ملامح من مسيرة بناء الدولة البوسعيدية على "صوت الرؤية"

الرؤية - مريم البادية

استضافَ البرنامج الإذاعي "10AM"، أمس، محمد بن سعد المقدم أستاذ مشارك سابق في مجال التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة السلطان قابوس، وعضو مجلس إدارة الجمعية التاريخية العُمانية؛ للحديث عن التاريخ العُماني منذ تولي الأسرة البوسعيدية حتى يومنا هذا، ضمن فقرة "نوفمبر عُماني"، ويعد "10AM" أحد أبرز برامج إذاعة "صوت الرُّؤية".

وتحدَّث المقدم عن الظروف التي قامت بها الدولة البوسعيدية والتي كانت صعبة، في ظل الحروب الأهلية القبيلية بين الهناوية والغافرية في نهاية دولة اليعاربة، وانتهت باحتلال عُمان من قبل "نادر شاه الافشاري" الفارسي في تلك الفترة. وارتباط قيام دولة البوسعيد بظهور أحمد بن سعيد البوسعيدي؛ حيث كان واليًا على صحار آنذاك، وقاد حركة المقاومة لإعادة الوحدة الوطنية والتخلص من الاحتلال الفارسي؛ فاستطاع بحكمته أن يتخلص من القوة الفارسية المسيطرة على المنطقة بعقد اتفاقية مع قائد الحملة التي أدت لانسحاب الدولة الافشارية من عُمان، كما استطاع أن ينهي الحرب الأهلية، وبعدها انتخب إماما على عُمان وقيام الدولة البوسعيدية.

وذكر المقدم عددًا من الإنجازات التي حدثتْ في عهدِه؛ من بينها: إعادة بناء الدولة، وذلك من خلال إنشاء الأسطول التجاري والحربي، وقال إن من أهم الانشطة التي قام بها الأسطول نجدة أهل البصرة من سيطرة كريم خان زنك عليها؛ لذا عادتْ عُمان كقوة بحرية في عهده. كما استطاع إعادة نفوذ عُمان إلى شرق إفريقيا. ثمَّ تطرق للحديث عن السلاطين الذين تولوا من بعد الإمام المؤسِّس للدولة البوسعيدية، وركز على عهد السيد سعيد بن سلطان في بداية القرن التاسع عشر. وبوقوع عدد من الأحداث السياسية في المنطقة، وتفكيره في إقامة دولة عظمى في شرق إفريقيا على جزيرة زنجبار، بسبب ما تتمتع به من مقومات اقتصادية وسياسية في آن واحد، فقد أقام فيها العاصمة الثانية للدولة العُمانية، فأصبحت الدولة تمتد من بندر عباس إلى موزمبيق، إضافة إلى أنها أهم مركز تجاري في المحيط الهندي.

وأشار في اللقاء إلى سفينة سلطانة التي قادها السفير العُماني أحمد بن النعُمان إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أول رحلة عربية تصل إلى شواطئ نيويورك، كما أنها أول بعثة دبلوماسية من دولة عربية، تحمل رسالة وبعض الهدايا من سلطان عربي إلى رئيس أمريكي. وكان خط سير الرحلة من مسقط إلى زنجبار، ثم توقفت في جنوب إفريقيا في جزيرة سانت هيلانة إلى أن وصلت نيويورك في العام 1840م.

وقال: إنَّ الإمبراطورية العُمانية انقسمتْ بعد وفاته إلى قسميْن بعد تولى الإمام عزان بن قيس، وزيادة التنافس البريطاني والفرنسي على المنطقة، وتأثر مسقط بذلك؛ حيث فقدت ميناء بندر عباس، وجزيرة قشم وهرمز، كما سقطت العاصمة العُمانية الثانية في زنجبار. واختتم المقدم اللقاء بالحديث عن وصول صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى السلطة، وبدء النهضة المباركة التي تضمَّنت كلَّ الإنجازات التي نشهدها اليوم.

تعليق عبر الفيس بوك