دُنيا غرورٌ فكن في الدون مرتفعا !!


د. ريم سليمان الخش | باريس

لملمتُ قلبك مذبوح المنى قِطَعا
للآن ينزفُ أوجاعا بها وقعا !!
//
له من الدهر وجهٌ لستُ أعرفه
لم يترك الشك في عينيه متسعا
//
تؤطرُ الحزن تقسو في تمرّدها
وتنزف الوقت لغوا عابثا بشِعا
//
يرمي بوجهي رمح الشك حمّله
أوجاع أسئلةٍ جالت به فَزِعا
//
من ذا الذي شغفا إنْ تاه يرحمه؟
من ذا يُطمئنه في قول: لن تقعا!!
//
من ذا يرمم سقف الأمن منصدعا
ويبعد الخوف والأشباح والطمعا؟
//
يكاد يكفر قد شُلت عزيمته
ويلعن العجز مبتور الرؤى هلعا
//
والله أعين من تاهت بصائرهم
والله صوتٌ يشق الروح مرتفعا
//
يافاطر الكون من إلاك يرحمه
ويغفر الذنب إنْ من غيّه رجعا ؟!
//
إلاه قربك فاصعد في معارجه
أن ليس يخسر قلبٌ جاءه ورعا
//
إلاه نورك نور الكون أجمعه
يُسيّرُ النجم سبّوحا له سطعا
//
الله أهلُك إنْ آنسته اتقدت
فيك المجرة كشفا منه ملتمعا
//
الله غوثك من فوضى تعاقرها
تبعثر الوقت مهزوم الرؤى جزعا
//
لاخيرَ في الوقت إنْ أنفقته قلقا
تُغلّقُ الأفق عن ومضٍ به لمعا
//
لا كُنهَ للكون إنْ أغفلتَ وجهته
كلٌّ يُسبّحُ وجه الله فيه سعى!
//
الروح ماالروح : شباكٌ بروضته
عينٌ إلى اللاوراء الرحب فيضُ دُعا..
//
ماأتعسَ النفس إنْ في غيّها انصرفت
عن وصل فاطرها القُدوس فانقطعا!!
//
يُسوّلُ الكبْرُ للأحياء ذات أذى
أنّ الوجودَ همُ لاشيءَ قد مُنعِا !!
//
يصاحب التيه لا يألوه عربدةً
ومركبُ القلب يقفو الشك منصدعا
//
تُعيقه الريح عن تقويم خطوته
ويمنع الرملُ ابصارا وإنْ هرعا !!
//
للآن ينزف في خوفٍ ومن تعبٍ
الآن يفتحُ شبّاك الأنا هلعا
//
قد عاقر الوهم في عشواء خطوته
قانون صدفته ياريح قد خدعا
//
صفرٌ هو الحلّ إنْ شكلّت ذَرته !!
فكيف تُبدعُ هذا الكون مجتمعا ؟!!
//
سبحانك الله ربّ العرش مبدعنا
العقلُ يسجدُ تسبيحا له خشعا
//
فالجأ لربّك تسلمْ من توجّعها
دُنيا غرورٌ فكن في الدون مرتفعا !!

 

تعليق عبر الفيس بوك