البرمجيات التعليمية الإلكترونية متعددة الوسائط

 

 

عمرو عبدالعظيم

تُشير الدراسات إلى أنَّ مفهوم البرمجيات التعليمية الإلكترونية يتمحوَر حول كونها برامج تمزج بين: الكتابات والصور الثابتة والمتحركة ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية والرسومات الخطية لعرض الرسالة، وهي التي يستطيع المتعلِّم أن يتفاعل معها مُستعينًا بالحاسوب أو غيره من الأجهزة الإلكترونية الأخرى.

وتقوم فكرة البرمجيات التعليمية وفق أُسُسٍ قائمةٍ على مفهوم الوسائط المتعددة، وهو مفهوم قديم ظهر مع بدايات استخدام مَنحى النظم في التعليم؛ حيث يشير إلى التكامل وترابُط مجموعة من الوسائط في شكل من أشكال التفاعل المنظم والاعتماد المتبادل؛ بحيث يُؤثر كل منها في الآخر، وتعمل جميعها من أجل تحقيق الأهداف التربوية المنوي تحقيقها عند المتعلمين.

وعندما ترغب مؤسسة تعليمية في تصميم وإنتاج برمجيات تعليمية إلكترونية، وفق أسس التصميم التعليمي، تكون بحاجة لفريق عمل مكوَّن من مخرج أو مدير للبرنامج ومنتج البرنامج وإخصائيي اللغة ومؤلفي النصوص واختصاصيي الرسوم المتحركة ومنفذي الوسائط المتعددة وكاتب سيناريو وكاتب نص ومدير اختبارات، وتمر عملية إنتاج تلك البرمجيات بعدة مراحل كما يلي:

- مرحلة التحليل والإعداد.

- مرحلة التصميم وكتابة السيناريو.

- مرحلة تنفيذ البرمجية.

- مرحلة التجريب والتطوير.

- تقويم مراحل تصميم وإنتاج الوسائط التعليمية المتعددة.

- مرحلة النشر والتوزيع.

وبعد أن تتم عملية الإنتاج، لابد من وجود معايير لتقويم البرمجية في صورتها النهائية لمعرفة مدى جودتها ومناسبتها للأهداف التعليمية، ومن هذه المعايير المعلومات العامة والتي تضم الإشارة إلى حقوق الطبع للمادة التعليمية والمصادر التعليمية الأخرى، وإعطاء معلومات كاملة عن الجهة التي أنتجت البرمجية وتزويد المادة التعليمية بتعليمات استخدام، وإمكانية التحديث المستمر للمادة من الناحيتين العلمية والفنية، وأنها لا تتطلب من الطالب معرفة متقدمة في استخدام الحاسوب.

وهناك معايير خاصة بالمحتوى؛ منها أنَّ النتاجات تنسجم مع المحتوى، وأن تكون طريقة ترتيب الأهداف تعطى تتابعاً منطقياً لتحقيقها، وعرض المعلومات بشكل واضح ومنسق، وتكون نصوص البرمجية سليمة لغويًا، وواضحة المعنى، وقائمة المحتويات تعطي مؤشرات دقيقة إلى الطريقة التي نظمت بها المادة التعليمية داخل البرمجية، وتنظيم أو تتابع المحتوى يناسب طبيعة المادة التعليمية، وأن تكون المادة التعليمية مقسمة إلى فقرات مستقلة ومترابطة، وأن يكون نمط الكتابة واضحا ومباشرا، والفقرات مختصرة والجمل قصيرة، ومزودا بأمثلة توضيحية كافية، وأن يكون المحتوى التعليمي ينسجم مع القيم الإسلامية وأعراف وتقاليد المجتمع.

وفيما يخص نمط الخطوط، فلابد أن تناسب المحتوى وجميع البرامج المستخدمة، ويجب أن تتضمن البرمجية أنشطة تتيح للطلاب العمل ضمن مجموعات، والمصطلحات والمفاهيم المهمة تعرض بشكل لافت، واستخدام العناوين الرئيسية والفرعية في تنظيم عرض المحتوى، والنصوص معروضة بشكلٍ واضحٍ، واستخدام الألوان بفاعلية، ودقة المحتوى وسلامته العلمية، وأن تستخدم البرمجية أنشطة تعليمية مقبولة، وتتميز بالاستخدام الملائم للأصوات والألوان، وارتباط أسلوب التمثيل وحركة الرسوم والنماذج بأهداف المحتوى ومضمونه.

وعندما نقيس سهولة الوصول والاستخدام للبرمجية، يجب أن تراعي سهولة الدخول إلى البرمجية والخروج منها، وسهولة التنقل بين محتويات البرمجية، وأن تتيح اختيار أجزاء محددة من محتوى البرمجية، وأن تحتوي المادة التعليمية على أيقونات (أزرار) تمكن المستخدم من التنقل بسهولة.

وفيما يتعلق بالوسائط المتعددة، وهي الركن الرئيسي بالبرمجية، فيجب أن تزود المادة التعليمية بوسائط متعددة مناسبة، وتكون الصور منسجمة مع النص ذي العلاقة، والوسائط المتعددة المضافة تبسط المفاهيم وتوضحها، وأن الوسائط المتعددة تمتاز بالدقة العلمية، وتعكس الواقع الذي تمثله بشكل صحيح، وتتيح للمتعلم التفاعل الإيجابي بسهولة ويسر.

وعند عرض معايير وسائل التقويم للبرمجية، لابد من توافر تغذية راجعة فعّالة للاستجابات الصحيحة والخاطئة على حدٍّ سواء، وأن تكون التغذية الراجعة المُوجبة أكثر جاذبية من التغذية الراجعة السالبة، وأن تتضمن البرمجية عدة مستويات من الصعوبة والسهولة، وتكون هناك شواهد تدل على أن المتعلم حقق أهداف المحتوى التعليمي، ولابد أن تتضمن البرمجية أنشطة متعددة المستويات لمراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.

وخلاصة.. نقول: إنَّ البرمجيات التعليمية الإلكترونية متعددة الوسائط تسهم بفاعلية في تقديم المحتويات التعليمية، وتعمل على جذب انتباه المتعلمين، وتنمي مفهوم التعلم الذاتي لديهم، وترفع دافعيتهم نحو التعلم بوجهٍ مُنقطع النظير؛ وذلك وفقًا للعديد من الدراسات والبحوث العلمية التي أثبتت ذلك، شريطة أن تُصمم وتُنتج تلك البرمجيات وفق أسس التصميم التعليمي الجيد.