الطريق للثقة بالنفس

رشا أبوبكر

سُئل نابليون: كيف استطعت أن تولد الثقة في نفوس أفراد جيشك؟ فأجاب: كنت أرد على ثلاث بثلاث! من قال لا أقدر قلت له حاول؛ من قال لا أعرف قلت له تعلم؛ من قال مستحيل قلت له جرب.

 تُعدّ الثقة بالنفس من أهمّ السمات الشخصيّة التي تُحدّد حياة الفرد وتوافقه مع ذاته ومع مجتمعه، بالإضافة إلى أنّها تعني تَقبُّل القُدرات التي منحها الله للفَرد والرضا بها، والتكيُّف معها، والقدرة على مُواجهة الظّروف اليوميّة بفاعليه أكثر؛ فالثقة بالنّفس تُضيف للفرد إحساساً بالاعتزاز والافتخار بمهاراته وكفاءاته.

 الثقة بالنفس هي نوعٌ من الأمان الداخلي المُمَنهج والمَدروس يَعتمد على ثقة الفرد باستِعداداته وإمكاناته ومَهاراته، ومدى تَمكُّنه من تنفيذ أهدافه وثقته الذاتيّة بإمكانية تحقيقها، وبالتالي تَحقيق التوافق النفسي والاجتماعي، والإحساس بعلو قيمته بين الآخرين فيتصرف بثقة دون خوف من ردود أفعال الآخرين، وتظهر هذه الثقة في كل تحركاته وكلماته وتصرفاته، بحيث تُعبّر عن الرضا والتقبل الذاتي والمجتمعي للفرد وإدراك الآخرين لقُدراته وكفاءاته. إن أساس الثقة بالنفس هو احترامك لذاتك فكلما كان احترامك لذاتك أكبر كلما كانت ثقتك بنفسك أكثر.

 إنَّ معرفة قدر نفسك والإيمان بها تعطيك فوائد كثيرة تعينك على الحياة الناجحة منها أنها تجعلك مدركاً تماماً لإمكاناتك وقدراتك، توضح لك هدفك، تعطيك الاستعداد لأن تتخذ قدوة وأن تختار النموذج المناسب لك في الحياة، تنتشلك من براثن العجز والسلبية والهزيمة النفسية، تعطيك شعور الرضا عن الذات وتمكنك من تطوير ذاتك، تساعدك في إقناع الآخرين والتأثير عليهم، تساعدك في عرض أفكارك وتنقذك من المواقف المحرجة، القدرة على اتخاذ قرارات مهمة وحاسمة بسرعة وبكفاءة عالية، التحرر من مشاعر الذنب غير المعقولة وتأنيب الضمير وتعطيك شعوراً بالقوة والسعادة.

 أما أسباب عدم الثقة بالنفس فترجع إلى الإحباط المتكرر، عدم الإحساس بالأمان، الفشل في الوصول إلى ما تصبو إليه، الانتقاد الموجه للشخص وليس للفعل، الخوف من التعرض للانتقاد أو الاستهزاء، الشعور الدائم بالضعف وعدم القدرة على إتقان العمل، الشعور بالرقابة الدائمة على أدق التفاصيل، التركيز على مواطن الضعف في الشخصية، تكرار بعض الكلمات ذات التأثير السلبي (مثل أنا إنسان فاشل)، اعتداء الآخرين والتعرّض للإهانات والمسبات.

 ومن هنا فإنَّ الثقة بالنفس هي مصدر الطاقة بالحياة، فكيف تعزز الثقة بنفسك؟ الإجابة تكمن ببعض الخُطوات المُساعدة في كيفيّة تقوية الثقة بالنفس والمُحافظة عليها؛ حب وتقدير الذات بجميع تفاصيلها، الثقة فيما تملك ما دمت بالفعل تملكه، عزز معرفتك وخبراتك في موضوع معين دون تردد من النتائج، تجنب الأشخاص كثيري الشكوى والتذمر وعديمي التفاؤل، القدرة على اتخاذ القرار، دع الخوف والقلق، تجنب دائماً مقارنة نفسك بالآخرين، حاور نفسك بصراحة، عدم الانشغال بالطرف الآخر، احرص على تغذية الجانب الروحي، وسّع دائرة الاهتمام (مثل الأنشطة التطوعية)، تعويد النفس والذات على التفكير الإيجابي، الاهتمام بالمظهر الخارجي وتحسينه وتصرف كما لو كنت سعيداً.
تذكر أنك ناجح وذو قيمة عظيمة، تنظر إلى الفشل على أنه خطوة في طريق النجاح، تأخذ العبر من الماضي وتركز على المستقبل، تَعرف قدراتك وتوجهاتك ورغباتك الذاتية، ترسم أهدافك وتخطط لمستقبلك، تسعى دائماً إلى التميز، تعرف كيف ومتى تصنع القرار؛ وأخيراً فالثقة هي نتاج أفكارك الإيجابية وإنجازاتك الناجحة في حياتك.

ماجستير صحة نفسية وعقلية

 

 

تعليق عبر الفيس بوك