كل عام وأنتِ بخير يا دار زايد

 

  علي بن سالم كفيتان

 

الإمارات العربية المتحدة دولة انتهجت الخيار العصري والتعامل المنطقي مع العالم منذ توقيع اتفاقية الاتحاد بين إماراتها السبع في الثاني من ديسمبر عام 1971 وقطعت أشواطا كبيرة في مسيرة التقدم والتطوير التي طالت الأرض والإنسان فلا ينكر أحد النقلات الهائلة التي حدثت في الإمارات خلال الـ47 عاما الماضية ولا يحتاج الأمر للإقناع والشرح المطول لتبيان ما تم إنجازه في إمارات الخير فليس على الشخص سوى القدوم لأرض زايد ويمعن ناظريه فيما حوله ومهما اختلفت السياسات والتوجهات تظل الإنجازات خير شاهد على أرض الواقع.

في عيد هذا العام تحتفل الإمارات العربية المتحدة بمئوية مؤسسها المغفور له بإذن الله تعالي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله الرجل الذي روى هذه الأرض بفكره الوقاد وهمته العالية، واستطاع أن يحولها لنقطة جذب عالمية عبر دبلوماسية البدوي الذي أذهل العالم بصبره، فهو الذي جلدته الصحراء كثيراً بلهيبها الحارق وأفرحته أحيانا قليلة عندما تمطر السماء وهو الذي خبر دروب الرمال الغامضة ومضارب القبائل فكانت له الحظوة أينما حل أبو خليفة رحمه الله فأسس دولته على الإخاء والمودة وحسن الجوار ومد يده للقاصي والداني ولم يتوارَ يوما عن دعم القضايا العربية والإسلامية دون شك أو مواربة.

من دروس دبلوماسية الصحراء التي انتهجها الشيخ زايد رحمه الله نتعلم الكثير من الدروس والعبر فبالرغم من كونه رجلا بدويا وزعيما قبليا إلا أنه استطاع المرور فوق الأنانية التي يفرزها الجنوح العشائري لحب الذات وسلطان الواحد مهما كانت النتائج فتخطي أبو خليفة هذا الحاجز وبسط رداءه لجميع إخوانه في الإمارات الأخرى ليجلسوا معا على بساط واحد يعلم كل واحد منهم مكانته ومقامه العالي عند الآخر ولذلك تنازل الجميع عن حب الأنا واتجهوا إلى أبعد من ذلك بكثير فأسسوا دولة لم يفصلوها على أنفسهم بل وسعوها لتشمل كل ذوي الحاجات فأصبحت الإمارات العربية المتحدة هي الوجهة المفضلة للجميع ممن يبحثون عن كسب الرزق أو حتى الراغبين بالإقامة والعيش الهاني.

استطاع الشيخ زايد رحمه الله أن يحتوي كل الخلافات وأن يسمو فوق الجميع بنظرته الثاقبة وعقله الراجح فكان أبو خليفة ذلك العربي الأصيل ذو القامة المنتصبة والمشية الواثقة والوجه السمح الرحيم وبالرغم من مرور المنطقة بكثير من الأحداث الجسام في عهده ظل أبو خليفة يقرأ الأحداث جيداً ويراهن بكل ثبات على الخيارات الصائبة مستلهما ذلك من صبره الذي لا ينفد على حر الصحراء ولهيبها الحارق ومتأملاً سقوط الغيث بعد الجدب فلحظات إزهار الرمال ولو لفترة وجيزة تمسح كل شعور بالقحط ولذلك كان الشيخ زايد رحمه الله يؤمن بأن الغد سيكون أفضل له ولشعبه ولكل من حل على أرض الإمارات.

نحن في عمان قابوس لن ترهقنا منصات التواصل الاجتماعي وما يجري على ساحتها من بث لسموم الفرقة بين الأشقاء والأصدقاء وستظل الإمارات العربية المتحدة هي وجهتنا الأولى والمفضلة لأنّ الشيخ زايد أرادها لنا كما أرادها لشعبه وستظل كذلك في عهد أبنائه وبقية حكام الإمارات الكرام فلن ترهقنا الدروب إليك يا أرض زايد الخير وسنظل الوفيين لكم يا أهل الإمارات فوصية زايد محفوظة عند قابوس وشعب عمان كله وصي عليها بإذن الله تعالى.

وفي الختام نرفع أصدق التهاني والتبريكات للقيادة والشعب الإماراتي الشقيق بمناسبة العيد الوطني 47 لدولة الإمارات العربية المتحدة، متمنين لهذا البلد الأصيل وشعبه الطيب كل التقدم والرفاه ولقيادته التوفيق للم الشمل وإرساء الاستقرار في المنطقة.

وكل عام وأنتِ بخير يا دار زايد..