم ببعض المواد الدراسية التي يشعر ولي الأمر أنّ الطالب ضعيف بها، أو تُقيدهم ببرنامج معين لقضاء وقت، ينظر الطالب إلى هذه الإجازة باعتبارها استراحة المحارب، التي يلتقط فيها أنفاسه ويتفرغ قليلاً لبعض اللهو واللعب والتسلية، وبعدها سيعود لخوض معركة الدراسة.

من هذا المنطلق يجب علينا الانتباه جيداً عند الإعداد لبرنامج هذه الإجازة وإشراك الطالب في الإعداد شرط أساسي،على الأقل للتعرف على توجهاته وميوله وأولوياته، إضافة إلى مساعدته في الاعتماد على نفسه وتقوية ثقته بذاته وقدرته على اتخاذ قرارات صائبة.

كذلك فإنَّ على ولي الأمر أن يحرص على أن يضع على رأس أهداف الإجازة الفصلية، راحة الطالب وسعادته وخلق أجواء جميلة بالنسبة له كانت ممنوعة أو محروم منها في أيام الدراسة، كالسهر قليلاً بأجواء شتوية دافئة وعدم الاستيقاظ مبكراً كما اعتاد أيام الدراسة، وتبادل الزيارات التي كانت ممنوعة وقت الامتحانات وغيرها من الخيارات المُتاحة.

ولأنَّ الطالب يُريد أن يشعر بحريته وراحته في هذه الإجازة يجب أن يكون أهم من يخطط لبرنامجها، وإذا كان لابد من تطوير مهارة معينة أو تقويته في إحدى المواد الدراسية فلا نجعل ذلك في الأسبوع الأول من هذه الإجازة، وبذلك يكون الطالب أخذ كفايته من الراحة والحرية حيث إنه لم يشعر بإحداهما في أيام الدراسة. وهنا لا أقصد أن نترك الطالب دون توجيه أو إرشاد مباشر أو غير مباشر بل على العكس هذه فرصة جيدة لتوجيهه وإرشاده في كيفية استغلال وقت راحته حيث إنَّ هذا الوقت بنظره لا يدرج تحت مسمى (وقت الفراغ).

فلابد لنا من إكرام هذا الضيف الذي يأتي بعد جهد الدراسة وقلقها والتوتر الذي يصاحب الامتحانات، وكم هو ممتع أن يشارك الأب والأم هذا الوقت مع أبنائهم بنشاط رياضي معين أو بلعبة جميلة، أو وجبة تجمعهم في ليلة شتوية أو قراءة كتاب من اختيار الأبناء، كل هذا من شأنه أن يوطد العلاقة بين الطرفين فمن الأمور التي تساعد على تماسك العلاقة التواصل البصري والحسي، وقد تكون فرصة لفهم الأب والأم لأولادهما أو العكس فمن الجميل توجيه الأبناء لتنمية مواهبهم واكتشافها ولكن هناك بعض العواقب والصعوبات التى تحول دون إكرام هذا الضيف بالشكل المُرضي والإيجابي للطالب ووالديه مثلاً عدم توافق إجازة المدارس الحكومية والخاصة أو عدم توافق إجازة ولي الأمر مع الطالب وهنا يصبح الأمر محيراً للجميع وبالتالي لا يستطيع الأهل استثمار الإجازة بالطريقة المثلى من وجهة نظرهم.

تعليق عبر الفيس بوك