الرؤية - وليد الخفيف

عندما راهن الألماني يورجن كلوب مدرب ليفربول على قدرة الفرعون المصري محمد صلاح، على التعافي التهديفي مجددًا، لم تكن مقامرة منه أو واحدة من جولات الرهان المعروفة في الدوريات الأوروبية، بل كانت قناعة راسخة في نفسه، وهو ما تحقق على أرض الواقع عندما واجه ليفربول منافسه بورنموث.

كلوب الذي ظهر على الخط محبا لصلاح، أكد ضرورة أن يتعلم اللاعب والنادي كيفية التعامل مع التوقعات العالية، فالمدرب المعروف بقدرته على استنفار جهود لاعبيه انطلاقا من علاقته الوطيدة بهم، برع في تهيئتهم نفسيا، ولذا كانت النتيجة المباشرة استمرار صلاح مع الريدز لموسم جديد، رافضا التفكير في العروض المغرية التي طرقت أبواب قلعة الريدز طلبا في ود فخر العرب، بعد إحراز 44 هدفا مع ناديه في كل المسابقات في موسمه الأول بقميص النادي الإنجليزي. وسجل المهاجم المصري ثلاثية من أربعة أهداف نظيفة فاز بها فريقه على بورنموث في الجولة الأخيرة من الدوري الإنجليزي الممتاز، ليقفز بليفربول إلى صدارة الترتيب.

وصلاح- الذي تأثر بالإصابة التي لحقت به في نهائي دوري أبطال أوروبا النسخة الماضية- استهل الموسم الحالي مع فريقه بمستوى متوسط وظهرت علامات الغضب عليه في الجولات الأخيرة، لكن مدربه أبدى ثقة كبيرة في قدرته ابن الستة وعشرين ربيعا على عودته إلى ممارسة هوايته المفضلة في هز الشباك مشددا أنّ صلاح لم يفقد حسه التهديفي فهو لا يحب أن يعود إلى بيته دون معانقة الشباك. وقال كلوب في تصريحات إعلامية "مهتم باللحظة الحالية.. لكني لم أصدر حكما قاطعا أبدا، لأنّ اللحظة هي جزء صغير مما نفعله جميعا، لذا لم أشعر بالقلق ولو لثانية واحدة في قدرة صلاح على التهديف". وأضاف "لو سجلت 10 أهداف في أول 5 مباريات، سيقول الجميع سيتكرر الأمر مجددا لكن لو سجلت 39 (في موسم واحد) سيقول البعض نعم لكنّه لم يسجل 41". وتابع "صلاح يبذل قصارى جهده لتكرار إنجاز الموسم الماضي وليفربول فخور بصلاح". ورفع صلاح رصيده إلى 10 أهداف في الدوري هذا الموسم، كما أنّه أصبح أسرع لاعب في تاريخ ليفربول يسجل 40 هدفا في المسابقة، بعدما حقق ذلك في 52 مباراة.

ويخوض ليفربول اليوم الثلاثاء مباراة مرتقبة عندما يستضيف نابولي في مباراة لا تقبل بأنصاف الحلول، فلا بديل سوى الفوز من أجل عبور دور المجموعات لبطولة دوري أبطال أوروبا. ويحتاج ليفربول - الذي خسر أمام ريال مدريد في نهائي الموسم الماضي، إلى الفوز 1-صفر أو بفارق هدفين لضمان الظهور في دور 16. وتجمع صلاح بزملائه علاقات قوية عززت من فرص نجاحه مع ليفربول، حيث رفض استلام جائزة أفضل لاعب عقب المباراة الأخيرة التي سجل بها هاتريك في شباك بورنموث مانحًا إيّاها لزميله ميلنر – 32 سنة - الذي يشارك في المباراة رقم 500 في الدوري الإنجليزي.

وامتدح صلاح زميله ميلنر في حديث تلفزيوني قائلا: "إنّها مسيرة مذهلة. يجب أن أوجه إليه التهنئة. أنت تستحق هذه الجائزة". واحتفاظ صلاح بكرة المباراة بعد تسجيله الثلاثية الثانية له مع ليفربول، مبديا إعجابه بالهدف الثالث الذي راوغ فيه الحارس، فالهدوء منح صلاح مهارة إحراز هدف وصف بالرائع. وقال صلاح "طموحاتي كبيرة للغاية.. أعلم أنّ الجميع يضع آمالا كبيرة عليّ لكن الأهم بالنسبة لنا الفوز في كل مباراة وصدارة البطولة، وبالنسبة لميلنر كان يوما استثنائيا بعد 16 عامًا من الخبرة في الدوري الممتاز. إنّها طريقة مثالة للاحتفال بالمباراة رقم 500".

ويتصدر صلاح مسابقة هدافي الدوري الإنجليزي برصيد 10 أهداف ليصبح متساويًا مع بير أوباميانج مهاجم آرسنال.