"أمينة" حقيقة المرأة السورية وانتصار الأرض

...
...
...
...

 

الرؤية- دمشق


أطلقت المؤسسة العامة للسينما في سوريا وبحضور وزير الثقافة السوري الأستاذ محمد الأحمد  فيلم "أمينة" تأليف الفنان القدير أيمن زيدان وتشاركه الكتابة سماح القتال وإخراج أيمن زيدان في سينما سيتي بالعاصمة السورية دمشق.
واستطاع الفيلم منذ لحظات عرضه الأولى جذب الجمهور وشدّه والارتقاء بدهشته حتى المشهد الأخير من العمل الذي يقدم ترميزاً جميلاً بأسلوب فني وإبداعي جميل استطاع المخرج أيمن زيدان أن يحقق من خلال خطواته شروط العمل الفني. ليحقق الفيلم بعد عرضه أصداء قوية وردود فعل إيجابية جدا.
ويركز "أمينة" على تقديم شخصية الأم والمرأة السورية بصورة إيجابية برغم كل الآلام التي عاشتها بسبب الأزمة السورية والحرب التي مرت على البلاد. لتقدم بطلة الفيلم الفنانة القديرة نادين خوري التي تؤدي شخصية "أمينة" فكرة تشبه الكثير من الأمهات السوريات اللواتي وقفن ثابتات بوجه مايحدث معهن ومع أولادهن وأرضهن. وهن اللواتي جاهدن للحفاظ على بيوتهن وأرضهن رافضات لأي انكسار في سبيل البحث عن الحياة.
يشارك نادين خوري في بطولة الفيلم عدد من الفنانين منهم قاسم ملحو وحازم زيدان ولمى بدور وجود سعيد وغيرهم.
القدير أيمن زيدان وفي حديثه عن الفيلم قال بأنه غير مخول أن يقيم فيلمه إنما يترك هذا الأمر للمشاهدين. وأراد من خلال تجربته الروائية الأولى أن يبرز المعدن الأصيل للإنسان السوري وخاصة المرأة السورية من خلال رسمه لشخصية "أمينة" وهي الأم السورية العظيمة التي تصدت للحرب في حدود إمكانياتها وقدراتها. آملا في أن يستطيع أن يكون وفيا للمرأة السورية في الحرب ليقدم أيقونة من الصبر على الجراح وعبرة في الأمل. مؤكداً أنه لم يجد غير الفنانة نادين خوري لتقديم هذه الشخصية.
وأكدت بطلة الفيلم النجمة القديرة نادين خوري أن فيلم "أمينة" هو بطولة جماعية ساهم بها كل الفنانين والفنيين الذين شاركوا فيه. مضيفة أن النص الذي كتبه زيدان جذبها منذ بداية القراءة إضافة إلى امتلاك الفنان ايمن زيدان  كمّا كبيرا من الخبرة الفنية، والعمق الفني في الرؤية والتنفيذ  إضافة إلى قوته كمخرج بطريقة تعامله وإدارته لجوانب العمل أثناء التصوير. مشددة على أن الفيلم أضاف لها ولمسيرتها الفنية الكثير
أحداث الفيلم
وتدور أحداث فيلم أمينة حول قصة الأم "أمينة" التي تواجه الكثير من المتاعب والأطماع، حيث تعيش صراعا بسبب ظروف ابنها المريض العاجز عن الحركة والنطق، وبسبب ابنتها التي تصبح محط أنظار من حولها. ويناقش أيضا تداعيات الحرب على البشر بعض الذين استغلوا وبعض الذين واجهوا وصبروا.
راصدا الواقع المؤلم من زاوية المرأة السورية التي تفقد ابنها وزوجها وأخيها وتقدم مع ذلك دروسا في التفاني والتضحية والصبر.
وشهد العرض الخاص للفيلم حضورا فنيا ورسميا كبيراً حتى أن قاعة العرض غصّت بالحضور الذين أشادوا بقوة الفيلم ورمزيته وحكايته وطريقة تقديمه الفنية التي أثرت بهم ودفعتهم في مشاهد كثيرة إلى البكاء. لتنهال التهنئة بعد نهاية العرض على مخرج الفيلم الفنان القدير أيمن زيدان لمايمتلكه من أدوات وقوة في رؤاه الفنية ولإبداعه العميق الذي اتجه من خلاله إلى الترميز في مواقف باتت عناوينها واضحة تاركاً لمتابعي فيلمه الدخول إلى روح نصه وصورته التي أتقن صنعها.
كما انهالت التهاني على بطلة الفيلم  الفنانة السورية صاحبة التاريخ العريق نادين خوري التي استطاعت توظيف خبرتها لتقدم أداء فنيا يرتقي مع كل موقف بعيداً عن المبالغة وقريباً من الإحساس الذي وصل لكل من تابع العرض ليشعر المشاهد بماتريد أن تقوله وهي صامتة تاركة لعينيها ولإحساسها ولدموعها أن تحكي ماغصت به حنجرة الأم "أمينة".
إرادة الحياة تنتصر
في نهاية الفيلم وبعد الأحداث القاسية لأم تعيش في ظل الحرب على سوريا، والمواقف القاتلة التي تُميت وتدعو إلى اليأس كان المشهد الأخير حاملاً العبرة والرسالة بأن الأرض لاتموت، وأن الحياة لابد وتنتصر خاصة عندما تمتلكها أنثى لن تكون ضعيفة إنما تحيا بإرادة قوية وإصرار هو رمز لكل امرأة سورية. لتقول أمينة في حركتها بنهاية الفيلم أنها سوريا التي لاتموت، وأن الإصرار على الحياة هو من يدحر كل ظلم وكل ألم.
فإن جاء الظرف قاسياً لدرجة موت تخرج الروح والإرادة لتشكّل الحياة وتصنعها. وهو ماعبّر عنه أيمن زيدان سابقاً بقوله: " في الشريط رغبة عارمة أن نحمي أرواحنا من ارتدادات الحرب المجنونة"لتتحول "أمينة" إلى أيقونة صبر وحياة وعِبرة ورسالة لكل من يأخذهم أو يأخذهن اليأس للتمثل بتجربتها التي تشكل تجربة للكثير من السيدات السوريات اللواتي لوّعتهن الحرب وحولتهن إلى يتامى وأيامى وثكالى.

 

تعليق عبر الفيس بوك