شفافية المصالح

 

طلال خلفان 

* لاعب المنتخب الوطني السابق

 

ليس هناك داعٍ لإظهار ما تملكه بالكلام، فما تملكه سيراه الجميع في صمتك.. هذه الجملة كتبتها في عصرية تتلحف بصور العفية، وأنا أرتشف فنجان القهوة الدافئ أمام بحر صور الهادئ المقابل لجسر خور البطح، وفي الاتجاه المقابل منارة العيجة التي تحمل عبق تاريخ الولاية العريقة.. هذا الكلام كنت أعتقد أنه مجرد خربشات أحدِّث بها نفسي وأكتبها في دفتري الصغير، لكنَّني الآن أجده أمامي وأعيشه بشكل شبه يومي؛ فالكثير منا يستطيع الكلام عمَّا سيفعله، ولكن القليل فقط من يستطيع العمل وبصمت شديد، ويجعل العمل هو من يتحدث عنه.

فمع الانتخابات تطل علينا الشعارات الزائفة والتي أصبحت واضحة وضوح الشمس مثل وضوح شفافيتهم المزعومة، فلم نر من تلك الشفافية شيئًا، حتى حروفها اختفت وانغمست في بحر مصالحهم المظلم.

فالمصالح الشخصيه مرض ينخر في جسد رياضتنا البالي المتهالك، وبدأنا بالبحث عن دواء لعلاج هذا المرض، وجربنا أدوية لعلاجه فمرة نعالجه بجملة "لا تستعجلوا الحكم"، ومره بـ"دعهم يعملوا وبعدها يأتي التقييم"، ومرة "انتقاد بشكل محترم".

 جربنا جميع الأدوية، وما زال هذا المرض ينخر في ذاك الجسد المسكين الذي ات لا حول له ولا قوة، بل ورَفَض الجسد تقبُّل كل الأدوية لانتشار هذا المرض في كل الجسد تقريباً؛ ففي كل مرة نجد خلية من هذا المرض بمكان آخر فمرة نجدها في القدم، ومره في اليد، وتتابع هذا المرض اللعين ولم نثق بكل الأدوية حتى ألقينا بها في "السلة"، وجاءت الفكرة بالعلاج في الخارج؛ فبالتأكيد سنحتاج إلى "الطائرة"، كي نذهب لذاك البلد البعيد، ولكن حب العيش في الوطن جعلنا نقول بأن العلاج سيكون هنا حتى وإن انهار الجسد ولم تعد القوى كما كانت.

 وبعد تفكير طويل، وشد وجذب، استمعت لنداء قلبي بالبقاء في الوطن، وبعد كل ذاك التعب من التفكير قررت الاسترخاء و"السباحة" في المياه الضحلة، خائفا من الغرق أو التوجه لأحد المنتجعات كي أمارس "التنس"، وأبتعد عن كل تلك الضغوطات، ولكن قلبي قال لي لا تنس قضيتك الحقيقية التي تصارع من أجلها، وعاتب النفس واسألها بماذا سنفعل لمواجهة المرض؟ فكرتُ كثيراً، ولا يوجد حل حالياً سوى استئصال المرض، وهذا بالتأكيد متاح في علم الطب، ومن ناحيتي أجد أن الحل الأنسب هو الاستئصال أو بتر العضو الفاسد.

قُلتها سابقاً وأقولها حالياً: "إن صندوق الانتخابات لا يأتي في بعض الأحيان بالأفضل"، ويا ليت نعود لزمن التعيين؛ فنحن نعيش في أسوأ مراحلنا الإدارية، ورياضتنا تعيش فوق صفيح ساخن ولا نسمع سوى الاعتذارات الواهية والوعود الزائفة الرنانة (أسمع جعجعة ولا ارى طحنا).

ولا بد من تغيير جذري في قطاع رياضتنا، لأننا هَرِمنا من هذه الأفكار المتشبثة بالكراسي وعقول الديناصورات المتحجرة.

----------------

الحق شمسٌ، لابد أن تُشرق حتى وإن أخفتها "سحائب" الظلم.

تعليق عبر الفيس بوك