"المؤتمر الدولي الأول" يناقش تحديات الواقع وآفاق المستقبل

سماحة المفتي: جانب من واقع الأمة يدعو إلى الأسى.. والعلوم الشرعية حلقة الوصل بين الإنسان والخالق

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

مسقط - العمانية

بدأتْ، اليوم، أعمال المؤتمر الدولي الأول "العلوم الشرعية.. تحديات الواقع وآفاق المستقبل"، والذي يسعى لتشخيص جوانب القوة والضعف في هذه العلوم: تدريسًا، وبحثًا، وتدارس أدوار المؤسسات الحديثة المعنية بها وتطويرها، ويستمر ثلاثة أيام بفندق جراند ميلينيوم مسقط.

رعى افتتاح أعمال المؤتمر سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة، وأكد سماحته -في كلمة له- على أهمية إقامة هذا المؤتمر الذي شارك فيه رجال العلم ليتدارسوا العلوم الشرعية التي تشغل بال المسلمين وتحديات الواقع وآفاق المستقبل. وقال سماحته: إنَّ العلوم الشرعية تعد من أهم العلوم، بسبب أنها تصل الإنسان بخالقه، وتربط بين الأسرة وتربي المجتمع والأمة، وبين الفرد والإنسانية، مشيرا إلى أنَّه علينا أن ننظر بين الحاضر والماضي، وإلى الخارج، وفيما بينهم.

وأضاف أنه علينا أن ننظر في واقع الأمة اليوم، مبينا أن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- كان يعلم أصحابه عشر آيات من القرآن الكريم لا يُراجعون غيرها، إلا بعد أن يتقنوا ما فيها من علم وعمل؛ فقد كان التطبيق في جانب التنظير؛ قائلا: "إذا عدنا إلى ما نشاهده من واقع هذه الأمة، وجدنا ما يدعو إلى الأسى، ووجدنا كثيرا من الأمور التي أبعدت الأمة عما كانت عليه". ودعا سماحة الشيخ المفتي العام للسلطنة الأمة إلى النظر في مناهجها الدراسية من مرحلة الروضة حتى الدراسات الأخرى، وإن عليها أن تعيد النظر لتبني تربيتها وفق الأسس القويمة التي جاء بها القرآن الكريم والرسول -صلى الله عليه وسلم- مؤكدا أنه على رجال العلم والفكر أن يُعطوا هذه القضية أهميتها، وأن يعتنوا بمنهج السلف الصالح في الاهتمام بالتزكية والتربية الصحيحة؛ بحيث يكون التعليم ليس مجرد تنظير، وإنما هو تطبيق لما يتعلمه الناس.

وصرَّح فضيلة الشيخ كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة، بأنَّ هذا المؤتمر يقدم نموذجا لما يتطلع ويتعلق بالعلوم الشرعية؛ سواء من حيث المؤسسات التي تعنى بالتعليم الشرعي أو المجامع ودور الإفتاء، وكل المؤسسات التي لها علاقة بالعلوم الشرعية. وأضاف: إنَّ السلطنة لها تجربة رائدة تاريخية ومعاصرة يُمكن أن يُستفاد منها، مشيرا إلى أنَّنا بحاجة لنستمع إلى المشاركين في المؤتمر من خلال البحوث، وآخر من تمَّ التوصل إليه للاستفادة منه، إضافة إلى أنه سيتم تقديم تجربة السلطنة التي تقوم على احترام المذاهب الإسلامية وأئمة الإسلام والانتفاع من تراثهم الذي تركوه في مختلف مناحي العلوم الشرعية. وأوضح فضيلته أن هناك الكثير من القضايا التي في تراثنا ما يفيد وينفع، وفي تجربتنا العمانية ما يمكن أن يضيف لما نتطلع إليه، مؤكدا أن المؤتمر هو اللبنة الأولى التي تَسعى كلية العلوم الشرعية إلى أن يكون الانطلاقة، لفتح آفاق لطلاب العلوم الشرعية والاطلاع على القضايا المعاصرة، وكيفية البحث على المجامع الفقهية، وأفراد العلماء، وكيف يصورون هذه المسائل، ويرجعون إليها، والاستفادة من إفرازات العصر، ووجوه العلم والمعرفة؛ للاستفادة منها وتصور المسائل تصورًا صحيحًا، وهو يضع المنهج الذي يحتاج إليه طلاب العلوم الشرعية في واقعنا المعاصر في كلِّ ما فيه من معطيات وإنتاج علمي ومعرفي وثقافي.

وقال الدكتور عبدالله بن مسلم الهاشمي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، في كلمة له: إنَّ المؤتمر يسلط الضوء على جوانب من واقع العلوم الشرعية، ويستشرفوا مستقبلها، ويلفتوا النظر إلى آفاقه الرحبة، وسبله الواسعة، مشيرا إلى أنه سيتم تقديم اثنتين وسبعين ورقة عمل، يُقدمها باحثون مختصون من داخل السلطنة وخارجها، وأضاف: إن علوم الشريعة اليوم تواجه تحديات متنوعة يفرضها الواقع ينبغي الوقوف عليها؛ تتمثل في: مناهج البحث، ومسالك بناء المعرفة، ومداخل المراجعة والتطوير، وطرائق التعليم والتحصيل، وأساليب القياس والتقويم، وأسس ترتيب مفردات محتوياتها وتنظيمها وتسلسلها، وانتقاء المناسب منها.

وأشار إلى أن المؤتمر يحاضر فيه عدد من أصحاب الفضيلة القضاة، والأكاديميين، وأمناء الفتوى، وكُتَّاب العدل، ومشرفي التربية الإسلامية ومعلميها، والباحثين في الشؤون الإسلامية، والوعاظ والأئمة والخطباء، والباحثين في العلوم الشرعية، وطلاب هذا العلم وطالباته.

ويشتملُ المؤتمر على عِدَّة محاور؛ منها: دور مجامع الفقه في تطوير العلوم الشرعية، ودور العلماء العُمانيين في خدمة العلوم الشرعية، ودور المؤسسات التعليمية في تطوير العلوم الشرعية، وتعليم العلوم الشرعية: المناهج والطرائق والتقنيات الحديثة ودورها في تطوير العلوم الشرعية، إضافة لـ"علاقات التكامل والتداخل بين العلوم الشرعية وبينها وبين العلوم الأخرى".

ويُصاحب المؤتمر، في اليوم الأول، عقد عدة جلسات؛ تتضمن العديد من أوراق العمل؛ بعنوان "دور العلوم الشرعية في البناء الحضاري للأمة والدين والدنيا"، "مقاصد الشريعة وحدود ونصوص الكتاب والسنة"، و"دور الزمان والمكان في الاجتهاد المعاصر وطرق تدريس الفقه.. إشكايات وحلول"، و"تطوير مناهج تعليم العلوم الشرعية: الضرورة والإجراء"، و"مناهج مادة التفسير بالتعليم الجامعي.. دراسة نقدية ورؤية تأصيلية (من تاريخ العلم إلى علمية التاريخ)"، و"دور تدريس اللغة العربية في فهم العلوم الشرعية وترسيخ الإيمان في نفوس الناشئة.

تعليق عبر الفيس بوك