رسالتي

 

د. طه ظهران *

* باحث ومحاضر قانوني ومحكِّم دولي

 

لا معنى لحياة الإنسان في هذه الدنيا، ولا قيمة لوجوده، إلا بوجود رسالة نافعة يُؤمن بها، ويعيش من أجلها، ويسعى لتحقيقها، ويكابد من أجل الوصول إليها.

رسالة بنّاءة نافعة، يُحيى بها نفسه، ويسعد بها غيره، ويبني بها مجتمعه.. إنَّها رسالة الإحياء والإعمار في شتى مجالات البناء والنماء والخير (ومَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً).

ولقد طالعت كثيراً وأمعنت البحث في مجالات الإحياء والإعمار التي تناسب تخصصي وقدراتي. فلم أجد أعظم من ترسيخ قيمة العدل والقسط بين الناس، ورد المظالم وإظهار الحق والدفاع عنه. ومن هنا، كان انطلاقي نحو العمل بمجال المحاماة والبحث القانوني والتحكيم القضائى، وكانت رسالتي الأولى هي نشر الوعي القانوني لكل فئات المجتمع من المتخصصين في القانون أو من غيرهم (وَلِكُلٍ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلّيِهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ).

ولما وفَّقني الله للإقامة في هذا البلد الطيب (سلطنة عمان)، وشرفتُ بممارسة المحاماة من خلال مكتب سعيد أحمد المعشني. شعُرت بثقل الأمانة والعرفان بالجميل لهذا المجتمع؛ فلم أجد منهم إلا عراقة الأصل، ورُقي الأخلاق، وطيب اللسان. ومن ثمَّ كانت رسالة المكتب الأولى هي نشر الوعي والثقافة القانونية وتقديم المشورة القانونية لكل من يطلبها؛ إيماناً منا بأنَّ الوقاية خير من العلاج.

وها هي تلك المساحة من جريدة "الرؤية" تُتيح لنا فرصة طيبة لنشر تلك الرسالة، وتقديم خدمة الرد على استشاراتكم وتساؤلاتكم في شتى فروع القانون والمنازعات القضائية، مع الاحتفاظ بالخُصوصية والسرية التامة، فسوف نجيب عن كل استشارة دون التعرُّض لاسم صاحبها ولا صفته؛ شخصاً كان أو شركة أو مؤسسة.

ولا يفُوتني هنا أنْ أشكر كل من أسهم في إتاحة تلك الفرصة من الأخوة الأفاضل في إدارة التحرير لتلك الجريدة، وأسأل الله أن يجعل هذا الجهد المتواضع في ميزان حسناتهم وحسناتنا جميعاً.

وفي الختام، لا يسعني إلا أن أتشرف بتقديم خالص وأرق التهاني بالعيد الوطني الجليل لهذا الشعب العريق، وقائده المفدى جلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله ورعاه.

تعليق عبر الفيس بوك