جلالة السلطان.. رؤية شمولية لبناء عمان

 

قطر وعمان.. علاقات سقفها السماء

جابر الحرمي **

** إعلامي قطري

 

.. وهي تحتفل بالذكرى 48 لعيدها الوطني، يحق لسلطنة عمان الشقيقة أن تزهو بما أرسته في مسيرتها الظافرة من مبادئ وقيم للأمن والاستقرار والتعايش السلمي، وهي تتأكد يوما بعد آخر، بأن سياسة السلطنة حملت رؤية استشرافية، وأفقا بعيدا لمنطقة طالما بحثت عن الأمن والاستقرار لشعوبها.

يتحدث الكثيرون عند كل ذكرى ليوم وطني عن إنجازات "مادية" حققها الوطن، وهذا أمر جيد، ولا خلاف على المضي قدما نحو تحقيقه، لكن الأهم من ذلك، البناء الإنساني وفق مبادئ وقيم أخلاقية، وأن تجمع بين الإثنين: نهضة عمرانية، وتطور في المؤشرات الدولية، وفي الوقت نفسه الاستثمار في الثروة البشرية للوطن؛ فهذا قليل من الدول في عالمنا يعمد الى ذلك، وسلطنة عمان الشقيقة هي من أوائل ما جمعت بين الإثنين. استثمرت بالإنسان كونه يمثل ثروة حقيقية يعوّل عليها في بناء الوطن؛ وفي مسار متوازن لم تغفل المضي نحو النهوض بالمجتمع في كافة قطاعاته، واستطاعت أن توازي بين الجانبين، وإن كان الإنسان تصدّر أولويات قيادتها الكريمة، لإيمان أنّ الإنسان هو الذي يبني الأوطان، ويصنع المستقبل.

منذ فجر النهضة المباركة في 1970 بقيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم كانت الخطى تتسارع نحو بناء منظومة متكاملة في وطن يحمل تاريخا وحضارة ممتدة وضاربة جذورها في عمق التاريخ.

حملت رؤية جلالة السلطان لبناء عمان شمولية في مختلف النواحي، ترتكز على قواعد متينة من الدين والقيم والأخلاق.. يساندها إخلاص وصدق وإتقان في العمل، والسير نحو بناء منظومة متكاملة تعمل سويا، جنبا الى جنب، للنهوض بعمان الحديثة، تحت راية قائدها وباني نهضتها السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- ومتعه بالصحة والعافية.

سلطنة عمان برؤية قائدها، أسست منذ انطلاقتها سياسة مستقلة، تنأى بنفسها عن التدخل بشؤون الدول الأخرى، أو الإضرار بالشعوب، تعمل على دعم الامن والاستقرار والسلام.. ليس فقط بالمنطقة، إنما على مستوى العالم، لذلك لم يأت إطلاق اسم قابوس السلام.. وعمان السلام، عليها جزافا، إنّما لأنّها تترجم ذلك عبر مساعٍ حميدة، تحمل السلام للمنطقة وشعوبها، والعيش بأمن واستقرار، بعيدا عن الحروب والتدخلات بشؤون الدول الأخرى، والتي كلفت المنطقة وشعوبها الشيء الكثير، من الأرواح والدماء والثروات والإمكانات.. بسبب مغامرات عبثية، لم تخلّف الا الدمار والخراب للمنطقة وشعوبها.

لقد استطاعت سلطنة عمان وبرؤية سديدة، أن تكون صمام أمان، أن تنقذ المنطقة من حروب كارثية، ولو لا الله ثم الدور الحكيم والمساعي الحميدة لعصفت بالمنطقة حروب مدمرة أكثر مما هي تعاني اليوم.

ولا غرابة أن تحتل السلطنة المركز الرابع عالميا في تصنيف الأمن والاستقرار.

إننا في قطر ننظر بفخر واعتزاز، إلى كل إنجاز تحققه السلطنة، ونعتبر ذلك إنجازا لنا، ونثمّن عاليا مواقف جلالة السلطان قابوس - حفظه الله ورعاه- والسلطنة حيال دعم واستقرار المنطقة، ودعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي، والحرص على اللُحمة بين الشعوب الخليجية وتعضيدها.

إنّ العلاقات الأخوية الثنائية التي تجمع بين دولة قطر وسلطنة عمان على المستوى الرسمي والشعبي لهي مثال يحتذى في التكامل والتعاون في مختلف المجالات، وينطبق عليهما المثل:

"إذا بكت العين مسحت دمعتها اليد، وإذا تألمت اليد بكت من أجلها العين".

هذه العلاقات الأخوية التي تربط شعبي البلدين يرعاها قائدا البلدين الشقيقين جلالة السلطان قابوس بن سعيد وأخيه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، متجذرة في التاريخ، وتزداد رسوخا ومتانة مع إشراقة شمس كل يوم، وتترجم عبر مشاريع تنموية وتكاملية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، وهذه العلاقات أكبر من أي اتفاقيات أو بروتوكولات رسمية توقع بين البلدين الشقيقين، علاقات سقفها السماء، أسسها الآباء والأجداد، ويستكمل مسيرتها الأبناء، ويرعاها قائدا البلدين الشقيقين.

إنّ قطر وشعبها لا ينسون أبدًا المواقف العظيمة للسلطان قابوس حفظه الله ورعاه ولسلطنة عمان الشقيقة وشعبها الكريم.

وإننا بمناسبة العيد الوطني ال 48 نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وإلى شعب عمان الخير، داعين الله عزّ وجل أن يديم على الشقيقة السلطنة الأمن والأمان والاستقرار ومزيد من التقدم والازدهار..

نقولها من الأعماق: أعيادكم أعيادنا.. وأفراحكم أفراحنا..

حفظ الله السلطان والسلطنة والشعب الكريم.. وكل يوم وعمان تعيش الأفراح والمسرات.

تعليق عبر الفيس بوك