قراءات في "القصيدة الشعبية الحديثة" ضمن فعاليات مهرجان الشعر العماني بمسندم

...
...
...
...

خصب - الرؤية

تواصلت فعاليات وليالي مهرجان الشعر العماني في دورته الحادية عشرة، في ولاية خصب بمحافظة مسندم، حيث افتتحت صباح أمس الجلسات القرائية في الشعراء المكرمين في الدورة الشعرية الحالية، تحت رعاية سعادة تحت رعاية سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية.

وفي الجلسة التي أدارها محمد بن أحمد الشحي، قدم المعتصم بن خالد الخروضي قراءة في تجربة الشيخ سليمان الخروصي، وأشار إلى نسب ونشأة الشيخ الأديب المؤرخ سليمان بن خلف بن محمد بن نصير بن خلفان بن محمد بن خلف بن محمد بن مبارك الخروصي، حيث نشأ في ولاية نخل في بيئة علم، حيث كان مجلس جدِّه محمد بن نصير ملتقى لكبار العلماء والأعيان والأدباء كالإمام محمد بن عبدالله الخليلي والشيخ ناصر بن راشد الخروصي، والشيخ خلفان بن جميل السيابي، كما تطرق الخروصي إلى العوامل المؤثرة في تكوين شخصيته والمتمثلة في أمرين اثنين: المكان والشخوص وهما المكونان الأساسيان للبيئة التي استقى منهما معارفه وتأثرت بهما شخصيته.

كما عرج الباحث المعتصم الخروصي إلى أبرز الوظائف والأعمال التي تقلدها الشيخ الخروصي في حياته العملية، فقد بدأ كاتبا شرعيا في المحاكم، بما في ذلك كاتبا شرعيا ومنسقا قضائيا بين نظارة الداخلية برئاسة السيد أحمد بن إبراهيم البوسعيدي ومحكمة القضاء الشرعي بمسقط عام 1388هـ، كما أوكل صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد وزير الإعلام والثقافة - آنذاك- مهمة جمع المخطوطات العمانية ومقتنيات التراث العماني إليه، فعين مديرا للتراث عام 1973م فكانت محتويات ومقتنيات المتحف الوطني العماني، أول متحف عماني في العصر الزاهر، تحت إشرافه. إضافة إلى وظائف أخرى لاحقة في حياته العملية. ووصفه الباحث المعتصم الخروصي ضمن تأثيره في المشهد العلمي والأدبي والتأريخي، بإنّه يُعدُّ المترجَم له من أوائل من تناول الكتابة في الجانب التاريخي والأدبي في الصحافة العمانية لا سيّما في جانب التراجم للعلماء والأدباء والأئمة والسلاطين المتقدمين منهم والمتأخرين.

أمّا الشاعر طاهر العميري فقدم ورقة حملت عنوان "تمظهرات الوجود الإنساني في القصيدة الشعبية الحديثة" (حمد الخروصي نموذجا)، وفي هذه الورقة أشار العميري إلى أنّ القصيدة الشعبية الحديثة لا تستطيع أن تكون في منأى عن الهم الإنساني ملامسة وترجمة ومشاركة، فالتحولات الأخيرة التي تمر بها تستوجب أن تنيط بها مهمة ملامسة الشعور الإنساني، ذلك الشعور القادم من عمق المعاناة الإنسانية والبشرية والذي تشكل الكتابة الشعرية والأدبية جزءاً من ترجماته. فالخروصي يكتب قصيدة جديدة تستحضر الهمّ الإنساني بكامل تنويعاته وتتناوله تناولا شعريا، هذا التناول الذي يحاول من خلاله أن يوصّف الحالة الواقعية والجمالية للكائن البشري من خلال لغة ذاتية تارة وجمعية في تارة أخرى، وأوضح العميري أنّ في تجربة حمد الخروصي يبرز الجانب الإنساني كأحد الثيمات المهمة التي تصف تجربته الشعرية، ونكاد نلحظ انغماسه الشديد وبالذات في قصائده الأخيرة التي التزمت المنحى الإنساني الصرف، إذ تماست تماسا مباشرا وانحازت للإنسان محاولة إبراز جانبه المأساوي نحو الحياة.

كما قدم الشاعر عبدالرزاق الربيعي ورقة في تجربة السيدة تركية بنت سيف البوسعيدية الأدبية والشعرية واستعرض مسيرة الشاعرة، فقال "إنّ حضور الشاعرة تركيّة البوسعيديّة، في ثنايا مهرجان الشعر العماني كشاعرة مكرمة، هو بحد ذاته تكريم لشخصيّة ثقافيّة من جيل حفر في الصخر، فلقد  كتبت الشعر، والمقال، وساهمت في الحراك الثقافي، في مرحلة مبكّرة، وهذا الحضور انتبه إليه عدد من المهتمّين العرب، ومنذ أن أصدرت ديوانها الأوّل "أنا امرأة استثنائية" عام 1995م، وهو الديوان الذي تُرجم إلى اللغتين الإنجليزية، والمجرية، وهذا من النادر أن يحدث عند صدور الديوان الأوّل لأيّ شاعر، وكان ذلك الديوان إعلان عن ولادة شاعرة تميّزت عبارتها بالسهل الممتنع، فلا نجد بلاغة عالية، فهي أقرب ما تكون للخواطر، وغالبا ما تأتي مشحونة بالعاطفة الجياشة.

وأوضح الربيعي أنّ الشاعرة البوسعيدية تأنّت طويلا قبل أن ديوانها الثاني، (جنائن الروح) عام 2001م وجاء أكثر نضجا، وأعقبته بـ(سوار الحب) عام 2006، وديوان ( للعسجد أنثى) عام 2009، و(مرافئ).

كما قدم الشاعر حمود بن سليمان الحجري قراءة في تجربة أحمد بن مسلط السعدي وقال: لا يأتي على ذكر القصيدة الشعبية العمانية وحيثياتها إلا ونجد الشاعر أحمد مسلّط في صدارة الأسماء التي يستشهد بها للدلالة على ما وصلت إليه هذه القصيدة من قيمة فنية عالية، وما لها من بصمة مهمة في خارطة الشعر الشعبي في منطقة الخليج العربي، فهو يعد أحد أفضل الشعراء على الساحة في السلطنة وهذا ما تؤكده مشاركاته الايجابية دائما في الكثير من المحافل والمسابقات.

وفي المساء بدأت القراءات للشعراء الضيوف والمشاركين في المهرجان من داخل السلطنة وخارجها بما في ذلك الشعر الفصيح والشعبي، كما قدمت القراءات الشعرية في الشعر الفصيح والشعبي للمشاركين والمتأهلة قصائدهم للمهرجان.

تعليق عبر الفيس بوك